«مكانك سر».. كتاب رسوم جديد للفنان الأردني جلال الرفاعي

يأتي تتويجا لمسيرة 40 سنة مع الريشة

TT

يأتي الإصدار الأخير لرسام الكاريكاتور، الفنان جلال الرفاعي، ليؤشر إلى تجدد تجربته، البعيدة عن التكرار، وليقدم مجموعة «جديدة» في محتواها، تضاف إلى سلسلة أعماله التي بدأها قبل 40 سنة.

كتاب «مكانك سِرْ» صدر مؤخرا بدعم من وزارة الثقافة الأردنية، تقديرا لمكانة الفنان الذي يعتبره البعض «أحد الأركان التي قام عليها فن الكاريكاتور في الأردن».

ويستعرض الرفاعي مسيرته مع فن الكاريكاتور، فيقول: «كنت صغيرا حين فتحت إحدى المجلات على صفحة فيها رسم أضحكني لشخصية رأسها أكبر من جسمها، وأنفها أكبر من أي أنف رأيته في حياتي!» ويتابع أنه لم يكن يدرك أن تلك الهواية التي كانت «تلبد»، وفق تعبيره، في داخله، هي التي أخرجت تلك الضحكة العفوية من طفل لم يسمع في حياته كلمة «كاريكاتور» من قبل.

ويعتقد الرفاعي أن ذلك الموقف كان بداية مسيرته مع الكاريكاتور، مبينا أن ذلك الطفل بدأ يكبر ويتحسس مواقعه جيدا بين أبناء محيطه وطلاب مدرسته. ويضيف: «فجأة جاء أستاذ يربت على كتفي ليقول لي إن خطك جميل، وسنستعين بك في كتابة مجلة الحائط».

ويروي أثر ذلك الطلب على حلمه، فيقول: «عرفت بعد هذه التجربة أن خطي جميل، وأنني أستطيع أن أخربش برسومات (على قد الحال) وأصبحت أشترك في مسابقات الخط والرسم، وأحصل على جوائز كانت قيمة جدا في ذلك الوقت».

تلك المحاولات كانت مقدمة، لا انتقال، الرفاعي إلى العمل الفني المحترف بمجرد دخوله إلى صحيفة «الجهاد» في القدس، وذلك بعد إنهائه التعليم العام ليعمل مصححا، وكانت تلك المهنة الأولى التي مارسها في الصحافة.

وتتعدد المقدمات التي سبقت تكريس اسم جلال الرفاعي، كرسام كاريكاتور، وهي المرحلة التي بدأت فعليا عندما بدأ بـ«تقليد» رسوم فناني مصر عبر صفحات مجلتي «روزاليوسف» و«صباح الخير».

ويتوقف الرفاعي عند مساء في عام 1971، حيث كان بداية إشهار رسومه، فيروي كيف دخل على رئيس تحرير صحيفة «الدستور»، الراحل جمعة حماد، وعرض عليه رسوما لنشرها، ومن كثرة إعجاب حماد بها أمر بنشر أربعة منها، دفعة واحدة، على الصفحة الأخيرة من الصحيفة التي كانت تصدر في ست صفحات.

استمرت مرحلة الرسم في «الدستور» حتى عام 1980، حين انتقل الرفاعي إلى دبي للعمل في جريدة «البيان»، حديثة التأسيس، في وظيفة مدير فني ورسام كاريكاتور. ويقول عن تلك المرحلة: «كانت بداية احترافي الحقيقية للكاريكاتور. فقد أصبحت متفرغا لهذا العمل كليا، ولقد كانت تجربتي في (البيان) رائعة بكل المقاييس، حيث عدم تدخل رئيس التحرير في عمل الرسام».ويشير الرفاعي إلى أنه قام خلال فترة إقامته في دبي بطبع أربع مجموعات كاريكاتور على نفقة الجريدة.

ولتكون المرحلة الجديدة، مرة أخرى، في «الدستور» عقب عودة الفنان إلى عمان، بداية عقد التسعينات في القرن الماضي، لتتراكم التجربة التي تعد ريادية على الصعيد المحلي للرفاعي، الذي درس الإخراج الصحافي في بريطانيا ودرس أيضا الرسوم المتحركة.

بقي أن نشير إلى أنه صدر للرفاعي سبعة كتب، تضم بين صفحاتها المئات من الرسوم التي أرخت لمسيرة الأردن ويومياته السياسية والاجتماعية، واتجاه حركة أبنائه في علاقاتهم مع يوميات حياتهم.