الجناح السعودي في «إكسبو شانغهاي» يختتم فعالياته قويا كما بدأ

استقبل أكثر من 5 ملايين زائر

TT

مع نهاية هذا اليوم يسدل الستار على فعاليات إكسبو شانغهاي 2010 التي استمرت لمدة ستة أشهر منذ الأول من مايو (أيار) الماضي وزاره أكثر من 70 مليون شخص. وقد بقي الجناح السعودي المشارك في المعرض من أبرز الأجنحة من حيث الإقبال والشهرة التي حققها وقد زاره نحو خمسة ملايين شخص كانت ردود الأفعال لديهم متشابهة في مضمون إعجابها بالعروض التي يقدمها الجناح ومحتواه الثقافي والتعريفي بالمملكة.

استمر الجناح السعودي يستقبل زواره من كبار الشخصيات والعامة حتى الأيام الأخيرة ويقدم فعاليات إضافية على هامشه تساعد المهتمين بالتعرف على المملكة، بما فيها من تطور صناعي واقتصادي وثقافي عن كثب.

وقبل انتهائه بأيام زار الجناح السعودي فنان العرب الكبير، محمد عبده الذي قال عقب تجوله في أرجاء الجناح وإعجابه بما شاهده فيه أن: «القلم لا يكفي مداده، والكلمات لا تصل مداها. وما يغمرني من شعور بما رأيته ولمسته من صانعي هذا الإنجاز من مسؤولين ومشاركين جعلني أوقن بأن الحس الوطني في أبناء بلدي عال ينم عن أصالة وانتماء لا يضاهيه أي إحساس وانتماء عادي». وقبل ذلك، افتتح الجناح معرض «نبط» للفنون السعودية الذي استمر لنحو ثلاثة أشهر، وشارك فيه أكثر من 23 فنانا وفنانة سعودية في التشكيل والتصوير وحتى الشعر. وقد لقي المعرض اهتماما من الفنانين الصينيين تم التعبير عنه من خلال لوحة فنية مشتركة، شارك في رسمها مجموعة من الفنانين الصينيين والسعوديين.

كما عقد في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري منتدى سعودي حمل عنوان «وجوه من السعودية»، شاركت فيه كل من الأميرة ريم الفيصل وتحدثت فيه عن تجربتها الفوتوغرافية. كما شاركت فيه العالمة والمخترعة السعودية، الدكتورة حياة سندي التي تحدثت عن تجربتها التعليمية واختراعاتها في مجال التكنولوجية الحيوية. وقد كان مقررا لحضور المنتدى، إضافة إلى من ذكر، كل من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الذي كان سيتحدث عن تجربته في الفضاء. كما كان سيحضره وزير الصحة السعودي، الدكتور عبد الله الربيعة ليتحدث عن تجربته الجراحية في فصل التوائم، ولكنهما لم يتمكنا من الحضور لظروف خارجة عن الإرادة. وقد حضر المنتدى ما يفوق 300 مشارك من المتخصصين والرواد في مجالات حديث الضيوف واهتم به الإعلام الصيني حيث تمت تغطيته من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.

قبل ذلك، وفي مناسبة اليوم الوطني السعودي في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، عقد منتدى آخر برعاية وزارة الخارجية السعودية في إحدى أعرق الجامعات الصينية في شانغهاي ضم مجموعة من الطلبة من السعودية والصين تناقشوا فيما بينهم حول مستقبل العالم الذي نعيش فيه من وجهة نظرهم الشابة، وقاموا في نهاية المنتدى بإرسال رسائل بهذا المضمون لكل من خادم الحرمين الشريفين، والرئيس الصيني هو جينتاو، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وقبل أيام قليلة، ومن باب المسؤولية الاجتماعية، قام الجناح السعودي بدعوة أكثر من 40 فردا من ذوي الإعاقات والاحتياجات الخاصة لزيارة الجناح.

وقدم لهم مدير الجناح هدايا تذكارية كما قدمت لهم فرقة الفنون الشعبية بالجناح عرضا خاصا سعدوا جدا به حيث قال يو من منظمة «سوهو» غير الربحية التي تم تنظيم الزيارة عن طريقها «إن ما شاهدناه من اهتمام إنساني لدى القائمين على الجناح ترك فينا انطباعا عميقا لمدى العطف والحنان الذي يحمله السعوديون لذوي الاحتياجات الخاصة».

كيف لا وجناح مملكة الإنسانية لم يكف عن استقبال الأطفال والكبار من ذوي الاحتياجات الخاصة منذ افتتاحه قبل نحو ستة أشهر. لم تعد تهم ماهية بلد الزائر أو عمره أو انتماؤه، أو حتى حالته البدنية، فقد اتفق الجميع من عامة الناس ومشاهيرهم في جميع المجالات على براعة الجناح السعودي في نقل صورة واقعية عن هذا البلد، وتوطيد علاقة فريدة له في قلوب الصينيين خصوصا وهم الأغلبية العظمى من زواره في بلدهم الذي استضافه. وسوف يستمر الجناح السعودي في استقبال زائريه حتى الساعة الأخيرة من فعالياته مساء اليوم الأحد 31 أكتوبر، 2010، آخر يوم في المعرض.

إن ما قام به الجناح السعودي لصالح المملكة والعلاقات الصينية السعودية، وما تركه في قلوب من زاروه في شانغهاي الصينية خلال الستة أشهر الماضية كان مردودا عظيما على الاستثمار الذي جعل مشاركة المملكة فيه الأكبر في تاريخ مشاركاتها في معرض كان الأكبر، والأكثر مشاركة ومساحة في تاريخ معارض إكسبو جميعا والتي انطلقت في القرن التاسع الميلادي.