سيدة بريطانية تستيقظ من النوم.. لتتحدث بلهجة فرنسية

بعد معاناتها من نوبة حادة للصداع النصفي

TT

في حادث غريب جديد، استيقظت امرأة بريطانية، لتنطق لغتها الإنجليزية بلهجة فرنسية. وكانت كاي راسل (49 عاما)، قد ذهبت إلى النوم في أعقاب تعرضها لنوبة شديدة من الصداع النصفي (الشقيقة)، وهو المرض الذي تعاني منه منذ 20 سنة.

ويتعرض الأشخاص المعانون من «الشقيقة» إلى حالات من الغثيان، والتحسس من الضوء، وربما الشعور بشلل جزئي في الأطراف في بعض الأحيان، إلا أنهم قد يعانون من خلل يؤدي إلى نطقهم لغتهم الأصلية بلهجة من لغة أخرى.

ولم تزر السيدة راسل فرنسا في حياتها إلا مرتين. وهذه هي الحالة الثانية التي تقع لامرأة بريطانية خلال نصف سنة تقريبا، حيث أخذت سيدة بريطانية قبل ستة أشهر تتحدث بلكنة صينية بعد تعرضها لنوبة حادة من الصداع النصفي، في حين أنها لم تزر في حياتها الصين! وتعتبر حالة السيدة راسل واحدة من 60 شخصا في العالم أصيبوا بما يسمى بـ«متلازمة اللهجة الأجنبية» التي تحدث عندما تتعرض للأضرار أجزاء في دماغ الإنسان مسؤولة عن الوظائف اللغوية، والنطق، وتكوين الكلمات، إضافة إلى الضرر الذي تتعرض له المهارات الحركية اللازمة لتشكيل الكلمات ونطقها. وهذا ما يتسبب في اضطراب نسق الحديث وتشوهه، ولذا فإنه يظهر على شكل لهجة أجنبية لدى المتحدثين بلغتهم الأصلية عند إصابتهم. ولا يعرف العلم كثيرا عن أسرار هذه الحالة حتى الآن.

وقالت السيدة راسل، وهي من سكان من مقاطعة سومرست وتعمل في مجال المبيعات، إن المعانين من هذه الحالة لا يتحدثون بلهجة أخرى بأنفسهم، بل إن إعاقات النطق هي التي تسبب لهم هذه اللهجة. ونقلت عنها الصحف البريطانية أمس أن هذه المتلازمة تؤثر على يديها أيضا، إذ إنها أخذت تكتب الكلمات وفقا لمنطوقها باللهجة الأجنبية. ولهذا فإنها وضعت مثلا حروفا إضافية لبعض الكلمات، كما تمليها تلك اللهجة! وأضافت: «إنني أخذت أشعر بفقداني لهويتي الشخصية، وتحولت إلى امرأة أخرى».

ويمكن للمصابين بـ«متلازمة اللهجة الأجنبية» أن يعانوا منها زمنا يتفاوت بين بضعة أيام وعدد كبير من السنين، ولا يعرف علاج شاف لها. وقال نك ميلر، البروفسور في جامعة نيوكاسل، إن «متلازمة اللهجة الأجنبية» يمكنها أن تدمر حياة المصابين بها، إذ إن الكثير من المصابين المتحدثين بلهجة أجنبية يتحدثون ولديهم شعور باليتم والفقدان وكأنهم فقدوا جزءا من تكوينهم الشخصي! وهم غالبا ما يقولون إن جزءا من شخصيتهم قد مات بالفعل، أو فقد.

وفي الحادث المماثل الذي وقع في أبريل (نيسان) الماضي أخذت سارة كولويل (35 عاما)، وهي من سكان مدينة بلايموث في المقاطعة الغربية في إنجلترا التي كانت تعاني من نوبة حادة من الصداع النصفي، تنطق الإنجليزية بلهجة صينية! وقال خبراء بريطانيون حينها، إن نوبة الصداع النصفي النادرة التي عانت منها المريضة أدت إلى توسيع الأوعية الدموية في دماغها، وظهور ما يشبه أعراض السكتة الدماغية خلال النوبة وفيما بعدها.