«مرايا 2010» ملأ «دنيا» بيروت فرحا وشغل ناسها

نشاطات ترفيهية وثقافية وفنية زينت شارع الحمرا خلال العيد

شارع الحمرا يستعد للاحتفال بـ«مرايا 2010»
TT

في شارع الحمرا البيروتي الذي يضج بالحركة والحياة ليلا ونهارا على وقع رواده الذين «أدمنوه» فصاروا جزءا لا يتجزأ من تركيبته الاجتماعية والثقافية، ارتدت الطرقات حلة العيد معلنة الاحتفال بمهرجان «مرايا 2010» الذي نظمته لجنة تجار الحمرا تحت عنوان طريف باللهجة اللبنانية «مين إجا (أتى) قبل؟ الدجاجة أو الحمرا؟». سؤال لا ولن يجد طريقه نحو الجواب اليقين، إنما كان بالطبع مصدر الفرح الذي ملأ «دنيا» الحمرا وشغل ناسها على امتداد أيام عيد الفطر المبارك. وكان يوم الجمعة موعد الانطلاق بالفرح، فنفض هذا الشارع عنه زحمة السيارات التي اعتادت أن تعكر «مزاجه» الهادئ، على امتداد ثلاثة أيام متتالية، وانتفض فاتحا ذراعيه للبنانيين بشكل عام ولأهل المدينة بشكل خاص على اختلاف أعمارهم ليتنقلوا فيه سيرا على الأقدام ويحتفلوا بالعيد في أجواء ثقافية ترفيهية مليئة بالفرح والموسيقى والفنون على أنواعها.

بعدما كان «مرايا 2010» قد شق طريقه في هذا الشارع للمرة الأولى في عام 1998 عاد اليوم بحلة جديدة وبرنامج متنوع على أن يصبح مهرجانا سنويا يبعث الفرح في قلوب الناس ويكون مناسبة للقاء الهواة بالمحترفين وفرصة لهم لإظهار مواهبهم. بعد ظهر أول أيام العيد دقت ساعة الصفر للانطلاق بـ«مرايا 2010» برعاية رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وحضور نواب بيروت وملكة جمال لبنان لهذا العام رهف عبد الله، وذلك على وقع مسيرة كرنفالية شارك فيها: أوركسترا قوى الأمن الداخلي اللبناني، وفرقة «زفة لبنانية»، والسيرك اللبناني، وموكب دراجات «هارلي دايفيدسون» النارية، وفريق النادي الرياضي اللبناني لكرة السلة، ونوادٍ جامعية، والصليب الأحمر اللبناني، ونادي الموسيقى في الجامعة الأميركية في بيروت، وفنانون لبنانيون، إضافة إلى مواكب سيارات قديمة وملونة. أما ختام المسيرة فأضيئت سماء الحمرا وليل بيروت بالألعاب النارية.

وفي اليومين التاليين، أي السبت والأحد، فتحت شوارع الحمرا المقفلة أمام السيارات وأبواقها ساحاتها لمنصات عرض الفنانين المحترفين اللبنانيين عند الساعة العاشرة صباحا حتى منتصف الليل. وفرصة المبتدئين والهواة لم تكن أقل أهمية عن المحترفين الذين اجتمعوا جنبا إلى جنب لعرض ما أنتجته أناملهم من «ارتيزانا» وجواهر وتحف وإكسسوارات ومصنوعات فخارية ومطرزات، إضافة إلى مشاركة فعالة من الجمعيات الأهلية، منها «نحو المواطنية» و«arc en ciel» و«المدرسة اللبنانية للصم والبكم»، ومساحات خاصة لعرض المأكولات اللبنانية... أما حضور المنصات الفنية فكان من خلال مشاركة فنانين ومصورين محترفين ومبتدئين، كما عرضت أعمال الشباب الذين شاركوا في مسابقة التصوير «لكم حمراؤكم ولي حمرائي»، التي سبق أن نظمتها «سبريدمايندز» ونُشرت الصور في كتاب خاص، إضافة إلى صور أخرى التقطت لمهرجان «مرايا 2010». كما أطل البطل اللبناني في «رالي» السيارات جان بيار نصر الله على محبيه في جلسة دردشة تكلم خلالها عن تجربته وعن الفرق بين قيادة السيارات العادية وتلك المخصصة للسباقات.

وكان للحفلات الموسيقية موقعها الثابت في ليالي «مرايا 2010»، وذلك بمشاركة فنانين وفرق موسيقية لبنانية وغربية، مثل: شربل روحانا، زياد سحاب، فريق الأطرش، آفو توتوجنيان، أشكمان، فلاديمير كورميليان، مارك نجار، وائل المعلم، آمي سماك دادي، بند جزائي، منير خولي، غرو با، وليد طويل، يل ديل بلو، آرثر سانتيان كواترو، بانيلي، تباسكو. وغيرهم. بالإضافة إلى حفلات الموسيقى الإلكترونية مع لاعب الموسيقى في إذاعة «راديو وان» وي مالكيان.

أما الحدث الفني الأهم فكان إطلاق السوبر ستار راغب علامة ألبومه الجديد الذي يحمل عنوان «طلاق» في مقهى «ستار باكس» في الحمرا. مع العلم أن هذا الألبوم يتضمن إضافة إلى أغنيات جديدة أغاني وموسيقى لنجوم عالميين، وتزامن إصداره مع إطلاق فيديو كليب جديد لإحدى أغنياته التي تم تصويرها في أوروبا بتقنيات عالية ومتطورة.

وكي تكتمل الصورة الفنية من كل جوانبها، فإن مهرجان الحمرا في هذا العيد شكل مناسبة كي يعرض طلاب معهد الفنون السمعية البصرية في جامعة القديس يوسف وفي الجامعة اللبنانية الأميركية أعمالهم الأولى وأفلامهم القصيرة لمحبي هذا الفن ولزائري المهرجان.

ولأن برنامج «مرايا 2010» يحفل بنشاطات مكثفة وموجهة لمختلف الأعمال فكان للأطفال حصتهم الغنية من خلال تنظيم نشاطات خاصة بهم، من أهمها عروض لـ«سيرك لبنان»، قدمت بأسعار مدروسة جدا خاصة بالمهرجان، ونشاطات لمحترف «إبريق الزيت» وجلسات مع «الحكواتية مريم»، وعروض مسرحية أخرى خاصة بالأطفال تقدمها فرقة المسرح في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، وسهى شقير التي ستقدم مسرحية «الدرس».

ولم يكتفِ منظمو المهرجان بالنشاطات التي كان قد أعلن عنها وأشعلت ليل الحمرا ونهارها، بل كان للمفاجآت والأفكار الجديدة والابتكارات وقعها المحبب في أوساط اللبنانيين الذين توافدوا إلى هذا الشارع على امتداد أيام العيد، ولا سيما الشباب الذين وجدوا ضالتهم في هذا النشاط الذي جمع الترفيه مع الثقافة وألقى الضوء على المواهب اللبنانية الشابة التي تتمتع بقدرات مميزة لكنها لا تجد فرصة أو مناسبة للظهور واللقاء مع الجمهور للتعرف على فنها.