ميشيل أوباما تستضيف فرقا للرقص في البيت الأبيض

ضمت أشهر الراقصين في الولايات المتحدة إلى جانب أعضاء فرقة «آيلي»

السيدة الأميركية الأولى تلقي كلمة في الحفل الراقص الذي أقيم في البيت الأبيض (أ.ب)
TT

من المؤكد أن البعض قد يصطدم بها، لكنك قد ترغب في تحاشيها عندما ترقص في الغرفة الشرقية في البيت الأبيض، لكن وجود الكثير من الراقصين المتمرسين في هذه الغرفة ضمانة على ألا تصطدم تلك الأجساد الطائرة بتلك الثريا التي تتدلى على نحو منخفض.

لكن ذلك كان على وشك الحدوث خلال أول حدث للرقص في إدارة أوباما، والذي أقيم يوم الثلاثاء الماضي على شرف جوديث جاميسون، المديرة الفنية لفرقة «آلفن آيلي أميركان دانس ثييتر»، التي تتقاعد العام القادم.

الحدث الذي استمر لمدة ساعة، واستضافته ميشيل أوباما، وشاركت فيه ابنتاها ساشا وماليا وجدتهما ماريان روبنسون، ضم بعض أشهر الراقصين في الولايات المتحدة، إلى جانب أعضاء فرقة «آيلي». حيث حضر الحفل أيضا أعضاء من فرقة «نيويورك سيتي» للباليه وفرقة «بول تايلور دانس» وفرقة «واشنطن» للباليه، وفرقة «بي بوي سوبر سي آر 3»، وواحد من بيليز (دايتون تافرز) وكذلك من «بيلي إليوت ذا ميوزيكال». كل هذه الطاقات في الغرفة كانت في انتظار أن يبدأ الحدث.

بيد أن ما خشي منه البعض وقع خلال جزء من رقصة «ويد إن ذا ووتر» لفرقة «آيلي» لعملهم المستوحى من الإنجيل والمعروفة باسم «الإلهام»، عندما دخلت رينيه روبنسون الراقصة ذات الطاقة النابضة والنافذة وقد كسرت قطعة من زجاج الثريا بالشمسية التي كانت تحملها، كان هناك بعض الضوء المنعكس لكن لم يقع ضرر كبير.

على أي حال، كانت الغرفة تهتز بعد الظهر عندما شارك أكثر من 100 طالب رقص أو نحو ذلك قدموا من أنحاء البلاد في الورشة التي قام بالتدريس فيها بعض الراقصين الذين قدموا وصلات راقصة ليلة الثلاثاء.

وقالت ميشيل أوباما، مخاطبة الطلبة الصغار في العرض المسائي، يصاحبها الضيوف الآخرون الذين ينتمون إلى مجتمع الفنون، (لكن لم يكن الرئيس بين الحضور) «كنا نسمع بعض الضوضاء في الدور العلوي. هل استمتعتم بالرقص؟».

جاء الجواب بصوت عال «نعم».

وسألتهم ميشيل «هل أديتم بصورة جيدة؟»..

رد الجميع «نعم».

هزت رأسها «نعم حسنا»، ثم أدت حركة من حملتها للياقة البدنية «دعونا نتحرك»، وقالت «إذن هذا جيد، فلنتحرك، ونرقص ونمرح».

حسنا، نعم كان اللعب والرقص والمرح مميزا بالفعل في هذه الليلة، التي كانت الحلقة الأولى لما سمته السيدة الأولى «مسلسل الرقص في البيت الأبيض». وهي فرصة لتجربة «بهاء الحركة».

في البداية، دخلت عضو فريق «آيلي»، ليندا سيليستي سيمز، تؤدي جزءا من رقصة «كراي» لفرقة «آيلي»، الرقصة المنفردة التي ابتكرها مؤسس الفرقة لجاميسون عام 1971، والتي قدمت أميركا إلى نوع جديد من نجوم الرقص، والتي لم تكن راقصة باليه نحيفة، بل راقصة طويلة وقوية وذات خبرة لم ترقص كثيرا كعاصفة على المسرح. تلك القوة كانت تتخطى قوة سيمز على استرجاعها، لكنها مع ذلك قدمت عرضا مؤثرا.

