هندي وباكستاني تفرقهما السياسة وتجمعهما الرياضة

يرتديان قميصين كتبت عليهما عبارة «أوقفوا الحرب والعبوا التنس»

TT

على الرغم من مرور العلاقات الباكستانية - الهندية بأسوأ حالاتها في الوقت الراهن، نجح لاعبا تنس أحدهما باكستاني مسلم والآخر هندي هندوسي، سلطت عليهما الأضواء مؤخرا في نهائي بطولة أميركا المفتوحة للتنس لزوجي الرجال التي انتهت مؤخرا، في جلب الدبلوماسية إلى الشارع، عندما تعلقت أبصار الملايين من الهنود والباكستانيين بشاشات التلفزيون الأسبوع الماضي لمتابعة نهائي بطولة أميركا المفتوحة للتنس لزوجي الرجال.

شارك لاعب التنس الباكستاني عصام الحق قرشي، إلى جانب روحان بوبانا من الهند، وكان كلا اللاعبين يرتدي قميصا مشابها للآخر كتب عليهما عبارة «أوقفوا الحرب، والعبوا التنس»، وجاء ذلك خلافا للحقيقة المرة بأن دولتيهما خاضتا ثلاث حروب منذ عام 1947.

جذب اللاعبان اهتمام وسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم، لأنهما يأتيان من دولتين جارتين تتبادلان العداء منذ عقود، لم توحدهما سوى لعبة التنس، على الأقل حتى هذه اللحظة. يرى كل منهما زميله «كأخ له من أم أخرى». ويقول قرشي في مقابلة إعلامية، مؤكدا ضرورة اتخاذ شعبي البلدين موقفا إيجابيا، وألا تتقاطع السياسة أو الدين مع الرياضة: «أشعر بأن أداءنا الجيد في هذه البطولة الكبرى يبعث برسالة إلى أهلينا، وهي أنني إذا كنت أنا وروحان قادرين على التأقلم مع بعضنا البعض فما من سبب يمنع الهند وباكستان من التأقلم سويا». كان الهنود الذين تابعوا المباراة يشجعون عصام بنفس الحماسة التي يشجعون بها روحان فهما اللذان ناضلا للحفاظ على كسر إرسال المجموعة، وهو ما تكرر على الجانب المقابل من باكستان. ولم يتوقف التشجيع والهتاف لكلا اللاعبين عند حد الشارع، بل كان سفيرا الهند وباكستان لدى الأمم المتحدة، اللذان يجدان صعوبة في الحديث إلى بعضهما البعض، موجودين في المباراة لحمل دبلوماسية التنس قدما إلى شوارع كلا البلدين. حتى أن وزير الرياضة الهندي، مانوهار سنغ غيل، قال إنه «صلى من أجل نجاح اللاعبين في النهائي، لكن لسوء الحظ، خسر اللاعبان الهندي والباكستاني المباراة، وبدلا من الانتقادات لقي اللاعبان إشادات من جميع أنحاء العالم».

لقيت انتصارات اللاعبين في ميدان الزوجي إشادة من نجمة التنس الهندية سانيا ميرزا التي كتبت على «تويتر»: «الرياضة والحب يمكنهما تحقيق أي شيء، فمن كان يظن أن الهنود والباكستانيين سيصلون من أجل انتصار الفريق ذاته؟».

وتقول ميرزا إنها «كانت آخر الأمثلة على دبلوماسية الرياضة الهندية - الباكستانية، عندما غطت جميع وسائل الإعلام في شبه القارة الهندية تفاصيل زواجها بلاعب الكريكت الباكستاني صهيب مالك بداية العام الحالي».

لعب قرشي وبوبانا سويا على فترات متقطعة منذ عام 2003، ونظرا لعدم وجود لاعبين من الطراز الأول في باكستان، اضطر قرشي إلى البحث عن شريك من الهند. ومن ثم بدأت شراكة بين اللاعبين. وقد توثقت تلك الصلة جيدا خلال السنوات الماضية.

وقبل خمس سنوات عندما كان عصام يحضر إلى الهند للعب في رابطة كأس ديفيز، كان صدمة كبيرة لمحبي التنس هنا في الهند، فقد أرهق خصومه الهنود وكان خصما عنيدا لهم، ثم تلقى فيما بعد دعوة من أكاديمية تدريب التنس للتدريب في الهند. ومر عصام بمرحلة صعبة بعد تعرضه لانتقادات للعب مع شريك إسرائيلي، كما غضب من انتقادات بعض المتشددين الباكستانيين، وسعى إلى إيجاد شريك آخر يحقق معه طموحاته. وخلال إقامته في بانغالور التقى شريكه روحان للمرة الأولى وشاركا سويا في عدد من البطولات.

وعلى الرغم من ظهور هذا الثنائي في وسائل الإعلام خلال العام الماضي، فإن هذا القطار الهندي - الباكستاني السريع ماض في طريقه منذ أربع سنوات.

كان هناك الكثير من المشاعر الإيجابية في كلا البلدين بشأن هذا الثنائي الفريد، فكتبت المدونة الباكستانية، سحر طارق عن اللاعبين «لقد سئمت ومللت من كراهية الهند، إننا نقود بذلك منذ 60 عاما، وكل ما جنيناه من ذلك ثلاث حروب وميزانية دفاع متضخمة وصحافة عدائية».

ويقول اللاعبان إنهما يدركان أن الأمر يستلزم ما هو أكثر من لعبة التنس لإصلاح العلاقات، بيد أنهما يحلمان بتنظيم مباراة في واغاه، الطريق الحدودي الوحيد بين الهند وباكستان، والموقع الوحيد المزود بصفوف من المقاعد، حيث يشاهد السياح مراسم تغيير الحرس.

ويطلق الرجلان على نفسيهما إندو باك إكسبريس، وتتضمن صفحة كل منهما على الـ«فيس بوك» فيديو لهما وهما يلعبان التنس ويتحدثان فيه عن أهمية الصداقة والسلام.