المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر للتعليم تطلقان موقعا إلكترونيا لنشر آلاف الوثائق الخاصة بالخليج العربي

الشيخة موزة المسند: المشروع سيربط بين الشرق والغرب من خلال المعلومات والبحث

الشيخة موزة خلال زيارتها للمكتبة البريطانية (تصوير: حاتم عويضة)
TT

في اليوم الأخير لزيارتها للمملكة المتحدة أمس قامت الشيخة موزة المسند زوجة أمير قطر ورئيسة مؤسسة قطر للعلوم وتنمية المجتمع بالتوقيع على مذكرة تفاهم وإطلاق عدد من المشاريع الثقافية والعلمية، بالتعاون مع عدد من المؤسسات البريطانية العريقة مثل المكتبة البريطانية وجامعة «يو سي إل».

فمن خلال زيارتها لمقر المكتبة في لندن أمس قامت الشيخة موزة بتوقيع مذكرة تفاهم مع البارونة تيسا بلاكستون رئيسة مجلس إدارة المكتبة البريطانية، إيذانا بانطلاق مشروع عملاق لتوفير آلاف الوثائق التي تضمها المكتبة العريقة ووضعها تحت تصرف الدارسين والباحثين في العالم والخليج بصفة خاصة.

وتتضمن المذكرة ترجمة ورقمنة آلاف الوثائق مثل التقارير السياسية والخطابات والخرائط والمخطوطات التي ترجع إلى العصور الوسطى وتتعلق بتاريخ منطقة الخليج العربي. ومن المتوقع أن يضمن المشروع نشر تلك الوثائق باللغتين العربية والإنجليزية عبر موقعين يطلقان من الدوحة ولندن على الإنترنت، ملحقة بشروحات أكاديمية وتعليقات على محتواها. ويأمل القائمون على المشروع أن تنضم مؤسسات أخرى من أوروبا والخليج العربي للمشروع لاحقا.

ومن جانبها قالت الشيخة موزة المسند إن مؤسسة قطر تهدف إلى التعاون مع المكتبة البريطانية من أجل ضمان أن تكون المعلومات في متناول الجميع بدلا من أن تكون حكرا على الأكاديميين والباحثين، وذلك بغرض «تشجيع الجيل الجديد بشكل خاص على اكتشاف وتتبع تاريخهم».

وحسب ما قالته البارونة بلاكستون فإن المكتبة البريطانية تمتلك «كنزا وفيرا من المعلومات التي تتعلق بالخليج العربي والدور الإسلامي في نشر العلم في العالم». وحول بداية المشروع قالت د. سوزان ويتفيلد المديرة بالمكتبة، لـ«الشرق الأوسط»، إن الفكرة «بدأت عندما زارت الشيخة موزة المكتبة منذ سنوات وناقشت مع المسؤولين في المكتبة الكثير من الأفكار المتعلقة بالوثائق التي تملكها المكتبة بهدف جعلها متاحة للمهتمين والدارسين في منطقة الخليج العربي». وترى ويتفيلد أن المشروع الذي بدأ أولى خطواته التنفيذية أمس سيكون معينا للطلبة القطريين والعرب في لندن وغيرهم من المنطقة العربية.

الوثائق التي يتيحها المشروع تشمل فترة تاريخية ثرية تمتد من القرن الثامن عشر إلى أوائل القرن العشرين، التي جمعت كلها في مكتب شؤون الهند بلندن.

الوثائق كما تقول ويتفيلد تتراوح ما بين وثائق سياسية وتاريخية وتمتد إلى الوثائق الرسمية الحكومية وأخرى تتعلق بالشؤون الاجتماعية مثل التعليم والصحة.

وردا على سؤال حول المدى الزمني للمشروع ومتى سيكون باستطاعة الجمهور الاستفادة من المشروع عبر المواقع الإلكترونية الخاصة، قالت ويتفيلد: «نأمل أن نستطيع تقديم الجزء الأكبر من الوثائق خلال العامين القادمين لتكون في متناول الباحثين».

ومن المكتبة البريطانية كانت المحطة الثانية لزيارة الشيخة موزة في مقر الجمعية الملكية، حيث تم الإعلان عن افتتاح فرع لجامعة «يو سي إل» (يونيفرسيتي كوليدج لندن) في الدوحة لتكون بذلك أول جامعة بريطانية تفتتح حرما جامعيا لها في قطر. وقع الاتفاقية الشيخ الدكتور عبد الله بن علي آل ثاني، نائب الرئيس لشؤون التعليم بمؤسسة قطر والأستاذ مالكوم غرانت رئيس كلية لندن الجامعية.

ومن المتوقع أن يتمكن 150 طالبا كل عام من الدراسة في الجامعة التي تقدم الكثير من برامج البحث ودرجة الماجستير في الآثار والترميم ودراسات المتاحف.

ويعلق البروفسور مايكل وارتون في حديث لـ«الشرق الأوسط» حول المشروع بقوله: «نحن سعداء بالشراكة التي تمكننا من العمل معا في مجالات دراسة المتاحف والآثار، وإلى جانب المواد الدراسية سنقيم عدة ورش عمل بالتعاون مع هيئة المتاحف أيضا. وسيكون الافتتاح في شهر سبتمبر (أيلول) القادم، وهناك برامج تعاون مع هيئة متاحف قطر ستبدأ في ربيع 2011». وأضاف وارتون أن «فريق العمل في الجامعة يتكون من مجموعة من أساتذة الجامعة الذين سيتابعون عملهم في فرع الجامعة بقطر، ولكننا سنقوم بالتعاون مع أهم الخبراء من الجامعات في المدينة التعليمية من خلال مركز الأبحاث هناك».

وعن أول المشاريع التي ستحتضنها الجامعة يقول وارتون: «لدينا أربعة مشاريع أبحاث سنطلقها من قطر خلال العامين القادمين، منها مشروع حول العصر البرونزي في قطر ومصر، وآخر حول الحديد في العالم العربي، وسيتم نشر الأبحاث في قطر بدلا من أن تنشر من بريطانيا». كما يشير وارتون إلى أن الجامعة ستعمل بالتعاون مع المتاحف القطرية في مجالات الترميم والحفريات أيضا. ويتوقع الجانبان أن يكون المشروع جسرا يصل بين العالم العربي والغرب وأن يدعم الحوار حول التراث الثقافي.