ملتقى العود الدولي الأول يختتم فعالياته بالقاهرة وسط جدل حول توحيد مقاساته

حائرا بين مدارسه المصرية والعراقية والتركية

لقطة لغاليري العود المصاحب للمعرض («الشرق الأوسط»)
TT

أسدل الستار الليلة قبل الماضية على ملتقى مصر الدولي الأول للعود، الذي أقيم في الفترة من 16 وحتى 19 من الشهر الحالي بدار الأوبرا المصرية. واستهل أولى فقرات الحفل الختامي الموسيقار حازم شاهين، الذي قدم عزفا منفردا لعدة مقطوعات من تأليف كبار عازفي العود في مصر أمثال محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي، وتبعه الموسيقار التركي مهمت بتماز الذي قدم عددا من المقطوعات الموسيقية التركية.

وأجمع المشاركون في فعاليات الملتقى على أنه أعاد بريق ووهج آلة العود في العالم العربي، حيث قدم الملتقى مدارس العود الثلاث: المصرية والعراقية والتركية، وقال الموسيقار نصير شمة، رئيس الملتقى: «هناك 3 أعواد بمقاسات مختلفة هي العود العراقي والمصري والتركي، وكل منها له خصوصياته وطبيعة صوته وقياساته التي فرضها أسلوب العزف في كل مدرسة».

وتطرق الملتقى إلى قضية توحيد قياسات آلة العود عربيا، وذلك في ندوة شارك فيها اللبناني ربيع حداد والمصري مصطفى سعيد والألماني ماثيوز فاغنر والإماراتي فيصل الساري، الذي قدم نظرية حول «العود ذي الفرسة الثابتة» التي أوصى بتعميمها. ورغم غياب صناع العود العراقيين عن الندوة، أثارت تلك الندوة اتهامات بالسعي إلى سيطرة مقاسات العود العراقي على العود العربي.

وقال الموسيقار نصير شمة، لـ«الشرق الأوسط»: «إن الملتقى حقق الهدف منه وهو تدعيم مكانة آلة العود التي هي رمز للموسيقى العربية، فقد صهرت فعاليات الملتقى اليومية كل المدارس العزفية ومزجت بين مستويات عمرية مختلفة، كما استطاع الملتقى خلق علاقة مباشرة بين صناع العود والعازفين والباحثين في مجال الموسيقى والعود، وهو الأمر الذي عاد بالنفع على جميع المشاركين»، مشيرا إلى أن الملتقى يمثل له ثمرة 12 عاما في بيت العود العربي والتي جمعت أطياف الموسيقيين العرب المهرة والهواة.

وأعرب شمة، رئيس بيت العود، عن دهشته من الاتهامات التي وجهها إليه المغني اليمني أحمد فتحي صباح يوم الافتتاح، والتي أشار فيها إلى أن سوء تنظيم المهرجان واستحواذ شمة على مقاليد المؤتمر هي الأسباب التي دفعته للاعتذار عن عدم المشاركة في الملتقى، وأكد شمة أن فتحي هو الذي أصر على طلبه بتقديم عزف مشترك معه يقدم فيه مقطوعة بعنوان «ليالي سبأ»، بينما يرد شمة بعزف مقطوعة تحمل اسم «ليالي بغداد»، وهو ما دفع المنظمين إلى تغيير سير الحفل قبل يوم واحد من موعده، إلا أن فتحي تجاهل المشاركة ولم يعتذر للمنظمين وفاجأ الجميع بالبيان الصحافي الذي وزعه وانتقد فيه إدارة المهرجان. وأضاف شمة أنه على الرغم من احترامه لشخص أحمد فتحي، فإنه حزين من هذا التصرف وما ضاعف من حزنه غياب أي ممثل لدولة اليمن عن الملتقى الذي يشارك فيه عازفو العود من مختلف الدول العربية.

وأوضح شمة أنه سلم الملتقى إلى وزارة الثقافة المصرية ودار الأوبرا ونقابة المهن الموسيقية كجهات اختصاص تتولى تشكيل لجنة تنتخب رئيسا دوريا لا يتكرر في كل دورة، مقترحا اسم الدكتور حسين صابر لتولي المهمة في الدورة القادمة.

من جانبه، أبدى الموسيقار اللبناني شربل روحانا سعادته البالغة بالمشاركة في الملتقى وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الملتقى جمع شتات محبي العود في العالم العربي، في ظل حاجتنا لمهرجانات موسيقية جادة تهتم بالتراث الموسيقي العربي الأصيل، كما منحنا فرصة للتلاقي مع مبدعين من شتى أنحاء العالم، وكان لقاء عازفين موهوبين من تركيا واليونان والتعرف على إنتاجهم الفني لقاء ثريا».

واحتضن الملتقى غاليري يضم شتى أنواع الأعواد مختلفة الصنع، سواء في مصر أو تركيا أو سورية ولبنان، يتوسطها العود الخاص بالموسيقار المصري الراحل جورج ميشال. وشمل الملتقى برنامجا تحت عنوان «تجارب» استعرض فيه مواهب مجموعة من خريجي بيت العود العربي، وكرم الملتقى اسم الفنان رياض السنباطي الذي تسلم تكريمه الفنان أحمد السنباطي، وكذلك تم تكريم الفنان المصري الراحل جورج ميشال وعازف العود العراقي جميل بشير. كما كرم الملتقى الدكتورة رتيبة الحفني والفنان الدكتور حسين صابر وكلا من الصناع فتحي أمين من مصر، فوزي منشد من العراق، فاروق تورونز من تركيا وماثيوز فاغنر من ألمانيا. وتم تكريم البحوث الموسيقية عبر تكريم الباحث الدكتور محمود القطاط من تونس، بينما تعذر تكريم الفنان عمار الشريعي في ليلة الافتتاح بسبب وجوده خارج مصر.