مراكز الوثائق الخليجية تناقش في صنعاء التاريخ الشفوي والكتاب الخليجي

الدكتور فهد السماري لـ «الشرق الأوسط»: لدينا مشاريع تعاون مع الغرب للاستفادة من الوثائق العربية التي لديهم

جانب من افتتاح الدورة الـ26 للأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية («الشرق الأوسط»)
TT

بدأت في العاصمة اليمنية صنعاء أمس (الخميس) الدورة الـ26 للأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بحضور الدول الأعضاء في الأمانة إضافة إلى الهند كضيف شرف.

وقال أمين عام مراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون الخليجي أمين عام دارة الملك عبد العزيز، الدكتور فهد بن عبد الله السماري، في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط»: «إن دورة صنعاء ستناقش عددا من المشاريع الهامة، أبرزها توثيق الذاكرة المحلية، مثل التاريخ الشفوي وأهمية الحفاظ عليه من الاندثار، إضافة إلى موضوع التدريب والتأهيل للكوادر العاملة في هذا المجال، كما سيتم بحث إقامة معارض وثائقية تبرز الجوانب التاريخية المشتركة بين دول الخليج واليمن».

وأضاف السماري «سنناقش موضوع تعزيز الكتاب الخليجي المشترك لدول المنطقة، بما فيها اليمن الشقيق، وكيفية الاستفادة من التقنية الحديثة واستخدام الإنترنت في إدارة الشبكة، ودراسة سبل صيانة وخدمة هذه المراكز».

ولفت الدكتور فهد السماري، إلى أن لدى الأمانة العامة الكثير من المشاريع مع الدول الغربية لأخذ نسخ وصور من الوثائق التاريخية العربية الموجودة في بعض الدول الغربية والأجنبية لحفظها في مراكز الخليج واليمن. وأضاف قائلا «لهذا الغرض سيحضر اجتماعنا نائب رئيس مركز الأرشيف الهندي للتعرف على تجربة الهند وما لديها من معلومات تاريخية عن الخليج العربي وما تحتاج إليه مراكزنا».

وكان السماري قد أكد، في كلمته في حفل افتتاح الدورة، أن «هذا الاجتماع يدل دلالة واضحة على الجد في التعاون والعمل من أجل الحفاظ على ذاكرتنا الوطنية جميعا، وأن الذاكرة العربية لا يمكن أن تتجزأ في إطارها العام، ولكن بتكامل كل ذاكرة محلية تنشأ الذاكرة الشاملة، وهي الذاكرة العربية»، وتابع قائلا «الأمر الذي يجعلنا نهتم كثيرا بوثائق اليمن لأنه جزء مهم من العالم العربي وله إسهامه التاريخي القديم».

من جانبه، أكد مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية، علي محمد الآنسي، أهمية الوثائق التاريخية في المعرفة الإنسانية، وقال «بقدر ما يمثل اجتماع المراكز الوثائقية والأرشيفية لليمن ودول مجلس التعاون في صنعاء من أهمية كبيرة في مسيرة الشراكة، فإنه يؤكد أننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى، لإعادة قراءة الذاكرة الوثائقية الوطنية لكل دولة من منطقتنا بصورة جماعية وبصوت مسموع وعقل منفتح وإتاحتها للباحثين لتقييم التاريخ وتقويم الحاضر لصنع المستقبل».

واعتبر الآنسي أن «انضمام اليمن إلى منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية سيكون رافدا مهما لتعزيز ذاكرة المنطقة، باعتبار أن التاريخ نسيج واحد، وباكتمال ذاكرة مجلس التعاون سيكون ذلك أساسا للذاكرة العربية والإسلامية».

وكشف الآنسي عن امتلاك اليمن لوثائق تاريخية تقدر بنحو 40 كيلومترا طولية موزعة بين مؤسسات الدولة المختلفة.

وأشار إلى أن اليمن يعتزم بناء مقر حديث للمركز الوطني للوثائق بحيث يستوعب أكثر من 120 كيلومترا طولية من الملفات والوثائق التاريخية ومجهزة بأحدث التقنيات والتجهيزات الفنية، وتبلغ تكلفة المشروع 15 مليون دولار.

إلى ذلك، أشاد رئيس المركز الوطني للوثائق مستضيف الدورة القاضي علي أبو الرجال بجهود تعزيز التعاون المشترك بين مراكز الوثائق في المنطقة من أجل بناء ذاكرة عربية مشتركة. ولفت أبو الرجال إلى أهمية توظيف الخبرات والإمكانيات العربية في الارتقاء بالبيئة المهنية للنشاط الوثائقي وتعزيز كفاءته.

يذكر أن الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد تأسست عام 1396هـ الموافق 1976م. وتضم الأمانة العامة 13 عضوا من مراكز الوثائق من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليمن، المهتمة بالدراسات والبحوث التاريخية وجمع الوثائق والمخطوطات.