العود العربي يشهد أول ملتقى دولي له في القاهرة بعد غد

الموسيقار نصير شمة لـ «الشرق الأوسط» : المحفل ثمرة 12 عاما من العمل في بيت العود العربي

TT

في لحظة واحدة ستلعب أصابع أكثر من ثلاثين عازف وعازفة على أوتار أعوادهم، وبقيادة الموسيقار العراقي نصير شمة، معلنين افتتاح برامج فعاليات ملتقى مصر الدولي للعود في نسخته الأولى في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة، الذي ستبدأ فعالياته بعد غد، ويستمر حتى التاسع عشر من الشهر الحالي، وسيكون أغلب العازفين من خريجي بيت العود العربي في القاهرة وأبوظبي، وبعضهم من أسس لنفسه فرقة، أو ذهب نحو البحث والتجريب، ومنهم من يعمل مدرسا للآلة حاملا الرسالة التي تلقاها في بيت العود العربي، ومنهم من آثر أن يكمل دراسته بتخصصات موسيقية عالية تضاف إلى رصيده.

الموسيقار شمة، مؤسس ومدير بيت العود في كل من القاهرة وأبوظبي، قال عن هذه التجربة «يحظى هذا الملتقى بحضور ومشاركة نخبة من أهم عازفي العود في مصر والوطن العربي والعالم، كما يخصص الملتقى محورا للاحتفاء بالتجارب الجديدة، في عزف العود وتأليف المقطوعات الموسيقية، وإكمالا للدور التنويري للملتقى، يستضيف الملتقى مجموعة من الباحثين الموسيقيين أملا في أن تسهم أبحاثهم وأطروحاتهم المتميزة في تطوير موسيقانا الشرقية وآلاتها والحفاظ عليها، كما يأمل في أن تسهم في إثراء الوعي الموسيقي وإضافة عمق ثقافي إلى الفعاليات الفنية».

وأضاف شمة، قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من القاهرة أمس، إن «هذا المحفل ثمرة 12 عاما من العمل في بيت العود العربي، الذي حقق حالة من الحراك الموسيقي والجماهيري، وكان لا بد أن تتوج بملتقى يستحقه الجمهور الذي تابع مجموعة من عازفي العود الذين زاروا مصر عبر سنين طويلة أو يزورونها للمرة الأولى، ويفتح الباب لمجموعة من المشاريع الجديدة في عالم العود للوقوف جنبا إلى جنب مع العازفين الكبار، ويمنح الملتقى التواصل مع كل ما هو جديد وأصيل، كما أنه يعد فرصة لتبادل الخبرات والاحتكاك بالتجارب الفنية الراسخة والأصيلة لإثراء الحالة الموسيقية العربية»، منوها إلى أن «مجرد اجتماع صناع العود المهرة وتقديم وجوه جديدة لعازفين جدد يعد نجاحا لتطور العلاقة التي تخدم آلة العود وجمهورها، ووقوف وزارة الثقافة، حيث يقام الملتقى برعاية الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة المصري، ودار الأوبرا بجانب هذا الملتقى سيجعل منه مهرجانا دوليا لائقا بتاريخ مصر وبقيمة العود».

المعروف أن ميزة الموسيقار المبدع شمة، ليست التأليف والعزف على آلة العود، وإنما تحويل هذه الآلة العربية الأصيلة من العزف الفردي إلى الجماعي، ونقلها إلى أسلوبية الأوركسترا، متأثرا بأسلوب أستاذه الموسيقار الراحل منير بشير، ومطورا مدرسته، ومن ثم الانفراد بأسلوبية ومدرسة تميز شمة عن غيره، في طريقة العزف وأسلوبية التأليف وحتى في صناعة العود ومن ثم تدريسه.

وستدشن مراسم الاحتفال بافتتاح الملتقى بعزف من أوركسترا بيت العود العربي بقيادة شمة، لتتبعه احتفالية خاصة سيتذكرها جمهور العود طويلا وفيها ارتجالات وحوارات بين مجموعة من أهم عازفي الملتقى، حيث يجتمعون في حوارية واحدة قد تتحول إلى ما يشبه مباراة في تكنيك العزف وأسلوبياته ومدارسه على اختلافها.

ويستضيف الملتقى في دورته الأولى، ومن خلال برنامجه الرئيسي الفنانين: شربل روحانا (لبنان)، أحمد فتحي (اليمن)، حسين سبسبي وبشار الحسن (سورية) سامي نسيم (العراق)، حازم شاهين (مصر)، عيسى مراد (فلسطين)، الدويتو غسان اليوسف ودينا عبد الحميد (سورية ومصر)، إضافة إلى محمد بتماز (تركيا)، وبريكليس تسوكالاس (اليونان).

كما يستضيف في برنامجه المعنون بـ«تجارب» الفنانين (بحر غازي) سورية، شيرين تهامي، محمد أبو ذكري، كريم سامي (مصر)، باسم اليوسفي (تونس) أحمد شمة، عباس يوسف (العراق)، فيصل الساري (الإمارات) وأشرف عوض من السودان.

وستتضمن برامج الملتقى تكريم وزير الثقافة المصري لرموز موسيقية ارتبطت بآلة العود عزفا وصناعة، أمثال، رياض السنباطي، جورج ميشيل، عمار الشريعي، د.حسين صابر، فتحي أمين (مصر)، ألبرت منصور (لبنان)، منير بشير، فوزي منشد (العراق)، فاروق تورونز (تركيا)، وماثيوز فاغنر (ألمانيا).