الأميركيون يمرضون أكثر والإنجليز يموتون أسرع والألمان يعيشون أطول

حسب دراسة نشرت في مجلة «ديموغرافي» وإحصائيات ألمانية

TT

عاد السؤال يطرح من جديد حول أفضل نظام صحي بعد أن خلصت دراسة إلى أن الأميركيين المسنين يعانون من أمراض مزمنة أكثر من نظرائهم في إنجلترا، لكن الإنجليز يموتون أسرع منهم، وبعد أن كشفت أحدث الإحصائيات الرسمية في ألمانيا أن متوسط عمر 50 في المائة من أفراد الشعب الألماني قد يتجاوز 80 عاما.

ووجد باحثون في «راند كورب» ومقرها الولايات المتحدة ومعهد الدراسات المالية في بريطانيا أن الأميركيين الذين تزيد أعمارهم على 55 عاما لديهم معدلات أعلى من الأمراض المزمنة ويعيشون لفترة أطول من المسنين الذين يمرضون في إنجلترا. وبالنسبة للمعمرين الألمان، فإنه من المتوقع أن يصبح متوسط عمر الذكور حديثي الولادة 77 عاما وأربعة أشهر، مقابل 82.5 عام للإناث حديثي الولادة. وطبقا لبيانات المكتب، تعد هذه أعلى توقعات منذ بداية حساب متوسط العمر المتوقع للسكان في ألمانيا خلال عامي 1871/ 1881.

وفي تصريحات أوردتها وكالة «رويترز»، قال جيمس سميث وهو خبير اقتصادي في «راند» ومقرها سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا الذي شارك في الدراسة مع جيمس بانكس والستير موريل من معهد الدراسات المالية: «إذا مرضت في سن متقدمة ستموت بشكل أسرع في إنجلترا عنه في الولايات المتحدة. يبدو على الأقل في ما يتعلق بالبقاء على قيد الحياة في أعمار كبيرة مع أمراض مزمنة ربما يكون النظام الطبي في الولايات المتحدة أفضل من النظام في إنجلترا». لكن هذا التفوق بثمن.

وتشير بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن الولايات المتحدة تنفق أكثر على الرعاية الصحية من أي دولة أخرى، وقال بانكس إن الإنفاق على الرعاية الصحية للمسنين في الولايات المتحدة مثلي نظيره تقريبا في إنجلترا. وفي 2008 وهو أحدث عام تتوافر بيانات كاملة عنه من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أنفقت الولايات المتحدة 16 في المائة من ناتجها القومي أو 7538 دولارا لكل فرد على الرعاية الصحية وهو أعلى من مثلي المتوسط في دول المنظمة كافة، البالغ 3000 دولار لكل فرد.

وحلل الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة «ديموغرافي» بيانات مسحين شملا أشخاصا أعمارهم 50 عاما أو أكثر وهما مسح الصحة والتقاعد الأميركي الذي شمل أكثر من 20 ألف شخص، والمسح الإنجليزي للشيخوخة الذي شمل بيانات عن نحو 12 ألف شخص. ودرس الباحثون معدلات الأمراض المزمنة وهي السكري وارتفاع ضغط الدم ومرض القلب وأزمات القلب والجلطات وأمراض الرئة المزمنة والسرطان ومعدلات الوفاة بين من تراوحت أعمارهم بين 55 و64 عاما وبين 70 و80 عاما. كما درس الباحثون الإصابة بأمراض جديدة بين المجموعتين خلال الفترة بين عامي 2002 و2006. وبالنسبة للأشخاص في السبعينات من العمر كانت معدلات السكري أعلى بمثلين تقريبا في الولايات المتحدة عنها في إنجلترا أي بنسبة 17.2 في المائة مقابل 10.4 في المائة، كما كانت معدلات الإصابة بالسرطان أعلى من المثلين بنسبة 17.9 في المائة في الولايات المتحدة وبنسبة 7.8 في المائة في إنجلترا. في حين كانت معدلات الوفاة بين من تراوحت أعمارهم بين 55 و64 عاما في الولايات المتحدة وبريطانيا مماثلة، مما يظهر أنه على الرغم من إصابة الأميركيين بأمراض أكثر، فإنهم يعيشون لفترة أطول.

من جانب آخر، كشفت أحدث الإحصائيات الرسمية في ألمانيا أن متوسط عمر 50 في المائة من أفراد الشعب الألماني قد يتجاوز 80 عاما.

وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي بمقره في مدينة فيسبادن، غربي ألمانيا، أمس الخميس، كما أوردت وكالة الأنباء الألمانية أن هذا الأمر لا يرجع فقط إلى استمرار ارتفاع متوسط العمر المتوقع لحديثي الولادة خلال الأعوام الماضية، لكن أيضا لارتفاع متوسط عمر كبار السن في البلاد، عما كانت تتوقعه الإحصائيات وقت ميلادهم. وتستند الإحصائية على بيانات حالات الوفيات ومتوسط عمر السكان خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

وذكر المكتب أن التوقعات العمرية لم ترتفع فقط بالنسبة لحديثي الولادة، بل أيضا بالنسبة لكبار السن بمقدار شهر.

وأظهرت الإحصائية أنه من المتوقع أن يتجاوز 50 في المائة من الرجال في ألمانيا عمر الثمانين، وأن يتجاوز 50 في المائة من النساء 85 عاما.

كما أشارت الإحصائية إلى أنه من المتوقع أيضا أن يتجاوز 89.2 في المائة من الرجال في ألمانيا 94.1 في المائة من النساء سن الستين. وعزت الإحصائية سبب هذا الارتفاع الملحوظ في متوسط العمر المتوقع إلى التراجع الواضح في معدلات وفيات الأطفال. ووفقا للإحصائية، ارتفعت التوقعات العمرية بالنسبة لحديثي الولادة لأكثر من الضعف خلال الـ130 عاما الماضية.

كان متوسط العمر المتوقع لحديثي الولادة من الذكور بين عامي 1871 و1881 يبلغ 35 عاما وسبعة أشهر، مقابل 38 عاما و5 أشهر للإناث.