7533 جهة عرض من 111 دولة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الأكبر في العالم

هل ستشكل الكتب الرقمية المسمار الأخير في نعش تجارة الكتب والمكتبات؟

أكبر كتاب في العالم في جناح أستراليا (إ.ب.أ)
TT

يصاحب افتتاح معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، أكبر معرض من نوعه في العالم، بوادر إيجابية قد تكون مؤشرا يتعلق بالتطور الاقتصادي لتجارة الكتب هذا العام؛ إذ ارتفعت قيمة مبيعات قطاع الكتب خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي بنسبة 0.8 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وسط توقعات من رابطة تجارة الكتب باستمرار هذا الارتفاع حتى نهاية العام. وتقدر قيمة المبيعات التي حققتها تجارة الكتب العام الماضي بـ 9.7 مليار يورو.

وفي الأمس انطلقت فعاليات المعرض في دورته الـ 62. وبدأ توافد الزوار منذ التاسعة من صباح أمس على صالات المعرض، الذي تبلغ مساحته 172 ألف متر مربع.

وفي إطار برنامج بعنوان «فرانكفورت سباركس» سيتناول المعرض موضوعا رئيسيا لهذا العام وهو موضوع الإعلام الرقمي أو الميديا الرقمية والكتب الإلكترونية التي تستحوذ وفقا لبيانات رابطة تجارة الكتب على 1 في المائة من سوق الكتاب.

وتتوقع الرابطة أن تصل نسبة الكتب التي تنشر وتباع وتقرأ إلكترونيا إلى 10 في المائة على المدى المتوسط ويطالب رئيس الرابطة، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية للأنباء، بتطبيق تخفيض قيمة الضريبة المضافة على الكتب الإلكترونية أيضا، إذ إنه لا يرى سببا «لهذا التعامل الضريبي غير المتساوي».

وأعرب غيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني عن اعتقاده بأن الكتاب الإلكتروني لن يزيح الكتاب المطبوع. وجاء تصريحه هذا مغايرا لتحليل بعض الخبراء بخصوص التنافس بين الكتاب المطبوع والكتاب الإلكتروني الذي يتم إنزاله أو تحميله على الأجهزة الرقمية الجديدة.

وفي هذا الإطار حذرت محللة بريطانية من احتمالات تدهور نشاط مكتبات بيع الكتب في العالم نتيجة انتشار الكتب الرقمية التي يتم تحميلها عبر الإنترنت.

وقالت آن بيتس، المدير التجاري لشركة «نيلسن بوك» البريطانية المعنية بمتابعة مبيعات الكتب في العالم، على هامش المعرض: «يمثل الكتاب الإلكتروني في الولايات المتحدة حاليا 6 في المائة من حجم المبيعات. وتوقعاتنا تقول إن النسبة ستصل إلى 10 في المائة بنهاية العام الحالي».

وكانت بيتس تتحدث أمام مؤتمر «أدوات التغيير» الذي يضم الناشرين قبل انطلاق فعاليات المعرض.

واستعرضت بيتس بيانات مسح أظهرت انتشار الكتاب الرقمي بفضل الأجهزة الجديدة التي قدمتها شركة «آبل» الأميركية في هذا المجال مثل «آي فون» و«آي باد» حيث تقدم أغلب شركات النشر الآن نسخا صالحة لهذه الأجهزة، إلى جانب النسخ المطبوعة التقليدية.

في الوقت نفسه، تفقد المكتبات التقليدية لبيع الكتب باطراد حصتها السوقية لصالح متاجر الكتب عبر الإنترنت مثل «أمازون دوت كوم»، وكذلك لصالح سلاسل متاجر التجزئة الكبرى التي تعرض الكتب المطبوعة الأكثر مبيعا بتخفيضات كبيرة في السعر.

وتقول بيتس إن التحول كبير جدا «وعندما ننظر وراءنا 10 سنوات سنجد الأمر قد اختلف بصورة هائلة».

