المصمم اللبناني إيلي كيروز يطلق مصممين لبنانيين شبابا

تدرب مع «ديور» و«شانيل» وتعاون مع «سوليدير» ليطلق «Strach»

رشا العباس ومجموعتها لخريف وشتاء 2010 - 2011 («الشرق الأوسط»)
TT

فتح المصمم اللبناني العالمي ربيع كيروز ذراعيه ليمسك بأيدي مصممين لبنانيين مبتدئين ويسير معهم جنبا إلى جنب في شق طريقهم في عالم تصميم الأزياء وذلك من خلال جمعية تعنى بمساعدة المصممين الجدد مطلقا عليها اسم «Strach» لتكون الباب الذي يفتح أمام هؤلاء لإطلاق مواهبهم. فكيروز الذي تدرب في دار أزياء «ديور» و«شانيل» والمعروف بتصاميمه الراقية البعيدة عن المبالغة يؤمن بأنه «على المصمم أن يكون كريما ويتحلى بروح العطاء ولا ينغلق على نفسه كي يستفيد منه الآخرون» وانطلاقا من هذا التفكير جاء تعاونه مع «سوليدير» ليثمر ما يشبه دار الأزياء، ولكن هذه المرة لتجمع تحت سقفها أسماء عدة اختارت كيروز واختارتها «Strach» لتكون منها الانطلاقة الأولى.

ففي بيروت، وتحديدا في منطقة الصيفي في وسط المدينة، أطلق كيروز وللسنة الثالثة على التوالي المجموعة الجديدة من أعمال مصممي «starch» التي جمعت 6 مصممين جدد لتجمع بين الأزياء والديكور والإكسسوارات والمجوهرات، بعدما أطلقت عام 2008 أربعة مصممين، ثم في 2009 خمسة مصممين. وبعيدا عن الأضواء الإعلامية والبرامج التلفزيونية المتخصصة التي لجأ إليها عدد من مصممي الأزياء، اختار كيروز أن تكون المدرسة التي ينطلق منها هؤلاء محترفة البيروتي حيث «ينحت» تصاميمه ذات الهوية الفريدة في عالم الأزياء.

وعن طريقة اختيار المصممين المشاركين يقول كيروز لـ«الشرق الأوسط»: «الباب مفتوح لكل المصممين اللبنانيين المبتدئين لتقديم نماذج عن أعمالهم، ونعمل فيما بعد، أنا وبعض المستشارين، على اختيار من نلمس لديه القدرة على ابتكار الأفكار وتنفيذها بطريقة مميزة وبأسلوب راق». وعن وضع شروط معينة يفترض على المصمم التمتع بها لاختياره، يضيف: «الأهم هي البساطة الراقية في التصميم والتنفيذ، لتكون تصاميم مميزة وقابلة أن ترتديها السيدة والفتاة من دون تكلف».

غيتا أبي حنا هي واحدة من مصممي «starch». تصاميم أبي حنا، التي درست في إيطاليا، ترتكز على حقائب اليد والخواتم التي تخرج عن التقليد في هذا النوع من الإكسسوارات، والتي تحمل اسم «Marguerita». واستوحت فكرة مجموعتها من «علب الكرتون» التي يمكن «أن تطوى» وقولبت شكلها، محولة إياها إلى حقائب تجمع بين الجلد والخشب، ولا سيما في مسكة اليد.

كذلك اتحدت الشابتان مصممة الديكور ربى معوض ومصممة الأزياء دينا واصف لتجمعا أفكارهما وتنتجا مجموعة أزياء لصيف وشتاء 2010 تميزت بأنها تناسب الجنسين معا، فكان منها المعاطف والجاكتات الخفيفة أيضا التي يمكن أن يرتديها الرجل والمرأة في الوقت عينه. وكما هي ميول كيروز في انتقائه للألوان كانت كذلك اختيارات معوض وواصف، فكان لكل قطعة لونها الموحد الذي لم يخرج عن دائرة الأبيض أو الأسود مع ترك باب الاختيار مفتوحا أمام إمكانية «تطعيمها» بلون آخر من خلال إدخال قطع أخرى عليها. ومعوض وواصف اللتان اختارتا اسم «Emily Cremona» لتصاميمهما، يعتبران خطوة التتلمذ على يدي كيروز خطوة مهمة في مستقبلهما المهني، ويخططان للانطلاق فيما بعد في رحلة مهنية خاصة تتجسد بافتتاح محل خاص بهما، وقد يصل الأمر إلى دار أزياء.

لكن رنا بكداش مصممة الإكسسوارات التي عملت جاهدة لتقدم أعمالها في افتتاح هذا الموسم من «starch» لم تحقق حلمها وصارت هي الخبر في هذه المناسبة بعدما سرقت مجموعتها من سيارتها، فما كان أمامها إلا عرض قطع محدودة منها كانت محتفظة بها في مكان آخر إلى جانب أوراق مطبوعة كتب عليها «امتدت يد السارق إلى مجموعة رنا بكداش، فمن يعرف عنها شيئا الرجاء إبلاغنا عنها».

ولأن الفن لا ينفصل عن بعضه، والحس الفني ينسحب على كل أعمال الفنان، فقد وظفت مصممة الإعلانات رشا العباس هذه الميول في تصميم الأزياء التي تعتبر أنه يبقى مكملا لعملها و«يرتوي» كل منهما من الآخر. وقد أتت تصاميم عباس لخريف وشتاء 2010 - 2011، كما هو الطابع العام لخط كيروز وخط «starch» بشكل خاص، تتسم باللمسة البسيطة والراقية في الوقت عينه، والتي تناسب نمط الحياة السريع، لكنها اختارت أن تجمع فيها ألوانا عدة من دون أن تخرج عن تلك المعروفة بالكلاسيكية، وقد تميزت بالتطريز والزخرفات اليدوية التي اختارتها بكداش لتشكل بحد ذاتها «زينة» على القماش، وتضفي رونقا مميزا على التصاميم وتمنحها جمالية خاصة.