وفاة توني كيرتس... فتى هوليوود الوسيم وأحد آخر رموز «جيل العمالقة»

رصيده نحو 140 فيلما وترشيح للأوسكار وأفلام دخلت تاريخ السينما

توني كيرتس و جاك ليمون في مشهد من فيلم «البعض يفضلونها ساخنة» (رويترز)
TT

توفي فجر أمس توني كيرتس، أحد ألمع نجوم السينما الأميركية والعالمية، وأحد آخر رموز جيل العمالقة الذي أعطى هوليوود هالتها المميزة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وذلك في بيته ببلدة هندرسون في ولاية نيفادا الأميركية. وبوفاة كيرتس عن عمر يناهز الـ85 سنة لم يبق من ذلك الجيل الاستثنائي سوى كيرك دوغلاس (94 سنة).

ولد توني كيرتس، واسمه الحقيقي برنارد شوارتز في حي برونكس بمدينة نيويورك يوم 3 يونيو (حزيران) 1925 لعائلة يهودية مهاجرة إلى الولايات المتحدة من المجر. وكان أبوه إيمانويل شوارتز خياطا وكانت العائلة مكونة منه ومن زوجته هيلين كلاين، التي كانت تعاني من مرض عصابي شخّص فيما بعد على أنه فصام (شيزوفرانيا) وثلاثة أبناء هم برنارد وجوليوس وروبرت. ولاحقا شخّص روبرت بالمرض نفسه وأدخل مصحة للأمراض العصبية والعقلية. ولقد عاشت العائلة فقيرة الحال في مؤخرة دكان الخياطة، وظلت اللغة المجرية اللغة الوحيدة التي يجيدها الطفل برنارد حتى سن السادسة مما أسهم في تأخر إدخاله المدرسة.

وعندما بلغ برنارد الثامنة أدخل مع أخيه الثاني جوليوس إلى ميتم لعجز أبيه وأمه عن إطعامهما، وظلا هناك لنحو شهر. وتفاقم بؤس العائلة مع مقتل جوليوس بعد أربع سنوات عندما دهسته شاحنة.

خلال الحرب العالمية الثانية، التحق برنارد - الذي سيشق طريقه بعد بضع سنوات إلى النجومية في عالم التمثيل تحت اسم توني كيرتس - بسلاح البحرية الأميركية متأثرا بفيلمين للنجم الكبير كاري غرانت. ولقد شهد أثناء خدمته في البحرية يوم 2 سبتمبر (أيلول) 1945 استسلام اليابان بنهاية الحرب من قطعته البحرية في خليج طوكيو.

وبعد انتهاء فترة الخدمة العسكرية، التحق برنارد، بورشة الدراما في معهد «نيو سكول» بنيويورك حيث تزامل مع عدد من نجوم المستقبل بينهم والتر ماتاو ورود شتايغر. وإبان التدرّب في الورشة لفت نظر المخرجة ومكتشفة المواهب جويس سيلزنيك، التي أعجبت بوسامته. ومن ثم وصل إلى هوليوود في سن الثانية والعشرين، وارتبط بعقد مع شركة «يونيفرسال» وحمل اسمه الفني الشهير.. توني كيرتس.

بين عامي 1949 و2010 مثّل كيرتس في نحو 140 فيلما، بعضها متوسط المستوى أو حتى دون المتوسط والبعض الآخر دخل تاريخ السينما العالمية، ولكن في الحالتين كان توني كيرتس النجم الوسيم والرجل الجذاب. ولئن كانت موهبته كممثل قد رشحته لنيل جائزة أوسكار «أفضل ممثل» عن فيلم «المتحدّون» (ذي ديفايانت ونز) بالاشتراك مع سيدني بواتييه عام 1958، فإن جاذبيته وخفة ظله فرضتاه نجم شباك تذاكر خلال فترة طويلة، لا سيما في عقد الخمسينات، في أفلام أصابت نجاحا هائلا كرائعة المخرج بيلي وايلدر الكوميدية «البعض يفضلونها ساخنة» (صم لايكيت هوت) مع مارلين مونرو وجاك ليمون عام 1959، والفيلم التاريخي الشهير «سبارتاكوس» عام 1960.

ومع أن وسامة كيرتس ظلت سمته المميزة، فإن تطوره إلى ممثل متمكن حدت بمجلة «ساترداي ريفيو» إلى وصفه بأنه «ظاهرة نادرة وشخصية سينمائية حقيقية استطاع من خلال الاجتهاد في العمل أن يجعل من نفسه ممثلا يتسم بالذكاء وبعض التنوّع».

أما على صعيد الحياة الخاصة، فقد تزوّج كيرتس ست مرات وكانت أولى زوجاته النجمة السينمائية الشهيرة جانيت لي (بين 1951-1962) التي أنجب منها ابنته الممثلة اللامعة جايمي لي كيرتس. أما الزوجات الأخريان فهن كريستين كوفمان (1963-1967)، وليزلي آلن (1968-1982)، وآندريا سافيو (1983-1992)، وليزا دويتش (1993-1994) وأخيرا جيل فاندنبرغ (1998-2010) التي كانت معه يوم وفاته.