لندن: افتتاح معرض عن «كتاب الموتى» الفرعوني بالمتحف البريطاني

تماثيل وتوابيت وبرديات توضح الرحلة بعد الموت وطرق حماية المومياوات في القبور

تماثيل وتوابيت وبرديات توضح الرحلة بعد الموت وطرق حماية المومياوات في القبور
TT

افتتح السفير المصري في لندن، حاتم سيف النصر، أمس، المعرض الذي أقيم في المتحف البريطاني عن «كتاب الموتى»، شمل عددا من أوراق البردي التي تعود إلى مصر القديمة منذ نحو 3500 عام. ومن المقرر افتتاح المعرض للجمهور اليوم, ويستمر المعرض حتى 6 مارس (آذار) 2011.

وتشمل المعروضات تماثيل وتوابيت توضح مراحل الرحلة بعد الموت التي تبدأ من الدفن وطرق حماية المومياء في القبر والحياة الآخرة. حضر الافتتاح وزير الدولة للثقافة ومدير المتحف وبعض أعضاء البرلمان من مجلسي اللوردات والعموم وأعضاء من السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي والخبراء من المختصين في علم المصريات. ويعتبر «كتاب الموتى» مجموعة من أوراق البردي التي تشمل مجموعة من التعاويذ التي تهدف إلى حماية المومياء أثناء الرحلة إلى العالم الآخر، واستخدم المصريون تعاويذ «كتاب الموتى» أكثر من 1500 عام، ما بين 1600 قبل الميلاد و100 بعد الميلاد. ومعرض «كتاب الموتى» في المتحف البريطاني يأتي بدعم من شركة «بريتيش بتروليوم» لهدف الأخيرة استكشاف المعتقدات المصرية القديمة عن الحياة بعد الموت, تحت عنوان «رحلة إلى العالم الآخر.. كتاب الموتى عند المصريين القدماء»، وستعرض فيه المواد الغنية النصية والبصرية من مجموعة المتحف البريطاني التي لم يسبق لها مثيل من برديات «كتاب الموتى». وأقدم نسخة لا تزال محفوظة في المتحف البريطاني، وفيها دعوات للآلهة وأناشيد وصلوات، ثم وصف لما تلاقيه أرواح الموتى في العالم الآخر من الحساب وما يلحقها من عقاب وثواب. واهتم المصريون القدماء كثيرا في حياتهم للإعداد لما بعد الموت؛ لذا فقد شيدوا المعابد الضخمة إلى جانب المقابر التي لا تقل روعة وفخامة.. كما حرصوا على وضع كل الأشياء الخاصة بالمتوفى من طعام وحلي وكل ما كان يحبه في حياته معه في مقبرته. وهذه التعاويذ والتمائم السحرية كانت تنقش على جدران المقابر العادية والأهرامات أو على التابوت الحجري أو توضع إلى جانب المومياء لتكون دليل الميت في رحلته للعالم الآخر؛ حيث كانت هذه التعاويذ بمثابة تعليمات إرشادية تمكن المتوفى من تخطي العقبات التي ستصادفه أثناء رحلته إلى الحياة الأخرى وتدله أيضا على الوسائل التي يستخدمها ليتمم هذه الرحلة بنجاح من دون أن يتعرض لأي سوء. كان علماء المصريات قد وجدوا مجموعة من التعاويذ الجنائزية التي كانت معظمها تعاويذ سحرية كتبت على ورق البردي كان قدماء المصريين يضعونها في مقابرهم مع المتوفى فأطلق علمـــــــــــاء الآثار على هذه التعاويذ اسم «كتاب الموتى», والغرض الأساسي من وضع قــــــدماء المصريين هذه التعاويذ هو إرشاد روح المتوفى في رحلته في العالم الآخر. يتكون «كتاب الموتى» من 200 فصل، ويصف الكتاب الأماكن المختلفة التي تعبرها روح المتوفى، وكذلك المواقف والكلام الذي يقال لحرس الأبواب، وصيغ إبطال شر أعداء الضياء والنور، وكان على المتوفى أن يتلو وردا يتخذ فيه شخصية أي إله كحامٍ له، ليكتسب صفاته؛ لأنه كان يخاف من أن تأخذ الأرواح الشريرة فمه فلا يستطيع التحدث مع الآلهة، أو أن تسلب منه قلبه، أو أن تقطع رأسه، أو أن تجعله يضل طريقه؛ لذلك كان عليه تلاوة هذه الأوراد أو التعاويذ لتساعده في اتقاء شر الأفاعي والذبابات الهائلة وكل أنواع المساوئ.