معرض تشكيلي في الرباط يركز على «الشحابة والقتامة»

الفنان بوسيف طنان: اللوحة شكل من أشكال الاحتجاج

TT

الشحابة والقتامة، هي ما يمكن أن ينطبع في ذهن زوار معرض الفنان التشكيلي بوسيف طنان، الذي يعرض حاليا في بهو «مسرح محمد الخامس» في الرباط. أعمال صيغت بأسلوب طفولي تعتمد الألوان الأساسية أو الكلاسيكية القريبة من اللون الواقعي وفق أشكال تقترب في تقديم ملامح شخوصها من فن الكاريكاتور.

حاول طنان أن يقدمها في معرضه بأسلوب عفوي، بورتريهات لوجوه إنسانية، قرر الفنان ألا يكون تجاهها محايدا، بقدر ما سعى إلى أن يقدمها كحالة فكرية ونفسية تتسم بالانشطار والتعدد باعتماد الوجه المتعدد والثنائي داخل اللوحة الواحدة، كتعبير عن الانشطار والتمزق في مجتمع استهلاكي.

لوحاته اعتمدت منهجية تشكيلية معروفة وهي اللصق والرسوم داخل الرسم الأساسي للكشف عن أهمية العلاقات الوثيقة بين المجال الاقتصادي والمجال التشكيلي، بتوظيفه للمواد والخدمات الأكثر استهلاكا بالمجتمع في لوحاته التشكيلية، وضمنها السجائر، بطاقات التعبئة وألعاب الحظ.

يقول الفنان بوسيف طنان لـ«الشرق الأوسط»: «الموضوع الذي أتحدث عنه من خلال هذا المعرض، يتعلق بثقافة الاستهلاك وما تمارسه علينا يوميا من خذلان، تعكس استلابا حقيقيا لأرواحنا وقوانا الذاتية وتجعلنا أسرى، واللوحة هي شكل من أشكال الاحتجاج، ومن واجبي أن أنبه الناس إلى الدفاع عن حقوقهم وحقوق الآخرين لهذا جاءت لوحاتي قاتمة تعكس دراما المجتمع المغربي السوداء»، على حد قوله. إلى جانب التشكيل، يتمتع طنان بحضور في مجال الكتابة المسرحية إلى جانب الشعر والقصة القصيرة، وقد راكم تجربة مهمة في التمثيل المسرحي والسينما والتلفزيون، كما اشتغل في عدد من الأفلام المغربية، وجاء إلى التشكيل اعتمادا على تجربته في مجال السينوغرافيا التي وفرت له التعامل مع جميع المواد من حديد، جبس، طين، صباغة وغيرها، فهو من خريجي الفوج الثاني للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي في الرباط، ويمارس التدريس الآن في المعهد العالي للفنون الدرامية في العاصمة المغربية.