الصحافة السعودية تنجح في الاحتفاء باليوم الوطني.. و «الشرق الأوسط» استثناء

بالأرقام.. «صحيفة العرب الدولية» تفوقت على الصحف كافة

«الشرق الأوسط» كسبت الرهان في يوم الوطن («الشرق الأوسط»)
TT

أجمع إعلاميون ومراقبون على أن الإعلام السعودي المقروء والمرئي والمسموع نجح في تغطية مناسبة اليوم الوطني السعودي بشكل لافت، معتبرين أن تنوع المواد التي تناولتها الصحافة والمهنية العالية التي طرحت بها وتناولتها في يوم المناسبة عكست الأهمية التي يحتلها اليوم الوطني بشكل متزايد في نفوس السعوديين، كما أن حجم الإعلانات التي واكبت المناسبة دل على أن المعلنين يستشعرون أهمية الحدث، خاصة بعد أن وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بأهمية استثمار اليوم الوطني في تأكيد الدلالات التي يحملها للحفاظ على منجزات الوطن والالتزام بمزيد من تكريس الجهود لتحقيق التنمية على اختلافها في كل بقاع الوطن، وتجسيد الوحدة الوطنية.

وشدد رؤساء تحرير ومثقفون اتصلت بهم «الشرق الأوسط» في يوم مناسبة اليوم الوطني أول من أمس الخميس، على أن «جريدة العرب الدولية» نجحت مع الصحف المحلية في إبراز هذه المناسبة، مشيرين إلى أن الصحيفة قدمت موضوعات متنوعة عن تاريخ الوطن والمنجزات التي تحققت فيه على مدى العقود الماضية، مؤكدين على أن «الشرق الأوسط» حققت التميز والتفرد سواء في الموضوعات التي تناولتها احتفاء بهذه المناسبة أو في حجم الإعلانات التي كسرت السائد في مثل هذه المناسبات، وفازت في هذا الجانب على الصحف كافة.

بداية، اعتبر طارق إبراهيم رئيس تحرير صحيفة «الوطن» السعودية سابقا، ورئيس تحرير صحيفة «عناوين» الإلكترونية حاليا، أن صحيفة «الشرق الأوسط» كسرت هذا العام المألوف في ما يخص مناسبة اليوم الوطني، حيث فازت الصحيفة على جميع الصحف في هذا اليوم مادة وإعلانا، وقال في هذا الصدد: «لعله من الصعوبة بمكان أن تتمكن الصحافة من صناعة مادة صحافية جديدة وغير مألوفة لمناسبة تتكرر في كل عام منذ عقود، ومع ذلك هناك اجتهادات ومبادرات نطالعها في كل عام، لكنها تظل في نطاق المعتاد، وفي ظني أن الصحافة السعودية قادرة على تقديم عمل مهني يخرجها من التكرار والتقليدية لو أنها تجاوزت التاريخ على الرغم من أهميته، وانتقلت إلى ما ينبغي أن يكون عليه الوطن في زمننا هذا وفي قادم الأيام عبر ممارسة نقد موضوعي لحالنا وما إذا كنا بعد ثمانين عاما من التوحيد في الموقع الذي نستحقه عطفا على قدراتنا المالية والبشرية»، مضيفا: «صحافتنا المحلية عاجزة عن توظيف هذا اليوم في تحقيق رؤى القائد عبد الله بن عبد العزيز لهذا الوطن، والسبب أنها، كما أسلفت، غارقة في العمل التقليدي وغير قادرة على كسر المألوف، ولعل صحيفة (الشرق الأوسط) كسرت في هذا العام ذاك المألوف وقدمت عملا ميدانيا فيه من المهنية والرصانة والموضوعية الشيء الكثير، فضلا عن طريقة تناولها لتلك المواضيع»، معتبرا أن «حجم المساحة الإعلانية التي فازت بها (الشرق الأوسط) على الصحف السعودية كافة في هذا اليوم مؤشر له دلالاته عند المعلن والقارئ».