تبعها أعضاء عرض «كلوفن كنغدوم» لفرقة بول تايلور، والذي كانت أشبه بمحاكاة ساخرة لرقصة مصمم الرقصات ذي الثمانين عاما والمعروف بإحساسه بالساخر بالفكاهة. الرجال الأربعة الذين ارتدوا ملابس السهرة بدوا ملائمين في هذا المشهد الجيد. حتى بدأت دقات الطبول والرجال يتقدمون ببطء حول الأربعة ويقفزون ويقلدون بأيديهم الحيوانات. كانت سخرية ممتعة لكشف الطبيعة الحيوانية غير المستقرة وسط شمعدان البيت الأبيض، في دورة انتخابية مهمة، وسط حالة من الركود وأمة تمر باضطرابات. هزت رؤية تايلور الغرفة أكثر من أي شيء تلك الليلة.

تلت ذلك بانوراما سريعة الإيقاع لإسهامات الرقص في هذه البلاد، حيث قام مورغان فريدريك وجوناثان غوردن من فرقة «واشنطن باليه» بتأدية رقصة «فورجت دوماني» من رقصات «أغنيات سناترا التسع» لتويلا ثارب. قامت آشلي بودر ودانييل أولبريكت بأداء بعض الرقصات من رقصة «تارانتلا» لجورج بالانشيني.

كانت «سوبر سي آر 3 دبليو» إضافة ممتعة لتلك الليلة. لقد حول الشباب الستة الغرفة الشرقية إلى حديقة تزلج بشرية خلال قفزهم ووثبهم على أكتاف وظهور بعضهم بعضا، في أداء بالغ البراعة دفع بعض الفتيات في الخلفية إلى التخلي عن التصوير والمشاركة في الرقص.

الإيقاع الجميل الذي سارت عليه الرقصة دفع داميان ووتزل، وهو يقدم فرقة «سوبر سي آر 3 دبليو» إلى القول «إن الرقص العصري الذي شاهدته على شاشة التلفزيون لا يقارن بما رأيته اليوم. قام ووتزل الراقص الأساسي السابق في فرقة نيويورك سيتي للباليه بإخراج الحدث كعضو من لجنة الفنون والعلوم الإنسان التابعة للبيت الأبيض».

في هذه الأمسية التي حضرها الكثير من الشباب كان عناء ورقص الشاب الأسترالي تافاريس من فرقة «بلي إليوت» الراقصة مؤثرا على نحو خاص. كان أداؤه لأغنية «كهرباء» مؤثرا للسيدة الأولى خاصة عندما ردد الحضور خلفه. بعد ذلك كانت المقاطع المقتبسة من عرض «ريفيلاشنز» (سن مان وروكا ماي سول إن ذا بوسوم أوف إبراهام، وكلاهما لا يقاوم إلى جانب ويد إن ذا ووتر) شجعت الجميع على الوقوف والتحية. ربما تكون السيدة الأولى قد استمتعت بأداء الجميع، وكشفت في تقدمتها للحفل عن صلتها والرئيس بجاميسون التي جلست في الصف الأول، والتي وصفتها أوباما بالمرأة الظاهرة المذهلة» وقالت لها «إن صورتك في رقصة (كراي) كانت الصورة الفنية الوحيدة التي نحتفظ بها في منزلنا».

في نهاية الحفل صعدت أوباما إلى المنصة مرة أخرى وقالت لطلاب الرقص «أيها الشباب واصلوا عملكم، إذا كنت قد قمتم بذلك في البيت الأبيض فربما تستطيعون عمله في أي مكان آخر». ثم نظرت إلى الإضاءة المبهرة مبتسمة قائلة «ولم يكسروا الثريا».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»