سعوديون يستعيضون عن الهدايا التقليدية بسلع مضحكة وغريبة

بهدف إزالة الكلفة.. والتقارب بين الأصدقاء والمحبين

TT

أصبحت الهدية تشكل عبئا على السعوديين، ويرجع السبب إلى المجهود الذي يبذل لاختيار الهدية المعبرة عن محبة الشخص المهدي للشخص المهدى إليه، وأيضا الرغبة في الخروج من نطاق الهدايا التقليدية، حتى ولو كانت باهظة الثمن.

اليوم يلجأ البعض، وخاصة من النساء وفئة الشباب، إلى ابتكار هدايا غريبة ومضحكة في وقت المناسبات السعيدة لتضفي على الهدية طابع المرح والذكرى السعيدة. وقد أصبحت المنتديات الشبابية مواقع مهمة للتواصل بغية ابتكار هدايا جديدة، مثل تقديم دمية بشعة ومخيفة أو ملابس بألوان فاقعة يصار إلى تفصيلها خصيصا لهذا الغرض.

الشبان والفتيات يهتمون بتقديم هذا النوع من الهدايا في محاولة تلافي تكرار تقديم الهدايا المعتادة، كالعطور والحلي، وأيضا إزالة «الكلفة» بين المتهادين بالخروج من نطاق الهدايا الباهظة الثمن والتوجه أكثر نحو هدايا رمزية.. ولكن بطابع جديد يعكس صدى جيدا بين أطرافها.

عدد من الشباب قالوا لـ«الشرق الأوسط» إن هذا النوع من الهدايا «له تقدير كبير»، ولفتوا النظر إلى أنه «يقدم تحت شرط أن يتفهم الطرف الآخر الهدف من تقديمه حتى لا يتسبب ذلك في أي مشكلات».

وعلى سبيل المثال، قال محمد عبد الله الغامدي: «لي صديق يشجع بشكل حماسي كبير أحد الفرق الرياضية المحلية، ورغبت في تقديم هدية له بمناسبة ترقيته في العمل، فقدمت له كهدية سروالا قديما جدا اشتريته من أحد محلات الملابس المستعملة ووضعت عليه شعار النادي ورقم اللاعب المفضل لديه.. وكان وقع الصدمة كبيرا على الصديق، وأيضا على كثيرين من أصدقائنا المشتركين الذين كانوا موجودين في حفل تلك المناسبة.. إلا أنها أضفت جوا من المرح وساهمت في التقارب بيني وبين صاحب الهدية».

ومن أبرز الهدايا التي يقدم عليها بعض المتزوجين، بعد رواج فكرتها بفضل شبكة «الإنترنت» حيث أصبحت تباع في بعض المحلات، هي أشعة للقفص الصدري ويضاف عليها اسم الزوجة في موقع القلب، أو بيع صورة أشعة للدماغ ووضع صورة للمحب أو اسمه للتأكيد على أن الشخص المعني يشغل باله وتفكيره دائما.

ويشير عدد من أصحاب المحلات إلى أن «ابتكار» الهدايا أصبح الهم الأكبر لتحقيق أرباح عالية بعد كسب الزبون والتميز بين بقية المحلات، وقد تضاعفت أرباح هذه المحلات خلال العشر الأواخر من شهر رمضان لاختيار هدايا عيد الفطر المبارك، وقدرت المصادر أن أرباح شركات بيع الهدايا في رمضان بلغت أكثر من 3 مليارات ريال سعودي. وأفاد جميل عبيدي بأن أصحاب المحلات قد يضطرون للسفر إلى الخارج لجلب كل ما هو جديد، سواء على صعيد السلع ذاتها أو تصاميمها، وخاصة من جانب الفتيات اللواتي يشكلن الشريحة الأكبر في مجال شراء الهدايا، باعتبار أن الشرائح الأخرى تقدم لها الهدايا التقليدية المعروفة، كتقديم المال لكبار السن والأقارب، والعطور والأقمشة للنساء في الزيارات والمناسبات الرسمية.