السؤال الأهم: في أي كنيسة سيزف الأمير وليام وكاثرين ميدلتون؟

في «كاتدرائية سانت بول» مكان زواج والدته أم «كنيسة ويستمنستر» حيث خرجت جنازتها؟ > يحذر عروسه من فقدان خاتم والدته.. وشقيقه الأمير هاري سيكون شبينه في الحفل

فناجين وأطباق تحمل صور العروسين بدأت تباع في المتاجر بعد الإعلان عن الخطوبة وحفل الزفاف (رويترز)
TT

بعد أن باغت الأمير وليام، ابن ولي عهد بريطانيا، الجميع، من صحافة ودوائر رسمية وملكية، بإعلان خطوبته أمس من ابنة الشعب صديقته كيت ميدلتون ونيته الزواج منها في ربيع أو صيف 2011، بدأ المعلقون المختصون في الشؤون الملكية وكذلك الصحافة البريطانية، التي وجدت ضالتها في هذا الموضوع، بالتكهنات حول المكان الذي سيتم فيه الحفل.

كما بدأت المقارنة بين كاثرين، وهذا الاسم الرسمي الذي ستستخدمه من الآن فصاعدا بدلا من كيت، ووالدة الأمير الراحلة، الأميرة ديانا، حول الاختلافات بينهما وكذلك أوجه الشبه، وأصولهما الاجتماعية، وفتح هذا الباب على مصراعيه للتكلم حول ارتباط أبناء العائلة المالكة من بنات الشعب. كاثرين لا تنحدر من أصول أرستقراطية مثل والدته الأميرة ديانا.

الأميرة ديانا عقدت زواجها في كاتدرائية سانت بول، أما حفل تأبينها وجنازتها فكانت في كنيسة ويستمنستر (ويستمنستر آبي) الشهيرة التي تضم قبورا لكبار المشاهير من رجال دين وكذلك أدباء وشعراء وغيرهم. ومن هناء جاء السؤال: في أي من المكانين سيعقد هذا الزواج الذي يتوقع البعض أنه سيكون أسطوريا مثل زواج والدته قبل 30 عاما والذي شاهده مئات الملايين على شاشات التلفزيون، وجذب إليه أكثر من مليون شخص سائح إلى شوارع لندن، لكنه انتهى بالطلاق عام 1996، أي قبل عام واحد من وفاة الأميرة في حادث سير بباريس؟

وانتشرت التكهنات في الصحافة البريطانية حول هذا الموضوع، وذلك بعد يوم واحد من الإعلان عن نبأ الزفاف. وكل التوقعات تشير إلى أنه لن يتم الزفاف في كاتدرائية سان بول بلندن ورجحت أن تتم مراسم الزواج في كنيسة ويستمنستر.

وتقع كنيسة ويستمنستر بالقرب من مبنى البرلمان وساعة بيغ بن الشهيرة. وتمت في هذه الكنيسة مراسم زواج ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، والأمير فيليب. لكن رجح البعض أن يختار الأمير وليام كنيسة أصغر لتقام مراسم الزواج بشكل أكثر تواضعا.

كما أن شقيقه الشقي، الأمير هاري، الذي يصغره بثلاث سنوات، سيكون شبين العريس في حفل الزفاف. وبعد إعلان الخطوبة قال الأخير: «وأخيرا فقد نطق شقيقي بالسؤال الوجيه»، أي أنه طلب يد كاثرين بالطريقة المعهودة: «هل تقبليني زوجا لك؟». وأضاف الأمير هاري أنه سعيد جدا بارتباط شقيقه الأمير وليام من كاثرين، التي ستصبح شقيقته بالقانون، حسب علاقات النسب المعمول بها في أوروبا، مضيفا: «كنت دائما تواقا إلى أن تكون لي شقيقة؛ لهذا فإن كاثرين ستسد هذا الفراغ في حياتي».

أما والده الأمير تشارلز فقد أعلن عن زواج نجله في بيان رسمي قائلا: «يسر أمير ويلز أن يعلن خطبة الأمير وليام وكيت ميدلتون. سيقام حفل الزفاف خلال ربيع أو صيف 2011 في لندن. ستعلن المزيد من التفاصيل بخصوص يوم الزواج في الوقت المناسب». لكنه أضاف أيضا، مازحا، في تصريحات صحافية أن نجله أطال في علاقته مع صديقته لسنوات، وكان عليه أن يبين التزامه اتجاهها منذ فترة طويلة.

