ميلانو تنتقل إلى المقدمة

موسم رائع للموضة الإيطالية

TT

ربما سيستحوذ جورجيو أرماني على العناوين الرئيسية في الصحف الصادرة اليوم، حيث نجح في اجتذاب جورج كلوني وميغان فوكس في مقدمة صفوف مشاهدي عرضه، يوم الاثنين، ومن المتوقع أن يسهم هذا الحضور اللافت من جانب نجوم هوليوود في تعزيز مكانة أزياء روبرتو كافالي التي تحتفل بالذكرى الـ40 لانطلاقها. المعروف أن المصممين الإيطاليين يعشقون المرح، ولدى أرماني مجموعة جيدة له الحق في أن يسعد بها.

لقد كان هذا الموسم رائعا بالنسبة للموضة الإيطالية، وذكر الجميع بأن ميلانو بإمكانها أن تتحول إلى معقل للتصميمات الجديدة المثيرة، وليس مجرد تابع لباريس. ومن العسير أن يتذكر المرء موسما للموضة هنا على مدار العقد الماضي شكلت فيه المجموعات الممتازة القاعدة لا الاستثناء.

وكذلك كان الحال بالنسبة لـ«برادا» و«فندي» و«فيرساتشي»، عند بداية عروض موسم ربيع 2011 في إيطاليا، مرورا بجيل ساندر، وراف سيمونز وتصوراته الرائعة للتصميمات الكلاسيكية، وصولا إلى بوتيغا فينيتا وفساتينه المستوحاة من زهرة المغنوليا، وحتى بوتشي وتصميماته الأنيقة ذات الطابع الشبابي المتحرر.

حتى كافالي عجز عن كبح جماح نفسه، حيث افتقرت مجموعته إلى أدنى صلة بالواقع مع خروج عارضيه إلى منصة العرض وهم يرتدون تصميمات تحمل شكل جلد الثعبان ورقعا من الشيفون. وكانت تصميماته بمثابة إيجاز لرؤيته.

بعيدا عن الألوان المتلألئة وترتيبات «الفوتوشوب» لصور الأزهار، جاءت تصميمات جيل ساندر لافتة للانتباه، مثل التنورة الطويلة ذات الأهداب المتحركة بحرية أو الفستان الطويل العمودي الذي يبدو أقرب إلى إبداعات المصور الشهير ريتشارد أفيدون. ومع ذلك، يصر ساندر على أن هذه الملابس يمكن ارتداؤها في الشارع.

أما سيمونز، فقد نجح في تجنب التساؤلات التي تثير قلقا متزايدا في عالم ما يطلق عليه الموضة الفاخرة، مثل تراجع مستوى الجودة والحرفية. بدلا من الاعتماد على منسوجات تقليدية مثل غزار والتفتة، علاوة على اعتماده على منسوجات يابانية صناعية تتميز بروعة مماثلة، لكن بإمكانها في الوقت ذاته الحفاظ على الصبغات المتلألئة. وتبدو تصميمات سيمونز بوجه عام أنيقة، الأمر الذي يرجع سبب من أسبابه إلى أن هذه التصميمات مطبوعة في ذاكرتنا جميعا. إلا أنها تتميز في الوقت ذاته بمظهر يوحي بالحرية ويحمل طابعا عصريا. ويمكن لأي امرأة أن ترتدي الكثير من التنورات التي تضمنها العرض مع حذاء رياضي أو صندل. الملاحظ أن التصميمات الافتتاحية تمثلت في قمصان بيضاء.

وعند إمعان النظر يتضح أن تصميمات سيمونز ليست تقليدا للتصميمات الكلاسيكية، وإنما هي أمر جديد تماما. والمؤكد أن الأميركيين من عشاق الموضة سيقدرون فكرة ارتداء قميص على تنورة أنيقة أو بنطال بالغ الاتساع. يذكر أن أوسكار دي لا رنتا دأب على فعل الأمر ذاته لسنوات، وكذلك الحال مع بيل بلاس. لكن سيمونز فعل ما هو أكبر من مجرد الاهتمام بالمظهر الخارجي، رغم أن الأساليب التي انتهجها تميزت ببساطة شديدة. ومن خلال تحويل مسار المناقشات بعيدا عن الزخارف والأناقة المثالية، نجح سيمونز في بث روح جديدة في تصميم الأزياء.

من ناحية أخرى، لم يكن للألوان أثر في تصميمات بوتيغا فينيتا، حيث اعتمد توماس مايير على ظلال الرمادي الفضي والرمادي الداكن والأبيض. ورغم ذلك، ظلت الكثير من الفساتين التي عرضها متميزة - بنسيجها المصنوع من الحرير والكتان - وتألقت خلال العرض. وقد حملت الفساتين الفضفاضة التي صممها إشارات للجسد الكامن تحتها، لكنها لا يمكن وصفها بأنها «مغرية».

ومن بين الإنجازات الصائبة التي حققها مايير أيضا التوازن بين الملابس ذات الطابع الرياضي التي يمكن ارتداؤها عند ممارسة الرياضة أو التسوق، وحجم ملكة التصميم التي يتعين استغلالها.

في المقابل، جاءت مجموعة أرماني بأكملها باللون الأزرق الداكن، الذي تنوع ما بين المعدني واللامع والشفاف. ورغم أن هذا اللون بدا في بعض الأحيان رهانا آمنا، فإنه لم يكن ملائما تماما للربيع.

بالنسبة لبيتر دنداس، فلم يغير وتيرته في بوتشي، لكن مجموعته حملت طابعا جذابا ومغريا بالقفطانات المزخرفة والتنورات اللافتة والفساتين ذات الأهداب. وتميز خط أكويلانو ريموندي برسوم نباتية وألوان حية مشرقة أضفت على العارضات مظهرا عصريا وجريئا أكثر من أي موسم سابق.

* خدمة «نيويورك تايمز»