نجوم مصر وسورية والخليج يطلقون مهرجان أبوظبي السينمائي

افتتح بعرض «أوكورديون» آخر أعمال المخرج الإيراني جعفر بناهي

TT

تواصلت أمس الجمعة فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان أبوظبي السينمائي، الذي قدم لجمهوره العرض العالمي الأول للفيلم الهندي المرتقب «أوتوغراف» للمخرج سيرجيت موكيرجي.

يمثل فيلم «أوتوغراف» التجربة الإخراجية الأولى للمخرج سيرجيت موكيرجي، وعرض ضمن قسم العروض العالمية الذي يخصصه المهرجان لعرض أهم الأفلام الروائية الطويلة من العالم. وهو من بطولة الممثلة الشهيرة ناندانا سين، والممثل البنغالي المحبوب بروسينجيت تشاترجي، والوجه الجديد الصاعد في ما يعرف بالسينما الموازية اندرانيل سينغوبتا. وتدور قصة «أوتوغراف» حول حياة كل من نجم سينمائي ومخرج شاب وممثلة مسرحية يجتمعون لصناعة فيلم، وتغيرهم هذه التجربة للأبد. وحضر أبطال الفيلم سن وتشاترجي وموكيرجي إلى أبوظبي لتقديم العرض العالمي الأول للفيلم لجمهور المهرجان وضيوفه.

وفي هذا الإطار علق المدير التنفيذي للمهرجان بيتر سكارلت بقوله «يسعدنا الترحيب بهذا الفيلم الجديد ضمن مجموعة أفلام المهرجان، ونتطلع إلى أن نقدم للجمهور المحلي المنجز الأول للمخرج الموهوب الذي تميز باختياراته للممثلين والمواد السينمائية. وإنه لمن دواعي سرورنا أن نشهد أبوظبي وهي تغدو الميناء الموثوق الأول لإطلاق الأفلام الهندية عالميا».

يدنو الفيلم بأسلوب آسر عميق الأفكار من ثقافة المشاهير ومطبات عالم السينما، ليخبرنا «أوتوغراف» بقصة مخرج شاب أتاح له الحظ الفوز بفرصة للعمل مع حامل لقب نجم توليوود (كما يشار إلى السينما البنغالية عادة)، وفكرته المستهجنة عن صنع فيلم حول نجم سينمائي متأثر بفيلمين من كلاسيكيات السينما، وهما فيلم «البطل» (1966) للمخرج ساتجيت راي، و«التوت البري» (1957) للمخرج إنغمار بريغمان.

بعد اختيار ممثلة مشهورة للعمل، يباشر الثلاثي رحلة من الاضطرابات العاطفية والمهنية خلال مسار الفيلم؛ لنشهد أحداث فيلم داخل فيلم، ولتدور الأحداث في شقين متوازيين تضيع فيهما الحدود الفاصلة بين الواقع وعالم توليوود السينمائي الزائف. ويتشابك المساران لتتقافز القصة بين الأحداث السينمائية والحقيقية، بينما يتتبع أحد المسارين العلاقة غير التقليدية التي تتكون بين النجم وصحافية، إضافة إلى التفاصيل الأخرى للمثلث العاطفي الذي يجمع المخرج بالممثلة والنجم الشهير.

وشهد اليوم الثاني للمهرجان بداية برنامجه الجديد «الجلسات الحوارية المباشرة بين الجمهور والنجوم»، بجلسة حوارية مع النجم الإنجليزي كليف أوين، تلتها جلسة حوارية أخرى مع النجم المصري يحيى الفخراني والنجمة المصرية يسرا.

وقد بدأ المهرجان مساء أول من أمس الخميس، وسط حضور كبير لنجوم السينما العربية والغربية. وافتتح الحدث بعرض للفيلم الإيراني القصير «أوكورديون» وهو آخر أعمال المخرج الإيراني المعروف جعفر بناهي، الذي تعرض للسجن العام الماضي، ويعاني حاليا من منعه من السفر.

وقالت اللجنة المنظمة للمهرجان إن عرض هذا الفيلم «جاء كجزء من مشروع دولي لدعم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكبادرة من أبوظبي لدعم أهمية التعبير الحر والأفكار المنفتحة».

وسبقت هذا العرض مراسم المرور على السجادة الحمراء التي استقبلت النجم الأميركي أدريان برودي الذي تميز في فيلم رومان بولانسكي المتوج بالأوسكارات، والنجم الإنجليزي كليف أوين الحاضر بقوة في السينما العالمية، مثل دوره في فيلم «أبناء الرجال».

ومن العالم العربي مر على السجادة الحمراء الفنانون يحيى الفخراني ويسرا وخالد أبو النجا وسلاف فواخرجي ورشيد عساف وسمية الخشاب وسوزان نجم الدين ولبلبة ومصطفى شعبان.

ومن نجوم الخليج خالد البراكي وداود حسين وعبد المحسن النمر وعمار الخواجة ومحمد المنصور وهدى حسين وحبيب غلوم.

واختير الفيلم الأميركي «سكريتيرييت»، بطولة جون مالكوفيتش وديان لاين، ليكون الفيلم الرئيسي للافتتاح، ويقدم قدم قصة مرتبطة بالخيول وسباقاتها، وهو مستوحى من قصة حقيقية عن الحصان الذي لا تزال الأرقام القياسية التي حققها حاضرة في أذهان الكثيرين من مربي الخيول.

وعلى مدار 10 أيام يعرض المهرجان 172 فيلما من 43 دولة، تتضمن 32 عرضا عالميا أول، و26 عرضا دوليا أول.

يشار إلى أن مهرجان أبوظبي السينمائي كان يحمل اسم «مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي»، وانطلقت دورته الأولى عام 2007، ويهدف إلى «المساعدة على إيجاد ثقافة سينمائية حيوية في أرجاء منطقة الشرق الأوسط».

ويلتزم المهرجان بعرض الأعمال الجديدة والمميزة لصناع السينما العرب لتشارك في المسابقة إلى جانب أعمال كبار المخرجين في عالم السينما، ليقدم بذلك إلى الجماهير المتنوعة والمتحمسة لهذا الفن في أبوظبي وسيلة لتبادل الأفكار من خلال فن السينما، ويسلط الضوء على الأصوات الجديدة والجريئة في السينما العربية بما يتماشى مع دور أبوظبي كعاصمة ثقافية ناشئة في المنطقة، وليكون المهرجان بقعة في هذا العالم لاكتشاف وقياس نبض السينما العربية الحالية.