غادة شبير تشعل الدفء في ليالي سراييفو

الفنانة اللبنانية تغنت في البوسنة: يا زمان الوصل بالأندلس

TT

أشعلت الفنانة اللبنانية غادة شبير مساء أول من أمس الدفء في ليلة باردة من ليالي سراييفو وهي تنتقل بين المقامات الشرقية تردد من عاصمة البوسنة والهرسك «يا زمان الوصل بالأندلس». ووسط حضور كثيف راحت شبير تداعب مخيلة الجمهور بكلمات عنترة بن شداد:

لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا وجاء الحفل الساهر ضمن احتفالية مؤسسة «عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري» في دورة خليل مطران وماك دزدار.

ولجت الفنانة اللبنانية غادة شبير، التي ينظر لها الكثيرون على أنها تتمتع بمواصفات الصوت الملائكي الذي يضعها كوريثة لفيروز، عالم الموسيقى الشرقية من خلال البحث والدراسة واستخدام الموهبة، والاعتماد على الغناء الكلاسيكي، ومن خلال الإنشاد الديني وتقديم الترانيم، والموشحات.

وبدأت شبير بأداء الألحان السريانية القديمة ويمتاز صوت غادة شبير بالدفء الذي يجعله جديرا بتمثيل المقامات المتنوعة، وبالإضافة لصوتها شديد الصلة بصوت مواطنتها فيروز، فإنها على وعي تام بأصول الموسيقى الشرقية، وفن الموشحات، ولديها جمهور خاص ينتشر في العالم من عشاق الفن الكلاسيكي.

وحاز ألبومها «موشحات» على جائزة الـ«بي بي سي» عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2007. ويتضمن هذا الألبوم 16 موشحا يمثل جمالية غنائية وموسيقية متميزة.

وهي تمضي بعيدا نحو فن الموشحات الأندلسية، وصولا لـ«موال ولادة» من ألحانها، ومن شعر ابن زيدون الذي خص به ولادة بنت المستكفي.

وفي مساء سراييفو، أشعلت شبير الحفل، الذي اكتظ بمئات المثقفين العرب والبوسنيين على السواء، بمجموعة من الأغنيات الكلاسيكية بمرافقة فرقتها الموسيقية التي تضم عددا من الفنانين بآلات التخت الشرقي التقليدي: العود، القانون، الكمان، الناي، الرق. وغنت شبير مقطوعات لعمالقة الشعر العربي، بدءا من موشحات ابن زيدون، ومرورا بأحمد شوقي وجبران خليل جبران، وانتهاء بالشاعر عبد العزيز سعود البابطين، كما أدت ألحانا لمحمد عبد الوهاب، ومحمد القصبجي، والأخوين رحباني ونجيب حنكش.