«شانيل» تهدي معهد العالم العربي تصميما للمعمارية العراقية زها حديد

جناح متنقل فائق الأناقة مستوحى من حقيبة يد نسائية

جناح الفن المتنقل «موبايل أرت» الذي صممته المهندسة العراقية زها حديد لحساب دار «شانيل» للأزياء (صورة خاصة بدار شانيل)
TT

من المنتظر أن يحتضن معهد العالم العربي في باريس، اعتبارا من العام المقبل، جناح الفن المتنقل «موبيل أرت» الذي صممته المهندسة العراقية زها حديد لحساب دار «شانيل» للأزياء. كان هذا الجناح قد استقبل، عام 2008، أعمال عدد من الفنانين المعاصرين، مستوحاة من الحقائب التي تحمل علامة الدار الباريسية العريقة.

ونظرا لروعة التصميم الذي أنجزته زها حديد، أول امرأة تنال جائزة «بريتزكر» العالمية التي هي بمثابة «نوبل الهندسة»، فقد رغبت دار «شانيل» في الإبقاء على الجناح قائما؛ وذلك بإهدائه إلى معهد العالم العربي ليكون وسط محيط معماري فريد، وفي إطار مؤسسة مفتوحة للجمهور في قلب باريس.

كان الجناح قد لفت الأنظار بتصميمه الفريد خلال تنقلاته المتعددة في العالم؛ لذلك أبدى القائمون على المعهد استعدادهم التام لاستقبال التصميم المتنقل الذي يحمل توقيع مهندسة عربية تعتبر من أبرز المعماريين المعاصرين. وجاء في بيان أصدره المعهد، أمس، أنه يتابع، من خلال هذا الجناح، خطته في التركيز على الإبداع الفني الحديث في البلاد العربية، من داخلها وخارجها.

زها حديد أقامت ودرست وعملت في بريطانيا وتحمل جنسيتها. وهي اليوم «نجمة» حقيقية في فضاء العمارة. ويكتب محمد كامل عارف، المستشار في التكنولوجيا والمتابع لزها حديد والشغوف بمسيرتها أنها ترشحت 4 مرات للفوز بأرفع جائزة معمارية بريطانية، الأولى عن مبنى شركة السيارات «بي إم دبليو» في لايبزيغ بألمانيا عام 2005، والثانية عن مركز العلوم في ولفسبيرغ، بألمانيا عام 2006، والثالثة عن محطات قطار بالنمسا عام 2008. وكان الاتجاه هذه المرة أيضا ضد منحها الجائزة عن بناء «متحف فنون القرن الـ21»، لكن مع أعمال زها فإنه «ينبغي أن تمشيها حتى تراها»، أي لا يمكن الاكتفاء بالصور والخرائط والتصاميم للوقوع تحت سحرها. ويضيف أن لجنة التحكيم التي يشرف عليها المعهد الملكي للمعماريين في بريطانيا، قد «مشت» هذه المرة عبر التصميم الذي تقدمت به حديد ووجدت المبنى، على الرغم من كل ألاعيب التكوينات المثيرة، منظما بشكل عقلاني في 5 أجنحة، يضيئها بشجاعة ضوء النهار، وسقوف متمعجة تتحكم بالأضواء الخارجية، وحزم أشعة توجه وتثير زوار المتحف، وتخلق الشعور بارتقاء الفضاءات. وانتهت اللجنة إلى أن «هذه القطعة المعمارية لا توضح المسارات للزائر، بل تهبه بالأحرى الشعور بالاستكشاف». وقررت منحها «الجائزة التي فازت بها».

لم يكن جديدا على المهندسة التي تنتمي لعائلة موصلية عريقة أن يقابل المحافظون أعمالها بالنفور وعدم الفهم، فقد كانت تفوز بالجوائز، لكن أعمالها لا تأخذ فرصتها في التنفيذ؛ بحيث صار هناك ما يشبه الحظر على مكتبها المعماري في بريطانيا، البلد الذي احتضنها وفتح لموهبتها الآفاق. لكن الاعتراف العالمي بها كان لا بد له أن يدفع الأمور في الاتجاه الصحيح، وبدأت مشاريع زها حديد «الخيالية» تخرج إلى النور في مناطق كثيرة من العالم. ويصف محمد كامل عارف هذا الانتشار بأن «خريطة أعمالها لا ترى إلا من الفضاء الخارجي، فهي تشمل جميع القارات، 25 عملا منجزا، و56 قيد الإنشاء، منها 10 في بلدان عربية، و31 تصميما ومشروعا فازت بها، لكن لم تنفذ، و71 لتصاميم المعارض، و40 لمنتجات فنية: قطع حلي، وزينة، وأثاث، وأحذية». ومن هذه التصاميم الجناح المتنقل الذي حققته لدار «شانيل» وصار من مقتنيات معهد العالم العربي.