تشكيلي سعودي ينهي عزلته بعد 20 عاما بمعرض يضم 48 لوحة بورتريه

آخر مشاركاته كانت في بداية تسعينات القرن الماضي

يتطلع طلال مؤمنة إلى البدء في خوض تجربة الأشكال الأخرى للفن التشكيلي («الشرق الأوسط»)
TT

أطلق التشكيلي السعودي طلال مؤمنة أول معارضه الشخصية بعد توقف امتد لعشرين عاما أمضاها في الاحتفاظ بنتاجه الفني داخل أروقة مرسمه في منزله، واستعرض نحو 48 لوحة بورتريه، وهو الطراز التشكيلي الطاغي على مجمل لوحاته، أمام نحو مائتي زائر. أطلق عليه اسم «الأطلال».

وفور الدخول إلى صالة «سيزان» الواقعة في حي الحمراء بجدة (غرب السعودية)، التي أقيم فيها المعرض الشخصي عند انطلاقه قبل أسبوع، عرض مؤمنة أربع لوحات على يمين ويسار المدخل في الدور الأرضي صغير المساحة، وما إن تسير قليلا حتى تجد لوحة جدارية تتضمن مقالات وقصصا إخبارية تتعلق به، صادرة عن عدد من الصحف السعودية التي طُبعت في فترة تعود إلى تسعينات القرن الماضي، إلى جانب قصاصات أخرى نشرت عنه مؤخرا. أما الطابق العلوي، وهو الصالة الفعلية للمعرض، فتقع على مساحة مائتي متر مربع تقريبا.

وتقول سحر الغامدي، وهي طالبة تدرس في جامعة الملك عبد العزيز، إن لوحات «مؤمنة» حملت جرأة في الاختيار الدقيق للفنان، إذ تمركزت أفكار التشكيلي على الإيحاء المفرط، والواقعية المحضة. وتضيف: «الجميل أن كل اللوحات تعرض للمرة الأولى، وهي فرصة للتعرف على شكل فني منفرد، ولمسة إضافية للتشكيليين في جدة»، وتضيف: «كانت صدفة أن التقيت إحدى الصديقات، التي أكدت حضورها المعرض»، لكنها لم تخفِ ترددها في الحضور بداية الأمر. وعللت: «ربما الأسماء غير المعروفة أحيانا لا تعطي دافعا كبيرا للحضور، لكنني تيقنت بأن حضوري بات ذا فائدة، بل سأرسل رسالة إلى صديقاتي لأخبرهن عن المعرض واللوحات قبل أن ينتهي».

وقبل بداية الشروع في قصة تنظيم المعرض الأول في حياته، أفصح طلال مؤمنة لـ«الشرق الأوسط» عن سبب عزوفه عن التفكير في التدشين، إذ لمح إلى احتمال عدم تقبل الجهات الرقابية لبعض ما يرسم، عازيا ذلك إلى السابق. يقول: «كنت متحفظا في البداية حتى لا أتصادم مع الرقيب، لكنني وجدته أكثر استيعابا مما توقعت».

أما قصة البدء في المعرض فقد اختصر مؤمنة السرد قائلا: «بدأت الفكرة بإيعاز الدكتور جميل مغربي أستاذ اللغة العربية في جامعة الملك عبد العزيز، الذي اقترح علي بعد زيارة في أحد الأيام إلى مرسمي المنزلي: لماذا تحتفظ بهذه اللوحات؟ بإمكانك أن تدشن معرضك الخاص. رحبت جمعية الثقافة والفنون بالفكرة، ودأبت في التحضير لمدة شهرين».

أمام ذلك، يشير مؤمنة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عمله في شركة الخطوط الجوية العربية السعودية ساعده في تنمية أدواته ومهارته، لا سيما أنه كان كثير السفر خلال فترة عمله منسق علاقات حكومية في شركة الخطوط السعودية.

ويضيف: «تربطني بعملي علاقة حميمة، إذ زرت معظم المدن الأوروبية العريقة باستثناء باريس، وبعض المدن الأميركية. كنت ألتقي الرسامين العرب، خصوصا العراقيين والجزائريين إلى جانب الأوروبيين والهنود، أشاركهم النقاش وأفتش عن مزاياهم حتى توصلت إلى أسلوبي الخاص، وألواني الشخصية».

وعن الجديد، يتطلع طلال مؤمنة إلى البدء في خوض تجربة الأشكال الأخرى للفن التشكيلي. يقول: «سواء بالتجريد أو التطبيع أو التكوين، الشروع في هذه الأنماط يعطي مزيدا من الحرية للفنان في وضع جميع بصماته على العمل الفني».