من جانبه، أكد حمد القاضي عضو مجلس الشورى السعودي رئيس تحرير «المجلة العربية» سابقا والكاتب المعروف، على أن جريدة «الشرق الأوسط» تميزت في عددها الخاص بيوم الوطن بأطروحات لافته في الموضوعات التي نشرتها في ملحق خاص يعد جريدة كاملة عن مناسبة اليوم الوطني الـ80. وقال في هذا الصدد: «لم تعد رؤيتنا كسعوديين؛ مواطنين وإعلاما، لمنجز (الوحدة الوطنية) بوصفها وحدة للشتات الجغرافي فقط؛ بل هي وحدة للقلوب والأهداف، وقراءة وتبصر بآثارها وأبعادها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.. وهذا ما فعله الموحد الملك عبد العزيز رحمه الله، فبعد أن وحد الأرض توجه إلى ترسيخ وتعميق قيم وأسس الوحدة بين المنظور الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، فبدأ بنشر التعليم وطباعة الكتب حسب إمكانات الدولة في ذلك الوقت، فضلا عن عنايته بالجانب الاجتماعي، وإيجاد موارد ثابتة للمملكة الناشئة، ليلمس الشعب أن الوحدة كما هي خيارهم الذي يوفر لهم الأمن فهي خيارهم الذي يهيئ لهم التعليم والعيش الكريم»، مضيفا: «لقد أسعدني في السنوات الأخيرة أن احتفاءنا باليوم الوطني.. الذي يمثل أغلى وحدة لأغلى وطن بدأ يأخذ معاني وأشكالا من شأنها ترسيخ الوحدة، وتعزيز الانتماء للوطن، والحفاظ على مكتسباته، ولم يعد الاحتفاء تعبيرا عن حب الوطن وحسب».

وتابع القاضي بالقول: «الجميل أن المواطنين والأجيال كافة أصبحت تحس بأهمية ذكر (الوحدة) التي كانت ثمارها أهم ما تطلبه الشعوب (الأمن والنماء).. إن توجيه الملك عبد الله بن عبد العزيز بأن يكون اليوم الوطني يوم إجازة للموظفين كافة في القطاعات كلها ولكل الطلاب والطالبات في التعليم العام والجامعات، جعل أبناء الوطن يحسون - ماديا - بيوم الوطن».

وقال عضو مجلس الشورى السعودي: «وإذا ما نظرنا إلى وسائل الإعلام السعودية مرئية ومقروءة ومسموعة، فقد أضحى تناول ذكر الوحدة في يوم الوطن يتجه إلى مفاصل وتفاصيل هذه الوحدة بكافة آثارها وأبعادها وأطيافها»، لافتا إلى أن ما شده ولفت نظره أول من أمس الخميس في مناسبة اليوم الوطني الذي يجسد الذكرى الثمانين، كثير من الموضوعات التي نشرتها صحيفة «الشرق الأوسط»، ومن أبرزها «ما تناوله الأمير سلمان بن عبد العزيز من جوانب إيمان والده المؤسس بقيم التسامح والوفاء وجميل التعاون من منطلق أن الملك عبد العزيز رحمه الله وحد هذه البلاد على شرع الله الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق، التي هي أساس بقاء ونماء وسعادة الأمم، كما شدني في ما تناوله أمير الرياض حديثه عن رفض الملك المؤسس للقب الإمام تقديرا لوالده، كما توقفت عند اللقاء المتميز الذي سبق إجراؤه مع الأمير مساعد بن عبد الرحمن، أجراه الدكتور عبد الرحمن الشبيلي في التلفزيون قبل عدة سنوات وقد استعرض ما تناوله الأميران سلمان ومساعد بشكل جيد الأستاذ بدر الخريف، وقد تحدث الأميران بحديث توثيقي عن جوانب من حياة وأخلاقيات الملك المؤسس وتناول نماذج من خصال الوفاء لديه».

ورأى الإعلامي سليمان الناصر الذي عمل في الصحافة لمدة تقرب من ثلاثة عقود متنقلا بين صحيفتي «الجزيرة» و«الرياض»، أن موضوعات اليوم الوطني عادة ما تكون محدودة، خاصة في ما يتعلق بمسيرة التأسيس والتوحيد ورحلة الكفاح التي قادها الملك المؤسس وجهود الملوك من بعده وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مستدركا أن أغلب الصحف تناولت الموضوعات ذاته بصور مختلفة، ولفت إلى أن «الشرق الوسط» تميزت بطرح «موضوعات كشفت معلومات تنشر لأول مرة عن الملك المؤسس وعلاقته بالدول الكبرى والدول العربية لعل أبرزها أن سورية طلبت من الملك عبد العزيز تعيين ابنه فيصل ملكا عليها، كما قدمت معلومات على لسان الملك المؤسس أثناء معركة دخول الحصن وإعلان البيعة، كما كشفت المعلومات التي أوردها الأمير سلمان بن عبد العزيز عن إنسانية الملك المؤسس ورفضه لقب الإمام تأدبا وتوقيرا لوالده، وإعلانه البيعة لوالده واشتراط الابن قبولها بعد أن رفضها الأب بجعل حق الرأي في الأمور المهمة لأبيه، وكشفت عن حس الصحيفة وحسن اختيارها والمهنية والموضوعية العالية وانتقاء المعلومة الجديدة والمؤثرة، كما أن تناول موضوعات العلم السعودي (البيرق) الذي يعد رمزا متوارثا في تاريخ العهد السعودي على مر العقود لفتة جميلة من الصحيفة»، معتبرا أن «إيراد الصحيفة لوصف الجاسوس الذي يعمل لحساب نابليون للعلم في عهد الإمام سعود الكبير، من المعلومات الجديدة والمميزة، وقد أبرزت (الشرق الأوسط) ذلك في عناوين المواد التحريرية التي تناولتها في هذا الخصوص، كما أن نشر صورة للإمام عبد الرحمن بن فيصل والد الملك المؤسس، وإيراد معلومات عنه على لسان نجله الراحل الأمير مساعد بن عبد الرحمن أخ الملك المؤسس وعلى لسان الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز يعد عملا صحافيا غير مسبوق».

