أسود قصر الحمراء بغرناطة تتخلص من لونها الأسود

معرض عن ترميمها يجذب أكثر من 130 ألف زائر خلال أسبوعين

أسود قصر الحمراء بعد خلعها اللون الأسود (رويترز)
TT

يلاقي معرض عن ترميم أسود قصر الحمراء، المقام حاليا في قصر كارلوس الخامس، في مدينة غرناطة، نجاحا كبيرا، فقد بلغ عدد زوار المعرض خلال الأسبوعين الأولين لافتتاحه، أكثر من 130 ألف زائر، 39 في المائة منهم من الإسبان، والباقي من خارج إسبانيا.

ويضم المعرض الاثني عشر أسدا التي كانت في ساحة السباع بقصر الحمراء، ثم اقتلعت من مكانها، قبل ثلاث سنوات، من أجل ترميمها وإصلاحها وإعادتها إلى لونها الطبيعي. واليوم وبعد أن تمت عمليات الترميم، ظهرت الأسود بمظهر آخر، حيث بدت بيضاء ناصعة تماما، بعد أن كانت داكنة ومعرضة للتآكل، وقد قام متخصصون في الحمراء بدراسة هذه الأسود وتحديد مقاييسها والأسباب التي تؤدي إلى التآكل. وقد استغرقت عمليات الترميم نحو ثلاث سنوات، وثبت بعد فحصها في المختبر أن هناك الكثير من الاختلافات فيما بينها، فهي تشكل ثلاث مجموعات، وتشكل كل مجموعة أربعة أسود، متشابهة في المعالم، خاصة في تقاطيع الوجه والأنف والجلد والعرف والحلقوم، وشكل الذيل، وهي وإن كانت تبدو جميعها في حالة تأهب، ولكن في الحقيقة هناك اختلاف فيما بينها.

والآن وبعد أن اكتملت عملية الترميم قررت إدارة قصر الحمراء، احتفالا بهذه المناسبة، ومن أجل توضيح الجهود التي بذلتها إدارة الحمراء في سبيل ترميم هذه الأسود، أقامت معرضا خاصا لإطلاع الجمهور عليها، حيث ظهرت الأسود وقد عادت كما كانت في حالتها الأولى أيام مملكة غرناطة، بيضاء ناصعة، ومن المتوقع أن يعاد نصبها مرة أخرى في مكانها الأصلي، وهو قاعة السباع في قصر الحمراء، بعد انتهاء فترة المعرض يوم 9 يناير (كانون الثاني) المقبل.

وتعتبر قاعة السباع، التي بناها السلطان محمد الغني بالله، المتوفى عام 793 هـ (1391م)، من أجمل أجنحة قصر الحمراء، وأكثرها جذبا للسياح، وذلك لزخارفها البديعة، وقببها المضلعة، وأعمدتها الرشيقة، وقد نقش على بعض هذه الأعمدة عبارة «لا غالب إلا الله»، وفي وسط القاعة النافورة المشهورة التي تحملها الأسود.

ومن أقسام المعرض أيضا، عرض للجهود التي بذلت في ترميم الأسود، وقصيدة الشاعر الأندلسي ابن زمرك المحفورة على الصحن الدائري الذي تحمله الأسود والمكتوبة باللغة العربية، مع ترجمة إسبانية قام بها الدكتور خوسيه ميغيل بويرتا، المتخصص في قصر الحمراء، الذي يعد اليوم من أبرز المستعربين في إسبانيا.

وعدد أبيات القصيدة كعدد الأسود، أي اثنا عشر بيتا، وهي في وصف ماء النافورة الذي يبلغ من الصفاء أن يكون كدموع المحبين، ويبدؤها بمدح السلطان محمد الغني بالله، الذي بنى هذا الجناح، ومنها:

* تباركَ مَن أعطى الإمام محمّدا - مغاني زانت بـالجمال المغانيا

* بدور لجينٍ سال بين جواهر - غدا مثلها في الحُسنِ أبيضَ صافيا

* تشابه جار للعيون بجامدٍ - فلم ندْرِ أيا مِنهما كان جاريا

* ألم ترَ أن الماء يجري بصفحها - ولكنها بدّت عليه المَجاريا

* كمثلِ مُحبٍ فاضَ بالدّمع جفنه - وغيضَ ذاك الجفن إذ خاف واشيا