معرض عن الشاعر ميغيل هيرنانديز بمناسبة 100 عام على ولادته

نائبة رئيس الوزراء تستحدث جائزة باسم «شاعر الشعب»

بطاقة الشاعر الشخصية خلال الحرب الأهلية الاسبانية
TT

تمر هذا العام الذكرى المئوية الأولى لولادة الأديب الإسباني ميغيل هيرنانديز (1910 - 1942).. وبهذه المناسبة افتتح يوم الاثنين الماضي في المكتبة الوطنية بالعاصمة الإسبانية مدريد معرض «ميغيل هيرنانديز 1910 – 2010.. الظل المهزوم»، وقامت نائبة رئيس الوزراء ماريا تيريزا فرنانديز دي لابيغا بافتتاحه، في حضور الكثير من الشخصيات السياسية والأدبية وعائلة الشاعر ممثلة بزوجة ابنه، لوثيا اثكيردو.

وفي حفل الافتتاح أعلنت نائبة رئيس الوزراء استحداث جائزة باسم «جائزة ميغيل هيرنانديز للشعراء الشباب»، وأضافت أن «ميغيل هيرنانديز استحق عن جدارة لقب شاعر الشعب، فمن خلال صوته تم الاستماع لصوت الشعب، وفي الوقت نفسه ناضل بصوته من أجل أن ينال الشعب حقوقه».

جمع المعرض نحو مائتي قطعة تخص الشاعر أو لها علاقة به، منها عدد من المخطوطات والصور والرسوم والتماثيل واللوحات والوثائق وحاجات شخصية، تم جمعها من نحو أربعين مكتبة ومؤسسة وجهات خاصة، منها دائرة الوثائق العامة التي تحتفظ بالكثير من الوثائق الخاصة بالرقابة على هيرنانديز في عهد الجنرال فرانكو.

يحتوي المعرض على عدة أقسام، ومن أبرزها قسم ميغيل هيرنانديز طفلا وشابا، وفيه عرضت مخلفاته في مدينته أوريويلا، شرق إسبانيا، ومنها المخطوطات الأولى التي بدأ بكتابتها وهو لا يزال مراهقا. ثم قسم هيرنانديز في مدريد، في الثلاثينات، وهناك تعرف على أبرز أدباء العصر، فتعرف على فيدريكو غارسيا لوركا، وخوسيه بيرغامين، وبيثنته أليكسندره، وبابلو نيرودا الذي كان يكن له احتراما بالغا، وعرضت في هذا القسم الكتب التي طبعها في تلك الفترة، وبعض رسوم أصدقائه بالقلم الرصاص والكربون والحبر. وقسم الحرب الأهلية الإسبانية (1936 - 1939)، وهي الفترة التي تحطمت فيها آمال الشاعر لانتهائها بهزيمة الجمهوريين، وفي هذه الفترة أيضا تزوج من خوسفينا مانريسا عام 1937، وفي العام التالي رزق بولد، لكنه سرعان ما توفي، ثم رزق بولد ثان، عام 1939، أطلق عليه اسم مانويل ميغيل، وبعد سقوط الجمهورية هرب إلى البرتغال، وهناك ألقي القبض عليه عند الحدود، وحكم عليه بالإعدام، وبقي في السجن حتى وفاته عام 1942. وتعد هذه الفترة من أقسى الفترات في حياته، وعلى الرغم من كل هذه المآسي التي مر بها، فإنه واصل الكتابة وهو في السجن، حيث كتب على ورق التنظيف، فكتب أربع قصص، اثنتين منها غير منشورتين حتى الآن، وهما مما يمكن مشاهدته في المعرض.

وفي قسم الإشادة بميغيل هيرنانديز يلاحظ إشادات عدد من الأدباء به، ومنهم أوكتافيو باث وبيثنته أليكسندره وبابلو نيرودا وآخرون.

يشار إلى أن ميغيل هيرنانديز الذي توفي عن اثنين وثلاثين عاما، كان أحد أبرز شعراء الجمهورية الإسبانية، وقاتل مع الجمهوريين، ودخل السجن بعد اندحارهم، وعلى الرغم من قسوة الحياة في السجن، فإنه لم يتنازل عن آرائه ولم يهادن، حتى وفاته عام 1942.