عرض سعودي ينتزع إعجاب الجمهور في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي

«مجرد علامة استفهام لا أكثر» يعزف على لغة الجسد

العرض المسرحي «مجرد علامة استفهام لا أكثر» يعتمد على إيقاع الجسد والتعبير الحركي من خلال لغة غير مألوفة
TT

انتزع العرض السعودي «مجرد علامة استفهام لا أكثر» إعجاب الجمهور والنقاد، في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثانية والعشرين.

أقيم العرض مساء أمس بالمسرح العائم على نيل القاهرة، وحضره سفير خادم الحرمين الشريفين في القاهرة هشام الناظر، والدكتور أشرف زكي، نقيب الممثلين المصريين، وعدد كبير من الفنانين السعوديين والمصريين، وأفراد من الجالية السعودية في القاهرة.

لعب العرض على لغة الجسد في إطار تيمة مسرحية تمتزج فيها خيوط من فنون الباليه، وفنون الاستعراض، كما لعبت عناصر السينوغرافيا دورا في إبراز مهارات الممثلين، والإحساس بعمق الفضاء المسرحي من زوايا كثيرة.

وبحسب مخرج العرض عقيل الخميس، لـ«الشرق الأوسط»، فإن العرض يتحدث عن الإنسان مجردا من هويته، كما يطرح الكثير من التساؤلات حول حرية الإنسان وصراعه مع نفسه ومع الآخرين.

وأضاف الخميس، أن العرض يطرح كذلك الكثير من الرموز التي تحمل دلالات موحية مثل الباب والتفاحة، قائلا: «يتناول العرض 3 مراحل يمر بها الإنسان، الأولى هي ثورة الفكر والشك، وتمثلها تفاحة حمراء اللون، والثانية مرحلة الزيف والخداع والكذب، وتمثلها تفاحة صفراء اللون، ثم تأتي المرحلة الثالثة، وهي انتظار الأمل بعد أن تورط الإنسان بأفعاله، وتمثلها تفاحة خضراء اللون». وحول الرؤية الإخراجية للمسرحية، أوضح المخرج أنها «تنتمي إلى المدرسة الأوروبية، التي أفضلها، حيث تعتمد على إيقاع الجسد والتعبير الحركي، وحاولت الابتكار في هذا السياق عبر لغة غير مألوفة لحضور الجسد على خشبة المسرح، يمكن للمتلقي التواصل معها وفهمها بشكل بسيط بعيدا عن التعقيد، إلى جانب توصيل رسالة لكل إنسان مجرد من هويته الدينية أو العرقية».

وأشار الخميس إلى أنه استخدم تقنيات «المسرح الفقير» بشكل متعمد، ليعبر عن الإنسان في مرحلة بدايته، كما أن الموسيقى جاءت مبتكرة للتوافق مع رسالة العرض. مبينا أن المسرح السعودي قادر على المنافسة والارتقاء لما يشهده الآن من حالة مسرحية نشطة، وبعد أن بدأ الشباب في البحث عن مدارس جديدة.

أما كميل العلي، أحد أبطال العرض، فأعرب عن سعادته وسعادة باقي أبطال العرض بحضور السفير السعودي في القاهرة لمسرحيتهم وإعجابه بها، وإشادته بهم بعد نهاية العرض بأنهم وجهة مشرفة للمملكة، كاشفا أنه لم يكن يتوقع هذا الاستقبال من الجمهورين المصري والسعودي، للعرض المسرحي، ومبديا رغبته في المشاركة مرة أخرى في فعاليات المهرجان خلال الدورات المقبلة.

بينما أوضح زكي الدبيس، رئيس الوفد السعودي المشارك في المهرجان مقرر لجنة المسرح، أن المشاركة في المهرجان جاءت حرصا على الاحتكاك بثقافات أخرى وتبادل الخبرات وتمثيل المملكة خير تمثيل في المحافل الثقافية الدولية، مما يعمل على رفع مستوى الكفاءات المسرحية الفنية من ممثلين وفنيين، نتيجة هذا الاحتكاك، وأن اختيار عرض «مجرد علامة استفهام لا أكثر» تحديدا للمشاركة في المهرجان هذا العام جاء تقديرا لتميزه كتابة وإخراجا.

فيما يرى الفنان علي السبع، الرئيس الفخري للوفد السعودي، أن المشاركة في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي تعطي رسالة للفنانين الشباب بالمملكة، «فحواها اثبت وجودك لكي نعترف بك»، كما أن المشاركة تعد شرفا في حد ذاتها، بعيدا عن حصد الجوائز من عدمه، مبينا تحمسه لشباب الفنانين السعوديين الذين يعتبرهم امتدادا لأجيال سابقة من الفنانين، استطاعت إثبات وجودها على مدار سنوات طويلة، متمنيا أن يشهد المهرجان في دورته المقبلة مشاركات سعودية أكثر.

من جانبه أشار الدكتور أشرف زكي، نقيب الممثلين المصريين، إلى أن عرض «مجرد علامة استفهام لا أكثر» كشف عن وجود مواهب وأجيال ممتازة من الفنانين الشباب في المملكة العربية السعودية، وهو ما يؤكد أن المسرح السعودي يشهد حالة طفرة ونقلة فنية كبيرة، لافتا إلى إعجابه بالتقنيات الفنية المبتكرة التي اعتمد عليها العرض بما عمل على إيصال رسالته.

يذكر أن مسرحية «مجرد علامة استفهام لا أكثر» حازت في مسابقة مسرح الدمام للعروض القصيرة، التي أقيمت في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي جوائز أفضل سينوغرافيا وأفضل ممثل ثالث، وأفضل عرض متكامل وشهادة تميز كأفضل نص، وتأتي مشاركتها في فعاليات المهرجان العام الحالي ضمن المسابقة الرسمية التي تضم 59 فرقة مسرحية تمثل 47 دولة.