«تعرفوا على خالد».. عنوان اختاره القائمون على معرض الملك خالد. ودلالة العنوان تتحقق في المعروضات التي تشكل طوافا في تفاصيل حياة الملك الراحل، عبر مراحل عمره، وسنين حكمه.
المعرض الذي افتتحه الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، في محافظة جدة قبل أسبوعين، وأعلن المنظمون، أمس، لـ«الشرق الأوسط» ارتفاع عدد زواره إلى 15 ألف زائر، حمل في طياته تفاصيل دقيقة عن حياة الملك خالد من خلال 7 قاعات، تمثل السنوات التي قضاها ملكا للمملكة العربية السعودية، وتستعرض أبرز الإنجازات التي تمت في عهده، وتسلط الضوء على بعض فترات حياته الخاصة والعامة.
ويحتوي المعرض على لمحات من تاريخ ملك استطاع أن يسجل اسمه في سجل الخالدين، وأن يرسي لشعبه بنية اقتصادية واجتماعية وثقافية راسخة، يجني ثمارها جيلا بعد جيل.
وفاء لذكراه العطرة جاء المعرض الذي يعد فرصة لمن لم يعاصروه، بحسب القائمين على المعرض، وهم يشكلون نسبة كبيرة من المواطنين، ليتعرفوا عن قرب على مآثر الملك الراحل الذي ترك بصمة خالدة في تاريخ بلاده.
الأمير بندر بن خالد بن عبد العزيز، أوضح أن المعرض يهدف إلى إلقاء الضوء على جوانب من سيرة الملك خالد بن عبد العزيز، وشخصيته وإنجازاته الكبرى، التي تحققت في سنوات حكمه السبع، حيث لعب دورا كبيرا على المسرحين السياسي والاقتصادي في المنطقة. وأكد أن المعرض بقاعاته السبع، التي رصدت أبرز محطات الملك خالد، يستهدف جميع المواطنين والمقيمين والإخوة زوار المنطقة من جميع الدول العربية والإسلامية، وستكون زيارته متاحة للجميع لمدة شهر كامل، بعدها سيتم نقله إلى مدينة الرياض كمحطة رابعة ضمن أنشطة المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية).
المتجول في المعرض سيشاهد حياة الملك خالد الخاصة، بداية من مكتبه، حيث وضع كرسيه ونظارته ومكتبته الخاصة التي احتوت على بعض الكتب التي كان يحرص الملك خالد على قراءتها، مثل كتاب «تحرير المرأة في عصر الرسالة» وكتاب رحلات العرب و«ديوان الخط العربي». وتبين بعض الكتب هوايات الملك خالد في الصيد والقنص، حيث تم رصد بعض الرحلات فوتوغرافيا، ووضعت في المعرض بعض المعدات التي كان يستخدمها الملك خالد في رحلاته البرية.
ورصد المعرض في أحد جوانبه أبرز إنجازات الملك خالد وزياراته الدولية ولقائه بعض رؤساء وملوك العالم والهدايا والأوسمة التي حصل عليها خلال تلك الزيارات من رؤساء أميركا ودول مجلس التعاون والدول الأوروبية والعربية.
كما قدم المعرض الجانب الخاص من حياة الملك خالد في ملبسه وصلاته وأدواته التي كان يستخدمها، وفي عمله وحتى في زيارته الصحية، فحملت وثيقة من الوثائق إحدى الوصفات الطبية من أحد الأطباء، وأوعية الوضوء التي رسمت صورة الملك المتواضع.
والزائر للمعرض أشبه بزائر لحقبة من تاريخ الإنجاز السعودي وحياة الملوك الخاصة التي لا يختلف عليها اثنان. إن عهد الملك خالد كان عهد الإنجازات الكبيرة والخير العميم على جميع أبناء الوطن في المناطق كافة.
القاعة الأولى للمعرض خصصت للتعريف بالملك خالد بصفته رجل الدولة وقائد بلاده، وتبرز الأحداث العالمية والزيارات الدولية للملك خالد والهدايا والأوسمة التي حصل عليها.
بينما تبين القاعة الثانية أهم المواقف التي اتخذها الملك خالد تجاه أهم الأحداث الإقليمية ودوافعه لاتخاذ أهم القرارات، مع التركيز على الأحداث الإقليمية والعالمية ومواقفه منها. كما تظهر القاعة اهتمامات الملك خالد العالمية وعلاقة ذلك بالمملكة بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأوجزت القاعة الثالثة كرم الملك خالد مع مواطنيه وتعامله معهم والمآثر المهمة والمواقف التي مر بها مع أبنائه ورحلاته، بينما روت القاعة الرابعة هوايات الملك خالد في الفروسية والرحلات البرية والقنص، فيشاهد الزائر صوره والمعدات التي كان يستخدمها.
وقدم المعرض في قاعته الخامسة علاقة الملك مع أبنائه وأحفاده وإخوته وأصدقائه وجيرانه قبل وبعد توليه الحكم. وفي القاعة السادسة بينت المعروضات مدى تعلق الملك خالد بربه وبيوت الله والتزامه بتعاليم دينه وأهم المشاريع الدينية في عهده، مثل مشاريع التوسعة والجمرات، وتلك التي تخص الحج بشكل عام. بينما قدمت القاعة السابعة أهم المشاريع الاقتصادية وتدشين المشاريع الكبرى في البلاد إبان فترة حكمه والطفرة الكبيرة التي شهدتها المملكة في جميع جوانب الحياة، وقدمت كذلك المشاريع العملاقة ونموذجا خاصا لباب الكعبة المشرفة الحالي الذي أمر الملك خالد ببنائه من الذهب الخالص.