فنان مصري يسعى لدخول موسوعة غينيس بأطول لوحة عن التاريخ العربي

طولها 5 كيلومترات ويسهم في تنفيذها مئات الفنانين العرب

TT

في واحدة من التجارب الفنية المتميزة، يسعى الفنان الشاب إسلام المصري إلى دخول موسوعة غينيس العالمية بأطول لوحة في العالم؛ حيث سيبلغ طولها 5 آلاف متر تحت اسم «الأمة العربية». واللوحة توثق للتاريخ العربي بمراحله المختلفة، ويشارك فيها فنانون من كل الدول العربية، لتكون من الأعمال التي تهدف إلى الوحدة من خلال الفن.

«الشرق الأوسط» التقت الفنان إسلام المصري، من أجل التعرف عن قرب على تفاصيل المشروع وأهدافه. وأشار المصري إلى أنه يهوى الرسم منذ الصغر، وأن هذا نتج عن نشأته في أسرة فنية، فوالده هو الفنان التشكيلي نبيل المصري، كما أنه تعلم الفن على يد فنانين كبار، أثروا في تكوينه الفني وأثْروا موهبته وعملوا على تنميتها.

يقول المصري: «جاءت فكرة رسم أكبر لوحة في العالم من خلال حبي لقراءة التاريخ العربي والإسلامي، وافتخاري بحضارتنا العظيمة بكل أحداثها ومراحلها، فتاريخنا وحضارتنا غنيان جدا، ويحتاجان منا إلى الاهتمام بهما ودراستهما ومحاولة تقديمهما للعالم بشكل يناسب قيمتهما ومكانتهما».

ويضيف المصري: «وجدت أنه نادرا ما تكون هناك أحداث مصورة بالرسم في كتب التاريخ.. فتصوُّر المراحل والأحداث يكون متروكا لخيال القارئ، ومن هنا جاءتني فكرة تصوير التاريخ وتوثيقه بالرسم والصور في عمل فني يكون هو الأكبر من نوعه، ليناسب مكانة تاريخنا وحضارتنا وقيمتهما، ويعرضهما على العالم كله بشكل جديد».

ويضيف المصري: «إن الرسم واللوحات قادرة على جذب اهتمام الناس بشكل كبير، أكثر من وسائل أخرى؛ فالفن بكل أشكاله، سواء أكان فنا تشكيليا أم موسيقى أم سينما، قادر على توحيد الشعوب وجمعها، فكلها أدوات ووسائل لا بد أن تُستغل لجمع الشعوب وخلق التقارب فيما بينها، خاصة إن كانت تجمعها جذور وتراث ثقافي مشترك».

وبالنسبة لمشروع اللوحة، يشير المصري إلى أنه «سيكون هناك عشرات الآلاف من اللوحات والرسوم عن التاريخ العربي، تصور مراحله المختلفة بتسلسل الأحداث. والنتيجة ستكون أكبر عدد من اللوحات في العالم، ثم يتم توصيلها ببعضها على شكل بانوراما تصور التاريخ، لتكوين أكبر لوحة في العالم يبلغ طولها 5 آلاف متر وارتفاعها 7 أمتار، بمساحة إجمالية 35 ألف متر مربع.. وهو الحجم الأكبر في العالم لأية لوحة؛ لهذا أتمنى أن تدخل موسوعة غينيس».

وبحسب المصري، يشارك في المشروع فنانون من كل الدول العربية.. وحتى الآن، أكد 500 فنان مصري وعربي ما بين محترفين وهواة وطلبة بكليات الفنون الجميلة، موافقتهم على المشاركة. ويؤكد المصري أن «تنوع الفنانين سيثري اللوحة ويضيف إليها الكثير، وبالطبع هذا العدد قابل للزيادة».

وأوضح المصري أن جميع الفنانين المشاركين متحمسون جدا للمشروع، ويتمنون إنجاز عمل ضخم وناجح لتوثيق تاريخ الأمة العربية.. قائلا: «إن استجابة الفنانين كانت أكثر مما كنت أتوقع، وهذا دليل على أن الوحدة العربية حلم ما زال موجودا في الشعوب العربية كلها».

ولفت المصري إلى أن بعض الفنانين من الدول العربية سيقومون برسم اللوحات في بلادهم وإرسالها إلى القاهرة؛ حيث سيتم تجميعها ببعضها. وسيقوم الفنانون المصريون بالاشتراك في الرسم فرادى أو مجموعات؛ حيث توجد خطة تقسم العمل على المشاركين خلال جدول زمني محدد.. كما أن تنفيذ اللوحة سيتم بألوان الإكريليك على ألواح خشبية مقاومة لعوامل التعرية.

وعن الهدف من وراء تنفيذ اللوحة، يقول المصري: «نحن الآن في حاجة لإعادة كتابة تاريخ الأمة العربية، وعرض نقاط الضوء الكثيرة فيه، ودمج التاريخ العربي في النسيج العالمي، كما أننا بحاجة إلى السعي لعمل يوحد الأمة العربية، حتى لو كان لوحة».

وعن تمويل المشروع، يقول المصري: «بالطبع سيحتاج هذا المشروع تمويلا ضخما؛ حيث تصل التكلفة المتوقعة إلى نحو 4 ملايين دولار. ونسعى إلى الحصول على تمويل ودعم من رعاة للمشروع، ومن جهات مصرية وعربية تدرك قيمته وتسعى إلى المشاركة في دعمه. وحتى الآن أقوم بالإنفاق على المشروع من عائد بيع لوحاتي، والتي ارتفعت أسعارها بدرجة كبيرة بعد الإعلان عن تنفيذ أطول لوحة في العالم؛ حيث قدرت أسعار بعض اللوحات بأرقام تبدأ من 100 ألف دولار على يد بعض مثمني اللوحات في دبي».