فعاليات «مهرجان زرياب الدولي للموسيقى» تنطلق في بغداد بحضور عربي وعالمي

مغنية في الحفل وفرقة موسيقية في حفل (مهرجان زرياب الموسيقي) («الشرق الأوسط»)
TT

استغلت الفرق العربية والأجنبية واقع أنه لم تقدّم عروض فنية خلال حفل افتتاح «مهرجان زرياب الدولي للموسيقى» الأول في العاصمة العراقية بغداد، فحضرت بصفة «مشاهدين» في مسرح الشباب. وكان حضور أعضاء الفرق من العنصر النسوي لافتا للنظر، ذلك أنهن دخلن المسرح مرتديات الحجاب، وقد يتبادر إلى الذهن أنهن أرغمن على ارتدائه، لكن رئيس الفرقة الدنماركية أجاب على تساؤل «الشرق الأوسط» بقوله: «إن النساء ارتدين الحجاب بعدما وجدن أن غالبية النساء في بغداد تفعل ذلك، ووجدن أن منظرهن أجمل بالحجاب واستمررن في ارتدائه... لكن عند تقديم العروض سيتخلّين عنه بالتأكيد».

فعاليات المهرجان بدأت أمس بإلقاء بضع كلمات، استهلها وزير الثقافة العراقي ماهر دلي الحديثي بكلمة أكد خلالها على أهمية انعقاد «(مهرجان زرياب الموسيقي) في هذا البلد الذي كانت له بصماته الفاعلة على الفنون الموسيقية في كل أرجاء العالم». وقال إن المهرجان «هو فقرة جديدة تضاف إلى حلقات الإبداع للثقافة العراقية، رغم معاناتهم سابقا»، شاكرا الوفود المشاركة من الدول الشقيقة والصديقة، ومؤكدا تواصل الثقافة العراقية لمؤازرة كل الشعوب. كما قال إن اختيار اسم «زرياب» للمهرجان جاء لكونه رمزا «أوصل إبداعاته لكل أرجاء العالم خلال العصر العباسي وبعد سفره للأندلس، وابتدع الموشحات الأندلسية وفنون الأزياء والإتيكيت والموسيقى وفنونا أخرى».

من جهة ثانية، وُجّه سؤال إلى سورين هوف، رئيس الفرقة الدنماركية المشاركة، قبل لقائنا به، من منسقة شؤون إقامة الفرقة، وهي موظفة في وزارة الثقافة العراقية، عن أي وجبة عشاء يفضل مع أفراد فرقته، فأجاب فورا: «أريد ساندويتش الفلافل العراقية». وعندما ردّت عليه بأن هناك أوامر بتقديم ساندويتش «الشاورمة» أو «السمك المسكوف»، شدّد هوف بلهجة حازمة: «لا، أريد لي ولجميع أفراد فرقتي الفلافل؛ كوننا أحببنا تناولها». وعلى الأثر ابتسمت المنسقة وقالت له: «إذن سأحضر لكل فرد من النوعين وعليكم التعوّد على الوجبات العراقية الدسمة وبكميات كبيرة».

هذا، وقال سورين هوف لـ«الشرق الأوسط» على هامش فعاليات الافتتاح، إن فرقته «تشارك لأول مرة في بغداد بمهرجان كهذا، ونأمل بالمشاركة في أي مهرجانات أخرى». وأردف: «إننا كنا نسمع من الأخبار أنباء مقلقة عن وضع العراق... لكننا لدى توجيه الدعوة لنا عبر السفارة العراقية في الدنمارك قالوا لنا إن الأوضاع باتت مختلفة وإن الأمن مستتب. وبعد وصولنا إلى بغداد وإقامتنا لليوم الثالث على التوالي... وجدنا أن قول السفارة صحيح جدا، والأوضاع مشجعة على إقامة مهرجانات من هذا النوع... وأيضا مشاركة فرق عربية وأجنبية».

ثم أضاف متحدثا عن فرقته، كوردناند هولك: «إن الفرقة تضم تسعة عازفين وثلاثة مغنين ومهندس صوت، ونحن سعداء بالاطلاع على حضارة العراق. وفعلا خرجنا في بغداد أمس من دون حماية أمنية، والتقينا مدير عام العلاقات الثقافية عقيل المندلاوي، الذي دعانا لتناول وليمة العشاء... وكانت من (السمك المسكوف) على ضفاف دجلة، وكان طعمه لذيذ جدا، وقمنا أيضا بتدخين الأركيلة (الشيشة) بطعم التفاح».

وأكد الفنان الدنماركي استعداد فرقته للسفر إلى أي مدينة عراقية مثل البصرة والموصل وأي مدينة أخرى، بما في ذلك مدن إقليم كردستان، وإحياء حفلات هناك «لأن غايتنا توثيق العلاقات مع الجانب العراقي». ثم قال إن نوع الآلات والأجهزة الموسيقية التي تستخدمها الفرقة تختلف عن تلك المعروفة في العراق، «لكنني أتوقع أن يسعد المتذوق العراقي لسماعها ولغنائنا». هذا، وتضمنت فعاليات اليوم الأول بجانب حفل الافتتاح تقديم أنشودة أجنبية، ثم مشاركة للأوركسترا السيمفونية العراقية، تلاها عرض لفرقة العود الوطنية، وأخيرا تقديم «بانوراما طائر الذهب». واستمرت العروض حتى الساعة الثامنة مساء. وستقدم الفرق في اليوم الثاني للمهرجان، الذي يستمر لخمسة أيام، عروضا لبيت الغناء الريفي ذي قار، وأيضا ستقدم بحوثا ودراسات عن زرياب، وعرضا لفرقة ناظم الغزالي، وعرضا آخر لفرقة عشتار، وعرضا لفرقة أجنبية، ثم فاصل غناء لأحد المطربين العراقيين.