إماراتيات وسعوديات يلتقين في دبي لدعم بيئة سيدات الأعمال في المملكة

سيدات أعمال إماراتيات لـ «الشرق الأوسط»: ما حققته المرأة السعودية مشرف وليس بالأمر السهل

TT

اعتبرت سيدات أعمال إماراتيات المرأة السعودية رائدة في قطاع الأعمال على الرغم مما اعتبرنه صعوبات تواجه نشاطها داخل المملكة، المتمثلة في الأنظمة والقوانين. جاء ذلك خلال ندوة عقدت في دبي ضمت مجموعة من السيدات السعوديات والإماراتيات بهدف دعم بيئة سيدات الأعمال في المملكة العربية السعودية والخليج، ومواجهة الصعوبات التي تعترض نشاطهن، في ما بدا أن التمويل والقوانين والأنظمة أبرز الأسباب.

واعتبرت رجاء عيسى القرق، رئيسة «مجلس سيدات أعمال دبي» والمدير الإداري لـ«مجموعة عيسى صالح القرق» أن إنجازات المرأة السعودية هي إنجازات غير بسيطة لأنها تقاس بالمعاناة التي مرت بها المرأة السعودية حتى حققت هذه الإنجازات لتصل إلى هذا المستوى من ريادة الأعمال الذي وصلت من خلاله إلى مرحلة تشرف كل امرأة عربية.

وقالت القرق لـ«لشرق الأوسط» إن «المرأة الخليجية إذا وضعت في موقع ما وهي واثقة من نفسها يمكنها أن تفعل الكثير، أما الحديث عن أن المرأة في الخليج مظلومة، فهو عار من الصحة. المرأة الخليجية ليست مظلومة أبدا وهي في مكانها الصحيح.. أنا امرأة أدير 29 شركة وأدير عقارات والدي وأنا مليارديرة أقف أمامك وهناك كثيرات مثلي. ما ينقص المرأة الخليجية أن تكون واثقة من نفسها أكثر على أنها قادرة أن تكون أفضل وأن تسعى لذلك، وفقا لما تقوله رجاء القرق، التي ترى أن المرأة السعودية تعمل على ذلك ولكن «كل شيء يأتي رويدا رويدا» وتتساءل القرق: «لماذا نتوقع من المرأة العربية في الشرق الأوسط أن تثبت نفسها؟ لماذا لا نقارنها مع المرأة الأجنبية؟ ما الشيء الذي فعلته ويميزها عنا؟ نحن لسنا في حاجة لأن نشرح أنفسنا. نحن هنا ومن يريد أن يعرفنا فليأت إلينا».

وخلال اللقاء الذي ناقش التقرير الصادر مؤخرا عن قيادات الأعمال في المملكة تم التركيز على المبادرات المتواصلة في دعم قيادات الأعمال النسائية وطرق التعامل مع التحديات المرتبطة برأس المال والتدخلات والسياسات الموجهة لتعزيز بيئة الأعمال للنساء في الخليج.

بدورها، عبرت فاطمة جابر، المدير التنفيذي للعمليات بـ«مجموعة الجابر» ورئيسة «مجلس سيدات أعمال أبوظبى» عن دعمها لجهود النساء السعوديات في المضي قدما في تطوير أعمالهن: «نحاول دائما أن نشارك المرأة السعودية النجاحات التي تصل إليها»، مشيرة إلى أن «هناك صعوبات كثير أمام المرأة السعودية، وقد تكون المرأة في الإمارات في وضع أفضل، لكن المرأة السعودية قوة كامنة وإذا صعدت المرأة السعودية فهو صعود للمرأة في الخليج، وأعتقد أننا نثق في قدرات المرأة السعودية وننظر إلى نجاحاتها بكل فخر» مشيرة إلى أن «النساء في الخليج يمتلكن ثروات كبيرة، فمثلا تقدر ثروة المرأة في الإمارات بـ4 مليارات دولار».

وعلى الرغم من أن الأمور تحسنت، فإنه لا تزال هناك عقبات كثيرة تعترض المرأة السعودية، فهي لا تزال تحتاج لأن تبقى على مسافة من صاحب القرار لتسيير أمورها ومعاملاتها وهذه كلها أمور تعرقل تقدم المرأة السعودية في مجال الأعمال، كما ترى سامية إدريسي، مؤسس وعضو مجلس إدارة «منتدى سيدات الأعمال في المنطقة الشرقية» ورئيس مجلس إدارة شركة «منتدى الشرقية والتنمية والتقدم»، وتتابع في حديثها لـ«الشرق الأوسط: «لدينا أفكار رهيبة للأعمال ولدينا قدرات ولدينا أموال خاصة بالسيدات ولكن السيدات يتخوفن من الدخول إلى مشاريع استثمارية خوفا من المخاطرة التي تخلقها الظروف».

وترى إدريسي أن هناك أموالا خاصة للسيدات السعوديات تبلغ 65 مليار ريال: «هناك أرقام خيالية.. هناك جيل جديد من السيدات ممن لديهن أموال، هناك من يستثمر وهناك من يفضل أن يودعها في البنوك.. فالمرأة السعودية خاضت غمار الأعمال قبل المرأة الخليجية بسنوات، ولكن على سبيل المثال المرأة في الإمارات بدأت قبل 10 - 11 سنة ولكنها قطعت أشواطا مهمة بسبب الدعم المتواصل من الدولة».

ونظمت الندوة من قبل كلية دبي للإدارة الحكومية ممثلة في «برنامج النوع الاجتماعي والسياسات العامة» بالتعاون مع «مركز السيدة خديجة بنت خويلد لسيدات الأعمال» وقالت بسمة مصلح عمير، المدير التنفيذي لـ«مركز السيدة خديجة بنت خويلد لسيدات الأعمال» إن «المرأة السعودية لا تزال في حاجة إلى تسهيلات أكثر لتدخل في مجال الأعمال فهناك 15 مليار ريال في البنوك تعود لنساء سعوديات هن يحتفظن بالأموال في البنوك لأن هناك معوقات».