مهرجان العلوم البريطاني في برمنغهام.. برامج ودراسات مثيرة

«أرامكو» السعودية من بين رعاته

شملت موضوعات وأقسام المهرجان عدة مجالات منها: آخر الأبحاث العلمية والتكنولوجية في عالم اليوم، والكون، والطب والصحة، والبيئة
TT

على الرغم من استخدامنا وممارساتنا واستمتاعنا اليومي بالاختراعات العلمية ونتائج الأبحاث والتطورات في مجال العلوم والتكنولوجيا، فإننا لا نزال نشهد إقبالا ضعيفا من عامة الجمهور والناشئة على متابعتها والاهتمام بها؛ لهذا يحاول العلماء والإعلاميون العلميون والخبراء والمهتمون بشؤون وأساليب تبسيط وتوصيل العلوم والتكنولوجيا وتطوراتها السريعة اقتراح أساليب وبرامج علمية غير تقليدية، لكنها فعالة ومثيرة وجذابة ويمكن أن تساعد في دمجهم وجذبهم للاهتمام بها. ومن بين هذه الأساليب «مهرجانات العلوم» التي تعتبر أحد أهم الأساليب غير التقليدية المثيرة.

ويعتبر «مهرجان العلوم البريطاني» واحدا من أهم وأبرز وأكبر وأقدم المهرجانات العلمية العالمية التي تنظمها سنويا «رابطة العلوم البريطانية» الشهيرة.

أقيم المهرجان هذا العام في جامعة أستون بمدينة برمنغهام بوسط إنجلترا خلال الفترة من 14 إلى 19 سبتمبر (أيلول) الحالي، وقد تضمن العديد من البرامج واللقاءات والمحاضرات والدراسات الحديثة والمناظرات وورش العمل العلمية المثيرة التي بلغت نحو أكثر من 250 حدثا، والتي شاركت فيها مجموعة من أبرز العلماء والمهتمين بشؤون العلوم والتكنولوجيا.

يهدف مهرجان العلوم لجعل العلم متاحا لكل الأفراد والأعمار بمختلف خلفياتهم الثقافية وإعطائهم الفرصة لالتقاء العلماء وجها لوجه وسؤالهم عن أبحاثهم العلمية، وكذلك التعرف على أحدث التطورات والدراسات والبحوث العلمية في كل مجالات العلوم والمعرفة، خاصة علوم ودراسات المستقبل الحديثة، مثل وقود المستقبل وطعامه والطاقة النظيفة والنانوتكنولوجي (التقنيات متناهية الصغر) والروبوتات والخلايا الجذعية في الطب، ومستقبل المخ ومخ المستقبل، ومستقبل الليزر في حياتنا، إضافة إلى المحاضرات عن اتجاهاتنا نحو ظاهرة التغير المناخي وكيفية إعداد التقارير والأخبار العلمية في وسائل الإعلام البريطانية، هذا بالإضافة للعديد من البرامج العلمية وأفلام الخيال العلمي الشائقة الممتعة والجذابة للأطفال مثل فيلم «الرحلة الخيالية».

وقد افتتح المهرجان اللورد ديفيد سانسبيري، وزير العلوم البريطاني الأسبق ورئيس الرابطة البريطانية للعلوم؛ حيث أكد في حديثه بعنوان «كيف يحسن العلم من حياتنا؟» أن التربية الجيدة في العلم يجب أن تؤدي بالأفراد إلى أن يسألوا أسئلة عن تأثير العلم وأهميته للمجتمع. وأشار إلى أهمية دور الحكومات في القيام بواجبها على أكمل وجه نحو تقييم مخاطر العلوم والتكنولوجيا مبكرا، وأهمية إعلام عامة الجماهير بها وتوضيح الحقائق العلمية لهم من دون إخفاء، وإجراء مناظرات عاجلة مفتوحة وأمينة يشارك فيها العامة حول العلم وقضاياه الأخلاقية المستجدة مثل الخلايا الجذعية، وذلك من خلال قيام الحكومات بعمل مبادرات بهدف توضيح العلم للعامة وإشراكهم في تطوراته السريعة وقضاياه الأخلاقية.

جدير بالذكر، أن رابطة العلوم البريطانية تعتبر من المؤسسات العلمية التاريخية العريقة، فقد تم تأسيسها عام 1831، وتنظم العديد من المبادرات العلمية المهمة عبر المملكة المتحدة، والتي منها مهرجان العلوم، وأسبوع العلوم والهندسة القومي، وبرامج الأحداث المحلية والقومية وبرامج علمية مكثفة للطلاب في المدارس والجامعات.

