تظاهرة بيروتية للحصول على «تذاكر حفلتي فيروز»

زحمة لافتة منذ الصباح الباكر ونفاد فئة من البطاقات بعد ساعة من فتح شباك التذاكر

يتراوح سعر البطاقات بين 30 و250 دولارا، وقد نفدت فئة الـ30 دولارا بعد أقل من ساعة من فتح شباك التذاكر، وكانت فئة الـ60 دولارا حتى بعد ظهر أمس في طريقها إلى النفاد أيضا
TT

لم يكن يوم أمس يوما عاديا في منطقة وسط بيروت، وتحديدا في مبنى «فيرجين ميغاستور»، حيث تباع بطاقات حفلتي الفنانة فيروز اللتين ستحييهما في السابع والثامن من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في قاعة «بيال» للمعارض. وبالتالي لم تكن أمنية الحصول على بطاقة سهلة المنال بالنسبة إلى المتعطشين لرؤية «جارة القمر» وهي تشدو مباشرة على المسرح في بيروت بعد غياب 4 سنوات عن جمهورها اللبناني.

المشهد كان أشبه بتظاهرة فنية سلمية اجتمع فيها اللبنانيون والعرب والأجانب الموجودون في لبنان وتوافدوا منذ الصباح الباكر للفوز ببطاقاتهم، وذلك بعدما سارت معلومات وتوقعات منذ إعلان فيروز إحياءها لهاتين الحفلتين عن إمكانية نفاد البطاقات في اليوم الأول من بدء بيعها. ولم تكن هذه التوقعات بعيدة عن الواقع الذي استدعى حضورا إعلاميا لافتا من مؤسسات ومحطات لبنانية وأجنبية لتغطية حدث «شراء تذاكر حفلتي فيروز»، لا سيما أن مهمة الحصول على هذه البطاقات كانت شبه مستحيلة بعدما توافد الناس منذ الساعة الثامنة صباحا رغم أن قسم بيع التذاكر لا يفتح أبوابه قبل الساعة العاشرة.

لكن، ورغم هذه الزحمة، لم يكن الانتظار في هذه الصفوف الطويلة مملا، بل كان انتظارا محببا على قلوب عشاق فيروز من الأعمار كافة، ولا سيما الشباب منهم الذين لم يسبق لهم أن استمتعوا بأغنياتها «وجها لوجه» وها هم ينتظرون بفارغ الصبر لقاءها بعد ثلاثة أسابيع. وبالتالي فإن الانتظار لأكثر من ساعتين في الصفوف الطويلة لم يجعل جمهور فيروز يتذمر أو يبدي انزعاجا أو يستسلم ويعود أدراجه، بل كان الفرح هو الشعور الذي طغى على أجواء الـ«فيرجين» «المزدحمة»، حتى إنه كان كل من يحصل على البطاقة يخرج مهللا «منتصرا». ورغم أن يوم السبت هو يوم عطلة بالنسبة إلى عدد كبير من اللبنانيين، فإنه بالنسبة إلى آخرين هو يوم عمل عادي، وبالتالي فما كان أمام هؤلاء إلا التغيب عن أعمالهم أو التأخر في الحضور بعدما ضاقت بهم زحمة الـ«فيرجين» ولم يعد بإمكانهم التراجع قبل الفوز ببطاقتهم. مع العلم أن هذه الزحمة التي شهدها باب الـ«فيرجين» لم تكن فقط مقتصرة على من حضروا شخصيا، بل إن شراء البطاقات كان يجري على قدم وساق عبر الإنترنت من دول عدة، ولا سيما من الدول العربية ومن المغتربين اللبنانيين، وكان كل حاضر هو بمثابة مندوب عن ما لا يقل عن خمسة أشخاص انتدبوه للقيام بهذه المهمة عنهم.

وبدورها كانت مجموعة «Fairuz in concert» التي أنشئت على صفحة الـ«فيس بوك» منذ الإعلان عن موعد الحفلتين، تعكس هذه الأجواء التي كانت تسيطر على عملية شراء التذاكر، وكان المنتسبون إليها الذين أعلنوا عن حضورهم الحفلتين، يخبرون زملاءهم بما يدور على أرض الواقع، فها هو خليل كريدية يعلن عن فوزه بالحصول على التذكرة، ويقول: «بعد ساعتين من الانتظار صارت بطاقة حفلتي فيروز بين يدي، وأنا الآن في انتظار لقائها». لكن من جهة أخرى اعتبر نافع سعد أن «حجز التذاكر لحفلتي فيروز كان مسرحية في حد ذاته.. طابور طويل لم يتحرك لمدة أربع ساعات على مرأى من عدسات كاميرات المحطات التلفزيونية». ويقول: «لكنني لم أقدر على الانتظار أكثر واعتذرت أيضا لأقاربي المسافرين الذين طلبوا مني شراء التذاكر لهم وعدت أدراجي».

وفي هذا الإطار، تقول إحدى العاملات في قسم بيع التذاكر في «فيرجين» لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نتوقع كثافة في شراء بطاقات حفلتي فيروز، ولكن الواقع كان أكبر من توقعاتنا بكثير». وفي حين تعجز عن إعطاء أرقام محددة حول البطاقات التي تم بيعها إلى ظهر يوم أمس التي يتراوح سعرها بين 30 و250 دولارا، تؤكد نفاد فئة الـ30 دولارا بكاملها بعد أقل من ساعة من فتح شباك التذاكر، وأن فئة الـ60 دولارا كانت حتى بعد ظهر يوم أمس في طريقها إلى النفاد أيضا. مع العلم أن القاعة التي ستشهد «ليلتي فيروز» تتسع لـ7000 شخص.

وكان قد جاء في البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لشركة «فيروز برودكشنز» أن الحفلتين اللتين ستحييهما فيروز في مجمع «بيال» ببيروت في 7 و8 أكتوبر المقبل، تتزامنان مع صدور ألبوم جديد لها من تأليف ابنها زياد الرحباني وتلحينه.

ويتضمن الألبوم الجديد أغنيات عدة منها: «قال قايل»، و«الله كبير»، و«قصة زغيري كتير»، و«إيه في أمل»، و«ما شاورت حالي»، و«كل ما الحكي».. إضافة إلى مقطوعتين موسيقيتين، وستكون حفلتا بيروت مناسبة كي تغني فيروز بعضا منها، إضافة إلى أغنياتها القديمة المعروفة.

مع العلم أن آخر حفلة قدمتها فيروز في بيروت كانت في ديسمبر (كانون الأول) عام 2006، عندما أعادت تقديم مسرحية «صح النوم» للأخوين رحباني. لكن، وفي وقت لاحق عندما قررت إعادة تقديم مسرحية «يعيش يعيش» التي كانت قد عرضتها عام 1970، اصطدمت بقرار الرفض من إدارة مسرح «كازينو لبنان»، بعد أن تسلمت إدارة المسرح رسالة قانونية من ورثة منصور الرحباني، أسامة وغدي ومروان، الذين طالبوا «فيروز» باستئذانهم أولا قبل إقدامها على تقديم أي من أعمال الأخوين رحباني، وإعطائهم الحقوق المادية عند تقديم تلك الأعمال، الأمر الذي استدعى تنظيم اعتصام للتضامن مع فيروز في يوليو (تموز) الماضي في بيروت وعواصم أخرى احتجاجا على منعها من إعادة تقديم أغاني ومسرحيات الأخوين رحباني، ولا تزال الدعوى بين الطرفين في يد القضاء اللبناني.