تنظم شبكة المراكز الثقافية الفرنسية لقاءات خاصة في المغرب احتفاء بالذكرى السنوية الخمسينية لرحيل الأديب الفرنسي الشهير ألبير كامو عبر مجموعة من الأنشطة الثقافية التي تنظم، خلال هذا الشهر والشهر المقبل، تكريما لروح كاتب مبدع حائز على جائزة نوبل للآداب لعام 1957.
وتنظم مجموعة من الندوات والمعارض والحفلات، إضافة إلى قراءات في كتب الكاتب بحضور مثقفين وفنانين وإعلاميين فرنسيين منهم جون دانييل الكاتب الفرنسي ومدير تحرير «لوبسيرفاتور» الذي سيشارك في ندوة حول الموضوع في المعاهد الفرنسية بكل من الرباط والدار البيضاء وطنجة.
وفي المعهد الفرنسي بالرباط ستقرأ الفنانة الكوميدية صوفيا هادي أجزاء من أشهر كتب ألبير كامو وهي «الطاعون» و«الغريب» و«كاليجولا» و«المنفى والمملكة». كما سينظم جوزي لينزيني معرضا بمكتبة المعهد الفرنسي في الرباط ابتداء من 25 من الشهر الحالي حتى الحادي عشر من الشهر المقبل، ومعرضا آخر بفضاء «بالزاك» بالمعهد الفرنسي في القنيطرة ويضم 14 لوحة حول حياة وكتابات هذا المفكر.
وستقام كذلك بالمعهد نفسه طاولة مستديرة حول موضوع «كامو، حياته، إبداعاته» بمشاركة جوزي لينزيني ومصطفى الطرابلسي ومانفرد ستاسن، بالإضافة إلى مسابقات وحفلات.
يعتبر كامو ثاني أصغر حاصل على جائزة نوبل للآداب (بعد روديارد كيبلينج) حيث إنه يعتبر أول كاتب مولود في أفريقيا يحصل على الجائزة عام 1957. كما أنه أقصر عمرا من أي حائز على جائزة نوبل للآداب حتى الآن، وهو كاتب صحافي وروائي وكاتب مسرحي وممثل ومخرج. ولد كامو في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 1913 في مدينة درعان في الجزائر، لعائلة من العائلات الفرنسية التي كانت مستوطنة في الجزائر. والدته من أصول إسبانية، وكانت نصف صماء. أما والده لوسيان، الذي كان عاملا زراعيا فقيرا من أصول ألزاسية، فمات في معركة مارن الأولى عام 1914 خلال الحرب العالمية الأولى. عاش كامو في ظروف سيئة خلال طفولته في قسم بلكور من مدينة الجزائر. وفي عام 1923، تم قبوله في مدرسة الليسيه، ثم لاحقا في جامعة الجزائر. أصيب بمرض السل عام 1930، حيث توقف عن ممارسة كرة القدم (حيث كان حارس مرمى فريق الجامعة) مما أجبره على جعل دراسته هدفا جزءا من الوقت. وعمل في عدد من الوظائف، بما فيها وظيفة معلم خاص، وكاتب في تجارة بيع أجزاء السيارات، كما عمل لدى معهد الأرصاد الجوية. انتهى من ليسانس الفلسفة عام 1935، ثم نجح عام 1936 في تقديم أطروحته حول بلوتينوس المسماة «البلاتونية الجديدة والفكر المسيحي»، التي قدمها كأطروحة لدبلوم الدراسات العليا (أي ما يعادل أطروحة الماجستير) انضم كامو إلى الحزب الشيوعي الفرنسي في ربيع عام 1935، ووصف الحزب بأنه وسيلة «لمكافحة عدم المساواة بين الأوروبيين و(المواطنين) في الجزائر».