باحثة فرنسية تتناول مباني بغداد في بحثها بباريس

سيسيليا بييري صورت التجديد المعماري خلال النصف الأول من القرن الماضي

TT

حصلت مهندسة معمارية فرنسية على شهادة الدكتوراه في التاريخ والحضارة بتقدير «مشرف جدا»، مع تهنئة من لجنة المناقشة، عن أطروحة تناولت مظاهر التحديث في العمارة البغدادية خلال النصف الأول من القرن العشرين. وقالت الباحثة سيسيليا بييري لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إنها زارت العاصمة العراقية عدة مرات خلال السنوات السبع الأخيرة لجمع مادة أطروحتها وتحدثت مع المتخصصين و«أسطوات» البناء وسجلت بعدستها مئات الصور لتعزيز بحثها.

سيسيليا، التي سبق لها أن وضعت كتابا بالفرنسية عن العمارة البغدادية، دافعت عن أطروحتها في المعهد العالي للعلوم الاجتماعية التابع لجامعة باريس، أمام لجنة مؤلفة من أساتذة وخبراء واستشاريين معماريين من باريس ولندن، برئاسة المعماري ومؤرخ المدن البروفسور في جامعة نيويورك، جان لوي كوهين. ونظرا إلى ضخامة المادة البحثية وملاحق الصور والخرائط المرفقة بها، فقد جاءت في مجلدين كبيرين يغطيان جوانب واسعة من عمارة الأحياء التجارية والسكنية في بغداد، بين عامي 1921 و1958، أي منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وإلى انتهاء العهد الملكي وإعلان الجمهورية.

وركزت الباحثة في عنوان الأطروحة على مواد البناء الثلاث التي استخدمها البناءون البغداديون: «الطابوق» و«جريد النخيل» ثم «الكونكريت». وتصدرت غلاف المجلد الأول صورة التقطتها سيسيليا بييري لواجهة إحدى العمارات الحديثة التي شيدت بجوار مبنى تراثي يعود إلى فترة أقدم. أما غلاف المجلد الثاني فجاء أشبه بلوحة تعبيرية وفنية، حيث يصور بيوتا تراثية مشيدة على شاطئ دجلة، تعكس مياه النهر صورتها على ألواح كونكريتية من تلك التي جرى تشييدها لدواع أمنية في بغداد، خلال السنوات الأخيرة.

هذا واستضافت القناة التلفزيونية الإخبارية «فرانس 24» سيسيليا بييري، في برنامجها الثقافي، للحديث عن كتابها حول بغداد الذي وصفته بأنه تحية لعاصمة عريقة تتعرض مبانيها وشواهدها للتخريب والنسف.