شطة وزنجبيل في الصالون السادس عشر للشوكولاته في باريس

4 حلوانية يقدمون عرضا لأزياء تغري بالتذوق

يمكن لزوار الصالون أن يتعرفوا على أنواع من الشوكولاته اليابانية الصنع التي حضر خصيصا لتقديمها طباخون من طوكيو. كما يمكن للزوار أن يتذوقوا ألواحا مطعمة بالبهارات المختلفة (أ. ف. ب)
TT

مقابل 12 يورو للكبار و6 يوروات للأطفال، يمكن لعشاق الشوكولاته أن يقطعوا تذكرة الدخول إلى الصالون السنوي لها، الذي يستقبل الزوار حتى الاثنين المقبل في أرض المعارض في باريس. ويعد المشرفون على الصالون زائرهم بأنه لن يندم على المبلغ الذي دفعه؛ إذ سيتاح له أن يجرب، مجانا، في الأجنحة المختلفة، كثيرا من المذاقات الجديدة لهذه النبتة التي تحولت إلى أشهى حلوى قادرة على بعث السرور وطرد القلق من النفوس.

هذا العام، حجزت أكثر من 20 شركة اشتهرت بصناعة الشوكولاته أماكنها في المعرض الباريسي الحافل بالمفاجآت. لكن زحام الزوار يبلغ الذروة، مع حلول الساعة الخامسة كل يوم، موعد عرض الأزياء المصنوعة من هذه الخامة البنية الرقيقة القابلة للتكسر التي تغري بالأكل. ويشارك 4 من كبار الحلوانية في أوروبا، هم «ليندت» و«روسيل» و«ماركوليني» و«لهرر» في تزيين قوام العارضات بفساتين تكاد تذوب تحت النظرات النهمة للمتفرجين. ويحرص دليل المعرض على تذكيرنا بأن كل هذه الأثواب مصنوعة من الشوكولاته النظيفة بيولوجيا، أي الطبيعية والخالية من أي مادة كيماوية مضافة. ويجري العرض بالتعاون مع مجموعة «إيتيكال فاشون»، وهو تجمع تأسس في باريس للترويج لما يدعى «الموضة المسؤولة».

ويمكن لزوار الصالون أن يتعرفوا، في هذه الدورة، على أنواع من الشوكولاته اليابانية الصنع، التي حضر خصيصا لتقديمها طباخون من طوكيو. كما يمكن للزوار أن يتذوقوا ألواحا مطعمة بالبهارات المختلفة، منها شوكولاته بطعم الشطة أو الزنجبيل أو الكاري. لكن متعة الزوار لا تكمن في الفرجة والتذوق فحسب، بل يمكن لمن يرغب أن يأخذ دروسا في إعداد أطباق الحلوى التي تدخل فيها الشوكولاته كعنصر أساسي. ويتولى تقديم الدروس الحلواني الفرنسي المعروف جيل مارشال، بمساعدة فريق من أمهر المتدربين في معاهد تخريج طباخي الحلويات وخبازي المعجنات. أما كريستوف ميشالاك، كبير طباخي الحلوى في فندق «بلازا أتينيه» الفخم، فقد أتفق مع عدد من نجوم التلفزيون ونجماته على أن يعطيهم دروسا في إعداد أطباق الشوكولاته، أمام زوار جناح «ضيوف الشرف».

ولن يترك الأطباء الميدان مفتوحا للحلوانية وحدهم. بل جاء البروفسور كريستيان كابرول لتقديم محاضرة لا تتوخى تحذير المستمعين من أضرار المواد الدهنية ذات النسب العالية من السكر، بل للحديث عن الفوائد المثبتة علميا لهذه المادة النباتية الطبيعية، خصوصا إذا تناولها المرء بنسب خالصة من الكاكاو، أي دون إضافات مؤذية.

وعلى عادته كل عام، يمنح الصالون جوائز لأفضل المبتكرات في ميدان استخدام الشوكولاته، ومنها شهادتا تقدير لأفضل لوح فرنسي وأفضل لوح أجنبي. كما سيتاح، هذا العام، للجمهور أن يتبرع من يريد منهم لرعاية واحدة من 3 آلاف شجرة كاكاو في مناطق زراعتها. ويتلقى الراعي وثيقة تحمل اسم المزرعة المنتجة وقارورة من خلاصة الشجرة وصورة لها ملتقطة من قمر صناعي. وقد بلغ من تعلق الفرنسيين بهذا النبات أنهم صاروا يتتبعون موسم قطافه بشغف يكاد يقترب من شغفهم بموسم قطاف الكروم المخصصة للأنبذة.

في لقائها مع الصحافة، قالت سيلفي دوس، وهي اسم على مسمى لأن لقبها بالفرنسية يعني الحلوة، قالت إن العاصمة الفرنسية هي المكان الأنسب لإقامة هذا الصالون، نظرا للآلاف من دكاكين الشوكولاته المنتشرة في أحيائها، ولأن كبريات الشركات العالمية تمتلك فروعا في باريس. وأضافت أن الباريسي يكتسب خبرة بمذاقات الشوكولاته منذ نعومة أظفاره، ويصبح عندما يكبر ذواقة لا يشق له غبار. وأشارت دوس إلى أن الشوكولاته لم تعد مجرد هدايا تقدم للمرضى أو في مواسم الأعياد، بل وجدت مكانها في الحياة اليومية وعلى مدار السنة. لكن عيد رأس السنة يبقى مناسبة تسمح بالإفراط في تناولها، ولهذا شاهد زوار الصالون مجموعة من أشجار الميلاد المصنوعة من الشوكولاته بالكامل والمزينة بكرات منها أيضا. ومن هذه الأشجار واحدة بارتفاع 10 أمتار.