ستينغ يبلغ 59 عاما على مسرح ألبرت هول

سعر التذكرة وصل إلى 6000 دولار

TT

تفاجأ نجم الروك والجاز البريطاني «ستينغ» بآلاف البالونات الملونة المتطايرة على مسرح «رويال ألبرت هول» بلندن حينما كان يستعد لاختتام حفله الغنائي. وتزامن الحفل الذي أحياه مؤخرا مع عيد ميلاده التاسع والخمسين الذي وافق 2 أكتوبر (تشرين الأول).

المغني الذي لا يشيخ مظهره وإحساسه وموسيقاه صعد على أضخم مسارح العاصمة البريطانية يدعمه 150 عازفا من الفرقة «الفلهارمونيكية الملكية الإنجليزية» التي عزفت خصيصا له مقطوعة خاصة بعيد ميلاده في حفل تجاوز فيه سعر تذاكر مقاعد الصفوف الأمامية أكثر من 4000 جنيه إسترليني.

ويعتبر الحفل من سلسلة حفلات جولته العالمية بعنوان «سيمفونيسيتي» ويهدف إلى إعادة إحياء ثروة غنائية قدمها ستينغ خلال ثلاثة عقود بلون موسيقي مختلف لأول مرة مع «الأوركسترا».

ولم يتأثر صوت المؤلف الموسيقي والمغني بفيروس الحنجرة الذي لازمه مؤخرا ودفعه لإلغائه تسعة عروض كان من المقرر إقامتها في المملكة المتحدة وعدد من الدول الأوروبية؛ حيث أدى خلال ليلتين متتاليتين أغاني الحب والحرب والروحانية بطريقة استثنائية امتزجت بأنغام سيمفونية بقيادة قائد الفرقة الفلهارمونيكية الشهير ستيفن ميركيوريو الذي شوهد يقفز طربا بأداء ستينغ الذي يعتمد على الموهوبين لتجديد موسيقاه.

عضو فرقة «بوليس» السابق ظهر مختالا وأنيقا ببشرة ملوحة بالشمس وبسترة فضية من الحرير كشفت عما يتمتع به المغني من بنية جسدية رشيقة - على الرغم من اقترابه من عمر الستين - اكتسبها من خلال مداومته على ممارسته رياضة الـ« تانترا يوغا». كما تخلى عن صرعة اللحية التي اتخذها كـ«ستايل» لازمه خلال العام الماضي وجلبت إليه انتقادات؛ حيث اعتبرتها الصحافة كثيفة بشكل أخفى ملامح وجهه.

واقترب ستينغ من الجمهور في أغنية «أقرب إلى قلبي»؛ حيث وصل الانسجام بينه وبين الجمهور لدرجة أن بعض النساء قمن بالرقص طربا في الممرات، ما أثار موجات من التصفيق المتواصل. واعتمد ستينغ في بعض أغانيه على مجموعة راقصين متعددي الأعراق قدموا عروضا مثيرة رافقتها صور مفعمة بالحيوية منتشرة على خلفية القاعة.

ستينغ أحد أعمدة الفن الغربي الرفيع المعروف بغنائه الجاز والروك والبوب اتجه مؤخرا إلى أسلوب الترانيم الموسيقية، وهذا أخذ الحيز الأكبر من معظم أغانيه التي قدمها على مدى ثلاث ساعات من الحفل، لا سيما تلك التي أطلقها بعد ألبومه «الحب المقدس» مع أغنية «Thousands years» على الرغم من أن الجمهور فضل أن يستمع إلى أغانيه القديمة التي ما زالت تعيش معهم بعد أكثر من ثلاثين عاما؛ حيث لم يبخل بغناء كلاسيكيات «بوليس» التي اشتهرت في السبعينات والثمانينات مثل «every breath you take» و«Roxanne» فكانت ليلة عكست الكثير من جوانب ستينغ شاعر الحب، الفيلسوف، الرجل المتلاعب، وصاحب القلب المكسور! أداء الفرقة الملكية الإنجليزية تميز بنقاء الصوت والوضوح وأضاف الكثير من الحميمية، خصوصا أن تركيبة أغاني ستينغ كانت سهلة بأن تتكيف مع الأوركسترا فظهرت أغنية «Russians» التي استوحاها من مدينة «بروكييف» الروسية كإحدى سيمفونيات «هاندل»، أما أغنية «Moon over Bourbon Street» فحولتها الأوركسترا إلى موسيقى تصلح أن تكون موسيقى تصويرية لفيلم رعب! ونادى ستينغ الجمهور: «يلَّه.. يلَّه» خلال أدائه أغنية وردة الصحراء التي شاركه فيها مطرب الراي الجزائري «الشاب مامي»؛ إذ يبدو أن تنقله مؤخرا لإحياء حفلات في معظم الدول العربية أكسبه الكثير من العبارات العربية.

الدخول لحفل ستينغ بمثابة زيارة لمدرب الحياة فالأحاسيس السلبية تتبدل والمشاعر النبيلة ترتقي والذكريات تتجدد بمجرد أن يغني الأسطورة ستينغ!