علي فرزات يحول مقر مجلته «الدومري» إلى غاليري لفنون الكاريكاتور

رسام الكاريكاتور السوري أرسى أول تجربة لصالة عرض متخصصة في الكاريكاتور بسورية

رسام الكاريكاتور علي فرزات أمام عمل جديد له ضمه معرضه وصالته الجديدة
TT

احتفل فنان الكاريكاتور السوري المعروف علي فرزات، الأسبوع الماضي، بإطلاق أول صالة معارض متخصصة في فن الكاريكاتور فقط في سورية حيث قام بتحويل مبنى جريدته «الدومري» المغلقة منذ سنوات إلى غاليري ضم مجموعة كبيرة من أعماله الكاريكاتورية. وفاجأ فرزات الحشد الكبير من المدعوين برسوماته التي تخطت الأسلوب المعتاد إلى الرسم على قطع كبيرة من القماش أو سناسل وعلى تي شيرت وعلاقات مفاتيح صغيرة وفي أشكال جديدة ملونة أثارت انتباه الحاضرين.

الفنان علي فرزات أوضح لـ«الشرق الأوسط» الغاية والهدف من أعماله الجديدة ومعرضه الحالي وإطلاق صالته بخصوصيتها وتميزها قائلا: «أردت أن أقول من خلال أعمالي الجديدة والأسلوب الخاص إن الفن للناس والمجتمع وليس للنخبة وللصالونات. كان لدي مشروع سابق هو جريدة الدومري وتم إغلاقها ولذلك ارتأيت أن تكون هناك وسائل أخرى للتواصل مع الناس ولذلك وجدت أن افتتاح هذه الصالة سيؤدي لنفس الغرض الذي سعيت إليه من خلال الدومري». ويشير فرزات إلى أن الأعمال المعروضة «تشبه الناس وتحمل همومهم وآمالهم وطموحاتهم وآلامهم. عملت ولمدة سنة ونصف على تنفيذ هذا المشروع الذي أحتفي به حاليا وأطلقته من خلال هذا المعرض الذي لا يضم لوحات للعرض فقط بل يضم ما يسمى (الفن التطبيقي) حيث بدأت بتطبيقها على احتياجات الناس في المنازل والطرق وذلك من خلال البطاقات والقمصان التي يرتدونها وأكواب الشاي والقهوة والماء وكسناسل وإكسسوارات وحتى كستائر ومفارش طاولات». ويؤكد فرزات على أن الهدف من المشروع ليس تجاريا مطلقا ولكنه يشجع أيضا على فتح الحوارات بين الناس في البيوت «فبدلا من أن يتحدثوا عن قضايا استهلاكية يومية صار لديهم موضوع يتحدثون فيه يحمل هموم الناس، وبالتالي البيوت ستتحول إلى معارض فليس بالضرورة أن يأتي الناس إلى صالتي بل صارت منازلهم معرضا دائما لهذه الأعمال وبالألوان وليس فقط بالأبيض والأسود كما هو متعارف عليه في فن الكاريكاتور».

الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة السوري الذي حضر حفل افتتاح معرض وصالة الفنان فرزات قال لـ«الشرق الأوسط» حول هذه التجربة الجديدة للفنان فرزات: «هذه أول بادرة على ما أعتقد وهي خطوة للأمام وفيها تميز وفيها فرادة وأنا أشجع هذه المبادرات لأنها تضيف إلى المشهد الثقافي نكهة جديدة وأعتبرها بداية منعشة للفن السوري وهي خطوة مبتكرة وجميلة».

الدكتور حيدر يازجي رئيس اتحاد التشكيليين السوريين والذي حضر حفل افتتاح الصالة والمعرض قال معلقا: «في رأيي أننا نحن حاليا أمام ظاهرة جديدة والكاريكاتور موجود ولكن استطاع علي فرزات توجيهه باتجاه معين وتوصيله بسهولة للناس كما ساهم في تغيير النظرة لفن الكاريكاتور من أنه فن كوميدي فقدمه كتراجيديا ففي بعض اللوحات بمعرضه الحالي نرى فيها شيئا من الحزن يجعلنا نتفاعل مع الإنسان المظلوم الذي قدمه في لوحاته وألقى الضوء على همومه كما أنه يحول نظرنا ويركزه كمتفرجين إلى مشكلة يعاني منها هذا الإنسان لنفكر فيها، وأنا سعيد بافتتاح هذه الصالة التي أعتبرها وسيلة لإيصال الرسالة التي يريد توصيلها للناس والمجتمع وبتقديري هذه الصالة ستحتضن مستقبلا معارض نوعية قادمة».