عرض مجموعة برنارد شو الفوتوغرافية على الإنترنت

20 ألف صورة 70 في المائة منها التقطها بنفسه

مع بعض الطلاب خلال احتفاله بيوم العمال
TT

يقال إن فنان القرن السابع عشر الهولندي يوهانس فامير هو أول من أدخل مفهوم التصوير في الأعمال الفنية، وجاءت أعماله لتبين حرفيته الفنية من خلال تلاعبه في الانعكاسات الضوئية. استخدامه للضوء الطبيعي في لوحاته عكس تأثره في استخدامات لما يسمى بـ«الكاميرا ابسكيورا» (القمرة المظلمة) التي يقال إن أول من طرح فكرتها العالم العربي ابن الهيثم في القرن الحادي عشر.

الكاتب المسرحي الأيرلندي جورج برنارد شو، الذي توفي قبل 60 عاما، كان مغرما هو الآخر بالتصوير، ويقال إنه جمع أكثر من 20 ألف صورة فوتوغرافية خلال حياته التقط أكثر من 70 في المائة منها. وقال عن فنان القرن السابع عشر الإسباني دييغو فلاسكويث إنه «لو عاش في يومنا هذا لامتهن التصور بدلا من الفن التشكيلي».

ويعتقد بعض الباحثين أن أرشيف الأعمال التصويرية الذي اكتشف مؤخرا يكشف عن جوانب أخرى من شخصية برنارد شو الفنية، التي تعتبر أرشيفا لحياته الفنية كونه يعتبر شخصية محورية في قلب المؤسسة الثقافية البريطانية في بداية القرن العشرين.

الصور التي وضعت أمس على الإنترنت تبين حياته اليومية، الشخصية والفنية. هناك صور مع الموسيقار إدوارد الغار ومع نخبة من المفكرين الاشتراكيين أمثال سيدني وبيتريس ويب، وكذلك صور لنهر التيمس يغطيه الضباب، وكذلك صور له تبين إعجابه بالتصوير من خلال التقاطه صورا للأشعة الضوئية. ووضع في الأمس 1000 صورة من المجموعة الكاملة على الإنترنت برعاية مشتركة بين المؤسسة البريطانية المعنية بالتراث «ناشيونال تراست» ومعهد لندن للاقتصاد التابع لجامعة لندن، الذي كان برنارد شو أحد مؤسسيه. مجموعة الصور ظلت كما تركها الكاتب المسرحي عام 1950 دون أرشفة، ولكن في الآونة الأخيرة قام بعض الباحثين بمراجعتها وتبويبها لعرضها على الإنترنت.

وقالت فيونا هول من «ناشيونال تراست»، المسؤولة عن بيت برنارد شو الذي ترك جميع محتوياته للمؤسسة: «كان الكاتب المسرحي مغرما بالكثير من الجوانب الفنية، خصوصا التصوير الفوتوغرافي. الصور تكشف عن الفروق الشاسعة بين الحياة الخاصة جدا لهذا الإنسان وبين شخصيته الفنية التي يعرفها الناس».

«تظهر الصور برنارد شو الجاد وهو يتكئ على عصاته مع تقدمه في السن، وأيضا لقطات له وهو يتزلج على الماء ويجلس مع عائلته يتناول الأطعمة في الهواء الطلق، وأخرى وهو يقف مقلدا بعض الشخصيات في منحوتات شهيرة. المجموعة قد تساعد الباحثين على مراجعة ما نعرفه عن شو وعن المثقفين الذين كانوا على علاقة به في تلك الفترة».

ويقال إن شو كان مغرما جدا بالتصوير ولهذا كان يحمل معه كاميرا يلتقط صورا لبعض المشاهير من الممثلين السينمائيين مثل النجمة فيفيان لي والكاتب إتش جي ويلز. كما التقط شو صورا خلال رحلات إلى نيوزيلاندا وجنوب أفريقيا وأوروبا مع زوجته شارلوت.

وقيل إنه عندما سأل عن سبب شغفه بالتصوير فأجاب بأنه كان يتمنى دائما أن يحترف التصوير والرسم. ويقول: «كنت معجبا دائما بالتصوير والرسم. أردت أن أصبح مايكل أنجلو لا شكسبير، لكنني لم أتمكن من ممارسة الرسم لدرجة مقنعة فنيا لنفسي. وعندما دخل عصر كبس الأزرار اشتريت كاميرا للنفسي وبدأت بالضغط عليها».