وذكر الناصر أنه قام ظهر الخميس بقراءة جميع الصحف ورصد موادها التحريرية وحجم الإعلانات في كل صحيفة، ووجد أن العمل الذي قدمته الصحافة في مناسبة يوم الوطن يعد أمرا غير مسبوق في تاريخ الصحافة، لافتا إلى أن إقبال القراء على اقتناء الصحف من نقاط البيع في مناسبات عدة كاليوم الوطني أو الأعياد ليس بالدرجة ذاتها في الأيام العادية، حيث وجد القراء أن الصحافة في جل هذه المناسبات تكرر موضوعاتها نظرا لطبيعة المناسبة لكن هذا العام أصبح الأمر مختلفا» وأوضح أنه لا يملك أرقاما عن حجم الصحف التي تباع في نقاط البيع، لكنه أشار إلى أنه ذهب في وقت مبكر من صباح الخميس لشراء الصحف وحرص على اقتنائها جميعا لكنه لم يجد سوى خمس صحف ومن بينها «الشرق الأوسط» ورأى أن الموضوعات التي طرحت في هذه الصحف التي تعد كبرى الصحف، كانت متشابهة إلى حد كبير لكن تناولها لموضوعات المناسبة والمعلومات التي قدمت فيها اختلفت درجة مهنيتها وصياغتها بل وفكرتها، معتبرا أن «الشرق الأوسط» تميزت برصد المناسبة تاريخيا مع تقديم معلومات مهمة عن الحاضر في عهد الملك عبد الله ومشروعاته اللافتة، كما أنه أحصى الإعلانات في الصحف الخمس ووجد أن «الشرق الأوسط» استحوذت على الرقم الأكبر في هذه الإعلانات وبصورة غير مسبوقة مما يدل على أن الجريدة لها حضور في السوق السعودية كما هو حضورها في العالم العربي بل والعالم باعتبارها «جريدة العرب الدولية».

وأبدى إعلامي عمل في قطاع الإعلان بإحدى المؤسسات الصحافية وتقاعد عن العمل (فضل عدم ذكر اسمه) أنه وبحكم عمله في قطاع الإعلان لعدة سنوات فإن قراءاته لمثل مناسبة اليوم الوطني تتركز على الإعلانات وحجمها، وأنه شعر بالارتياح لحجم الإعلانات في الصحف، معتبرا أن «الشرق الأوسط» كسرت الرقم المسجل في يوم المناسبة وحققت التميز والانفراد.

وفي السياق ذاته، علق بندر بن محمد عسيري مدير عام الشركة الخليجية للإعلان والعلاقات العامة صاحبة الامتياز الإعلاني والحصري والوحيد لكل مطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والنشر على ما يميز المناسبات الوطنية في جانبها المادي بقوله: «يتميز العمل في إعلانات المناسبات الوطنية بوجود دافع وطني إضافة إلى الجانب المادي، مما يودي إلى حماس منقطع النظير من رجال ونساء المبيعات»، وأضاف: «لقد سهل علينا تحقيق أعلى عدد من الإعلانات خلال هذا العيد الوطني أن المعلنين يجدون ميزة في صحيفة (الشرق الأوسط) لا توجد في صحيفة أخرى وهي أن رسالة حب الوطن المنقولة عبر الإعلان تصل إلى أطراف المعمورة ليشاهدها أبناؤنا المبتعثون والمقيمون بالخارج وأصدقاء السعودية حول العالم، ومما ساهم في تحقيق هذا النجاح أن فرق العمل المختلفة من تصميم ودعم تقني ومبيعات بدأت العمل منذ أكثر من 8 أسابيع على تحقيق أكبر نجاح ممكن، وساعدنا في ذلك أنه كلما حملنا صحيفة (الشرق الأوسط) بين أيدينا تذكرنا علم بلادنا الأخضر فنزداد حماسا».