وقد شملت موضوعات وأقسام المهرجان عدة مجالات، منها: آخر الأبحاث العلمية والتكنولوجية في عالم اليوم، والكون، والطب، والصحة، والبيئة، و«ما الذي يجعلنا بشرا؟»، والتاريخ والتراث والديانات، والطعام والشراب والتسلية والثقافة، والتربية.

كان من بين الرعاة الرئيسيين للمهرجان: شركة الزيت العربية السعودية «آرامكو»، التي تحتل المرتبة الأولى بين شركات البترول العالمية من حيث إنتاج البترول وتصديره؛ حيث تعتبر شركة بترول متكاملة تعمل في مجالات التنقيب والإنتاج والتكرير والتسويق وتصنيع البتروكيماويات. وقد قامت الشركة، في المهرجان، بتوزيع العديد من المطبوعات القيمة التي تتناول التعريف بالمملكة العربية السعودية من حيث التاريخ والمجتمع والتعليم والثقافة، وكذلك أحدث التطورات في المملكة في مختلف المجالات.

وفي لقاء للـ «الشرق الأوسط» مع ممثلة شركة «آرامكو» في المهرجان، قالت آني جاسديلين، التي تعمل مدرسة في مقر الشركة الرئيسي في الظهران بالسعودية: «إن سبب وجودنا هنا ودعمنا لمهرجان الرابطة البريطانية للعلوم هو أننا نرى أن هذا المهرجان مصدر إلهام وتشجيع لأجيال المستقبل، خاصة تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات؛ حيث يجلب لهم الجديد من الاكتشافات والإبداعات في العلم وتطبيقاته التكنولوجية، كما نحرص على التأكد من أن الأطفال يهتمون بالعلوم والهندسة والرياضيات، ونقدم لهم معلومات عن المملكة العربية السعودية، وكذلك عن شركة «أرامكو» باعتبارها واحدة من أضخم شركات إنتاج البترول والغاز في العالم»، وبسؤالها عن طبيعة مشاركة شركة «أرامكو» في المهرجان، قالت: «إننا نرعي العديد من العلماء، ونقيم خيمة نعرض فيها صخورا من السعودية لشرح جيولوجيا المنطقة للأطفال، كما نطلعهم على منتجات الشركة، وكذلك نعرض فيلما وثائقيا عن الشركة وكيف أنها شركة عالمية توجد لها فروع في معظم دول العالم، وأيضا نقدم لهم مسابقة يتعلمون من خلالها الكثير عن الثقافة والحضارة السعودية وكذلك عن نشاطات شركة «أرامكو» وخدماتها ومنتجاتها وأهمية ومدى تأثير دورها في المجتمعات حول العالم». وأضافت: «إن الشركة قدمت الدعم المادي لجامعة «أستون» لتسهيل توفير إقامة العلماء أثناء فترة المهرجان، كما قدمنا حقائب كهدايا للأطفال تحتوي على مجموعة من المطبوعات عن السعودية وشركة «أرامكو».

ومن بين الدراسات المثيرة التي عرضت في المهرجان ما توصل إليه باحثون بريطانيون من أن الأفراد الذين يفرطون في التفكير لدى اتخاذهم قرارات في شؤون حياتهم تكون ذاكرتهم ضعيفة وربما يعانون الاكتئاب.

فبحسب دراسة عالمة علم النفس الدكتورة تريسي ألوواي من جامعة ستيرلنغ البريطانية، فإن ميل بعض الناس إلى الانكفاء على التفكير قد يؤدي إلى الاكتئاب. ووجدت الدراسة أن الأفراد الذين يعانون ضعف «الذاكرة الفعالة»، أي القدرة على تذكر معلومات لفترة قصيرة والقيام بشيء يخص هذه المعلومة أثناء تذكرها، مثل تذكر المكان الذي رأيت فيه بعض الأشكال والألوان والإجابة عن أسئلة تطالبك بوصفها، أي ما يوازي 10 إلى 15% من أفراد العينة، والذين لم يتمكنوا من تذكر أكثر من شيئين فقط، هؤلاء الأفراد هم ممن يميلون إلى الإفراط في التفكير.

وهناك دراسة أخرى للدكتور مانويل ماير عن فحص جديد للدم وبتكلفة بسيطة تكشف عن التنبؤ باحتمال إصابة الإنسان بمرض السكري قبل عشر سنوات من حدوثه ويتوقع استخدامه جنبا إلى جنب مع الأساليب التقليدية التي يتم استخدامها للتنبؤ بالمرض قبل حدوثه.