العاهل المغربي يفتتح معرض الفرس بالجديدة في دورته الثالثة

الحرس الفرنسي ضيف شرف.. واحتفاء خاص بالحصان العربي ــ البربري

الملك محمد السادس يتابع عرضا للفروسية خلال افتتاح معرض الفرس بالجديدة (تصوير: لين ماب)
TT

ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس أول من أمس حفل افتتاح الدورة الثالثة للمعرض الدولي للفروسية بالجديدة، الذي يشارك فيه 700 حصان من 20 دولة.

وقدمت 17 فرقة خيالة، تمثل مناطق المغرب الـ16 بالإضافة إلى فرقة تمثل المغاربة المهاجرين، خلال حفل الافتتاح عروضا في فن «التبوريدة» المغربي. كما شاركت في الحفل عدة فرق فنية من أوروبا والمغرب.

وشاركت فرنسا، التي حلت هذه السنة ضيف شرف على المعرض، بعروض فنية لخيالة الحرس الجمهوري، التي تشارك لأول مرة في معرض للفروسية خارج فرنسا. ويضم فريق الخيالة التابع للحرس الجمهوري الفرنسي 36 فرسا، بقيادة الجنرال فيليب شنايدر، قائد الحرس الجمهوري الفرنسي. وقال الجنرال شنايدر لـ«الشرق الأوسط» إن مشاركة الحرس الجمهوري الفرنسي تندرج في إطار برنامج التعاون المغربي الفرنسي. وأضاف «هناك تبادل دائم للتجارب والزيارات وتعاون وثيق بيننا، لذلك فنحن مسرورون بهذه المشاركة، وبتشريفنا بتقديم عرض افتتاحي أمام الملك».

وحول نوعية الخيول الفرنسية المشاركة، قال شنايدر «مند قرون والحرس الجمهوري الفرنسي يعتمد على خيول من أصل نورماندي، وهي تتميز بارتفاعها ومتانتها وقدرتها على حمل الدروع الحديدية التي كانت تصل في القرون الوسطى إلى 150 كيلوغراما». وأضاف شنايدر أن الخيول النورماندية تختلف عن الخيول المغربية المعروفة برشاقتها وقصر قامتها مقارنة مع الخيول النورماندية. وقال «هناك اختلاف كبير، فالخيول المغربية مؤهلة أكثر للسفر الطويل والاستعمال في أعمال صعبة كمهام الإنقاذ في المناطق الجبلية والنائية. وهذه الأعمال لا يمكن للخيول النورماندية القيام بها، فهي أقل سرعة ولا تتحمل الأسفار الطويلة والشاقة. وفي المقابل فإن الخيول المغربية، ذات الأصل المخضرم العربي - البربري، لا يمكن تدريبها على العروض الفنية الكلاسيكية التي تؤديها الخيول النورماندية. ويمكن أن تلاحظوا كيف أن العروض التي يؤديها الفرسان المغاربة خلال (التبوريدة) يكون فيها الفارس واقفا، بخلاف عروض خيالة الحرس الجمهوري التي تؤدى بالكامل في وضعية الجلوس. لذلك فإن الحرس الفرنسي دأب على شراء خيوله من شمال فرنسا، حيث يهيمن العرق النورماندي، وليس من جنوبها حيث توجد أفراس قريبة من الصنف المغربي».

ويشارك في المعرض هذه السنة 700 حصان من 20 دولة، ضمنها 80 فرسا عربيا أصيلا من أوروبا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية.

وقال الحبيب مرزاق، مدير المعرض، إن هذه الدورة تتميز بتنظيم الكثير من المسابقات، منها مسابقة للقفز على الحواجز من صنف 3 نجوم، ومسابقة خاصة بالفرس العربي الأصيل، وأخرى بالفرس المغربي العربي - البربري. ويضيف مرزاق، وهو رئيس فرقة خيالة دكالة، أن هدف المعرض الدولي للفروسية في الجديدة هو تشجيع تربية الخيول والصناعات والحرف المتعلقة بها في المغرب وتطويرها، مع الانفتاح على العالم في هذا المجال.

وأضاف أن تربية الخيول تقليد عريق في كل المناطق المغربية، غير أن منطقة دكالة تعتبر من أكثر المناطق اهتماما بالخيول، لذلك تم اختيار مدينة الجديدة التي تعتبر عاصمة هذه المنطقة لاحتضان المعرض.

وقال مرزاق «يضم المغرب نحو 160 ألف حصان، 95 في المائة منها ذات الأصل المغربي، الناتج عن مسار طويل من التزاوج بين الحصان العربي والحصان البربري، وذلك منذ دخول الإسلام إلى المغرب. وقد اخترنا هذه السنة الاحتفاء بالحصان المغربي».