دعوى فرنسية على المخرج رشيد بوشارب بتهمة التقليد الفني

مؤلفان سينمائيان يزعمان أن فيلمه «خارج القانون» منقول من سيناريو يخصهما

رشيد بوشارب يتوسط ممثليه في مهرجان «كان» الماضي (رويترز)
TT

تقدم سينمائيان بدعوى أمام القضاء الفرنسي ضد المخرج الفرنسي، الجزائري الأصل، رشيد بوشارب، يتهمانه فيها بالانتحال، أو التقليد الفني، ويطالبان بمبلغ 750 ألف يورو لكل واحد منهما، على سبيل التعويض. كما طلب المدعيان منع عرض فيلم «خارج القانون»، موضوع الخلاف، الذي من المقرر أن تبدأ عروضه التجارية الأسبوع المقبل.

المدعيان فريد عفيري وفيليب روك، ذكرا أن صديقا لهما نبههما إلى أوجه التشابه الكثيرة بين فيلم بوشارب وسيناريو فيلم كانا قد كتباه معا بعنوان «شركاء متفرقون». وتم تحديد 22 من الشهر المقبل موعدا للنظر في الدعوى أمام محكمة في باريس. أما رشيد بوشارب وشريكه في كتابة السيناريو أوليفييه لوريل فقد نقل عنهما محاميهما أنهما قابلا التهمة بالاستنكار. وأضاف المحامي في تصريح لموقع صحيفة «الفيغارو» أمس، أن المشاهد المتشابهة المذكورة في الدعوى مختلقة تماما ولا وجود لها في الفيلم.

الفيلم الذي أثار احتجاج جهات معينة لدى تمثيله الجزائر في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي، ربيع العام الحالي، يتتبع مصير ثلاثة أشقاء جزائريين منذ سنوات نشأتهما لحين انتصار ثورة التحرير واستقلال الجزائر، مركزا على الخيار المختلف لكل منهم. ولم يحاول المخرج أن يكون محايدا في رواية الأحداث، بل كان مع ثوار جبهة التحرير الوطني. وتظاهر ضد الفيلم في «كان» المئات من أنصار اليمين المتطرف وقدامى المحاربين، واستهجنوا قبوله في المسابقة الرسمية بزعم أنه يشوه حقائق حرب الجزائر، كما احتجت على الفيلم جمعيات «الحركيين»، من الجزائريين الذين حاربوا في صفوف الجيش الفرنسي ضد استقلال بلادهم باعتباره يسيء إليهم ويظهرهم كخونة، وكذلك لم يرُق الفيلم لأصحاب «الأقدام السوداء»، من الفرنسيين الذين كانوا يقيمون في الجزائر وأجبروا على مغادرتها بعد تحررها من الاستعمار. وتظاهر أيضا ضد الفيلم نواب من مجموعة برلمانية مكلفة بدراسة أوضاع المطرودين من الجزائر. وحمل المتظاهرون لافتات تنعت أنصار الكفاح المسلح بالقتلة، وتتهم الفيلم بعدم احترامه لتاريخ فرنسا.

ورغم أن جميع المحتجين على الفيلم خرجوا ضده من قبل مشاهدتهم له، واستنادا على ما قيل من أنه يتناول مجزرة «سطيف» التي وقعت عام 1945، فإن الهدف من الاحتجاج كان الحيلولة دون حصول «خارج القانون» على واحدة من الجوائز الكبرى في المهرجان، على غرار ما حصل مع فيلم «بلديون» للمخرج نفسه، الذي فاز أبطاله بجائزة أفضل تمثيل رجالي في مهرجان «كان» لعام 2006. ولعل الاستفزاز الحقيقي جاء ليلة عرض الفيلم حين صعد المخرج مع ممثليه درجات قصر المهرجان ومعهم الممثلة الجزائرية المحجبة شافية بوذراع التي أدت دور الأُم. إنها أول محجبة تسير فوق سجادة الشرف الحمراء في أشهر مهرجان للسينما في العالم.

بوشارب، الذي آلمه الهجوم، رد على منتقديه بأنه قدم فيلما خياليا مستلهما من التاريخ، وأن مجزرة «سطيف» هي مجرد نقطة انطلاق للأحداث وليست مركزا للسيناريو. وأضاف أنه يتمنى لو يكون فاتحة لنقاش يدور في أجواء هادئة رغم إدراكه بأن الماضي الكولونيالي ما زال يبعث على التوتر.