وسيشارك في معرض العام الحالي 7533 جهة عرض من 111 دولة بزيادة مقدارها أكثر من 200 جهة عرض مقارنة بالعام الماضي، بعد أن كانت إدارة المعرض قد توقعت في الشهر الماضي انخفاض أعداد العارضين في معرض العام الحالي مقارنة بعام 2009 بسبب الأزمة الاقتصادية في شرق أوروبا والمشاركة المحدودة للصين ضيف شرف العام الماضي.

ويشهد المعرض حضور مجموعة من الكتاب المشاهير أمثال انغريد نول ومارتن موسباخ وفرانك شيتسينغ ومارتن زوتر.

ويستقبل المعرض اليوم الزائرين المتخصصين، في حين سيفتح أبوابه للجماهير اعتبارا من الغد وحتى يوم الأحد المقبل.

وتحتل بريطانيا والولايات المتحدة المركز الثاني في أكثر الدول مساهمة في المعرض بعد ألمانيا التي يمثلها 3315 جهة عرض.

وكانت قد تمت مساء أول من أمس مراسم افتتاح المعرض بحضور وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله ورئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر التي يكرم المعرض هذا العام بلادها كضيف شرف.

الجدير بالذكر أن الأرجنتين ترجمت نحو 200 كتاب من الإسبانية إلى الألمانية للمشاركة بها في معرض العام الحالي وهو أكبر عدد من الكتب تشارك به أي من الدول التي اختيرت من قبل كضيف شرف المعرض.

تعرض الأرجنتين مقتنيات «إيفيتا»، بما في ذلك حلة ارتدتها سيدة الأرجنتين الأولى، الراحلة ايفا بيرون، في المعرض.

وجهت الدعوة للأرجنتين، باعتبارها ضيف الشرف لدورة هذا العام لأكبر تجمع للناشرين في العالم، لتقديم معرض عن ثقافتها.

وتشمل حلة ايفا بيرون، سترة لونها بني فاتح (كاكي) ضيقة عند الخصر، وتنورة متوافقة مع السترة، ووضعت الحلة على دمية عرض، إلى جانب متعلقات أخرى للرئيسة الراحلة داخل صندوق زجاجي في المعرض.

تحظى بيرون، وزوجها خوان بيرون، بشعبية جارفة بين مواطني الأرجنتين باعتبارها واحدة من بين كبار معشوقي الجماهير في القرن العشرين.

كما اشتهرت باحسانها للفقراء، وقد وتوفيت عام 1952.

ويقول المعارضون إن زوجها، الذي توفي عام 1974 كان أقرب إلى دكتاتور. وعرض إلى جانب مقتنيات ايفيتا كتابات لمعشوق آخر لأفراد الشعب الأرجنتيني، وهو لاعب كرة القدم الأسطورة، والمدرب السابق للمنتخب الأرجنتيني دييغو ماردونا.

تنتمي الرئيسة الحالية للأرجنتين، كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، لحزب العدالة وهو الجزء الرئيسي في الحركة البيرونية.

وقالت مرشدة أرجنتينية في المعرض: «لم تكن ايفا بيرون شخصية مهمة للأرجنتينيين وحسب، بل للعالم بأسره».

ولدى سؤالها عما إذا كان الإعجاب البالغ بإيفيتا يمثل علامة على وجود تحيز سياسي، قالت المرشدة، «هذه هي سياسة بلدنا. نريد أن نظهر أنها وفرت فرص عمل، وأعادت دمج الأشخاص الذين تم استبعادهم».

يوفر معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي يستمر خمسة أيام، فرصة ذهبية أمام كتاب الأرجنتين لتقديم قراءات لكتبهم وإجراء مقابلات للترويج لها.

يشمل معرض إنجازات الثقافة الأرجنتينية التي تقدم تحت شعار «ثقافة تتحرك» جمجمة بطول 150 سنتيمترا لديناصور، عثر عليها مدفونة في الأرجنتين.

تضم أغلب المعروضات رسوما بيانية ورسومات كارتونية وصورا فوتوغرافية لمناظر طبيعية ولوحات مرسومة ونصوصا كبيرة مطبوعة على شاشات بيضاء، أو تعرض على الجدران على شاشات من جهاز عرض (بروجكتور)، تعطي كلها لمحة من تاريخ الأرجنتين.