أصل الإنسان.. من آسيا وليس من أفريقيا

العثور في أواسط ليبيا على متحجرات لقرود لا يوجد ما يشابهها

TT

قد يعيد العلماء رسم كل شجرة ظهور الإنسان ونشأته على الأرض بعد اكتشاف العلماء دلائل على أن أصول الرئيسيات، وهي فصيلة اللبائن التي تضم الإنسان والقرود، ونشأتها، ربما تعود إلى مواطن في قارة آسيا وليس في أفريقيا كما كان يعتقد حتى الآن.

ويأتي الاكتشاف الجديد عقب عثور العلماء على متحجرات يعود تاريخها إلى نحو 39 مليون سنة مضت لأربعة أنواع من القرود العليا الشبيهة بالإنسان التي تسمى «انثروبويد»، في الصحراء الأفريقية، وبالتحديد في منطقة دور الطلح في وسط ليبيا.

ولا تشابه هذه الحيوانات، أيا من مثيلاتها التي عثر عليها في أفريقيا التي يعود تاريخها إلى الفترة نفسها. ولذا يعتقد العلماء أنها أتت إليها من قارة أخرى! وحتى الآن اعتمدت النظريات العلمية على دلائل مفادها أن الإنسان ظهر في أفريقيا قبل ما يتراوح بين مليونين إلى 3 ملايين سنة. وكان آخر جد للإنسان وقرود الشمبانزي قد عاش قبل 5 إلى 7 ملايين سنة مضت. كما يعتقد أن الأجداد المشتركين بين الإنسان وفصيلة الرئيسات والقرود الأخرى قد نشأوا جميعهم في أفريقيا.

إلا أن الاكتشافات الجديدة ستغير هذه الاعتقادات. وقال الدكتور كريستوفر بيرد الباحث في متحف «كارينغي للعلوم الطبيعية» والمشرف على الدراسة التي نشرت في مجلة «نيتشر» العلمية: «إن كانت تصوراتنا الجديدة صحيحة، فإن استيطان قرود (انثروبويد) المبكر في أفريقيا، قد أضحى معلما حقيقيا لمسيرة تطور البشرية». وقد كانت أفريقيا جزيرة في العصور التي ظهرت فيها هذه الأنواع من القرود، ربما بعد عبورها المحتمل للبحر على متن الأشجار العائمة. ولأن تلك القرود أخذت تعيش من دون منافسة تذكر، فقد ازدهرت حياتها وتطورت وارتقت.. لكي تليها مرحلة نشوء الإنسان! وأضاف الباحث الأميركي: «لو لم تنجح تلك القرود في مهمتها في الانتقال من آسيا إلى أفريقيا.. لما ظهر الإنسان على وجه الأرض». وقد تعرف العلماء على متحجرات لأربعة قرود صغيرة يتراوح وزنها بين 4 و16 أونصة (الأونصة = 29 غم تقريبا). وتنحدر ثلاثة من المخلوقات من سلالات متميزة من الرئيسيات، الأمر الذي يعني أنها كانت تحيا وترتقي لفترة طويلة، من جد مشترك واحد. وقال العلماء إنه لا توجد أية دلائل على وجود مخلوقات مشابهة لها من الرئيسيات في أفريقيا قبل 39 مليون سنة مضت.

ويقول الباحثون إن العلم يقف الآن أمام حلين: إما وجود فجوة هائلة في سجلات المتحجرات المكتشفة في شمال أفريقيا؛ على الرغم من مرور مائة عام من حملات العلماء للتنقيب والبحث عن المتحجرات فيها. وإما أن هذه القرود العليا قد أتت في عصور مبكرة من مكان آخر غير أفريقيا. وقال بيرد إن «الظهور المفاجئ لمثل هذا التنوع من الأحياء، يفترض أن قرود (انثروبويد)، ربما جاءت لتستوطن أفريقيا من مناطق أخرى.. إننا نوجه أنظارنا الآن إلى قارة آسيا كموقع انطلاق القرود الأولى».