ولم يصرح الأمير وليام أو خطيبته بالطريقة التي طلب بها يدها، وهل كان يقف على ركبة واحدة (حسب التقليد). وعندما سئل حول الموضوع في المؤتمر الصحافي الذي عقداه أمام وسائل الإعلام البريطاني بعد إعلان البيان رسميا من قبل القصر رفض الإجابة. وعندما سئلت كاثرين إذا كانت تضع صور الأمير على طاولتها، نفت ذلك، وقالت مازحة إنها كانت تضع صورة الرجل الذي يظهر في إعلان بنطلونات الجينز.

كان قد أعلن أمس في بريطانيا أن الأمير وليام، 28 عاما، وكيت، التي تكبره بستة أشهر، اتفقا على الزواج أثناء رحلة في كينيا وأصبحا مخطوبين منذ ذلك الحين.

وقال في المؤتمر الصحافي إنه كان يريد أن يطلبها من والدها أولا، ثم عدل عن ذلك لخوفه من أن يجيب والدها بالرفض. ولهذا فقرر أن يطلب يدها مباشرة، وقال لنفسه إذا وافقت هي، فلن يمانع والدها.

ويبدو تعلق الأمير وليام الشديد بوالدته لدرجة أن خاتم الخطبة الذي أهداه لكيت ميدلتون، المصنوع من الياقوت والألماس، كان يخص والدته الراحلة. وأكد وليام أن كيت ستواجه مشكلات كبيرة إذا فقدت هذا الخاتم.

التقى وليام، الذي يخدم حاليا كطيار في سلاح الجو الملكي ويقود طائرة هليكوبتر متخصصة بالبحث والإنقاذ في القوات الجوية الملكية البريطانية، ميدلتون حين كانا في جامعة سانت أندروز الاسكوتلندية عام 2001. وتعرفا على بعضهما خلال الدراسة وارتبطا منذ عام 2003. وكان وليام يؤكد وقتها أنه لن يتزوج قبل أن يبلغ 28 أو 30 عاما.

وانفصل وليام عن صديقته في أبريل (نيسان) 2007 ولكنهما عادا سويا في أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه.

من جانب آخر، حصلت كاثرين ميدلتون على مزايا إضافية بمجرد إعلان خطبتها من الأمير الشاب، حسبما قال بعض خبراء الشؤون الملكية.

وقال الألماني رولف زيلمان إيغبرت، الذي يعتبر من أشهر خبراء الشؤون الملكية: إن ميدلتون أصبحت رسميا ضمن العائلة الملكية بمجرد إعلان الخطبة، مما يعني أن القصر الملكي سيمدها بسيارة بسائق، كما سيصبح من الصعب جدا على المصورين الفضوليين (الباباراتزي) مضايقتها.

وقال إيغبرت، في تعليقات للوكالة الألمانية: إن ميدلتون معدة بشكل جيد لأداء مهامها المقبلة كأميرة وقال: «تقوم السيدات في القصور الملكية بمهمتين أساسيتين، هما: الفن والمجتمع». وتوقع أن تقوم ميدلتون بهذا الدور بشكل جيد، لا سيما أنها درست تاريخ الفن في الجامعة. وقالت بعض المصادر الملكية إن بعض المستشارين نصحوا الملكة بأن تكون واضحة في تحديد وظائف العضو الجديد في عائلتها الملكية، أي الدور الرسمي لكاثرين، حتى لا يكون هناك أي التباس، كما حصل مع الأميرة ديانا.

أما على الصعيد الاقتصادي فقالت مؤسسة «فيرديكت لبحوث قطاع التجزئة» أمس الأربعاء: إن زواج الأمير وليام من صديقته كيت ميدلتون في العام المقبل قد يعزز الاقتصاد البريطاني بما قيمته 620 مليون جنيه إسترليني (مليار دولار). وجاءت هذه التقديرات في الوقت الذي قالت فيه «أسدا»، ثاني أكبر مجموعة بريطانية لمتاجر التجزئة إنها بدأت بيع أكواب بسعر 5 جنيهات للقطعة للاحتفاء بخطبة الأمير من صديقته.

وتوقعت «فيرديكت» أن تبلغ مبيعات المنتجات المرتبطة بالخطبة ما بين 12 و18 مليون جنيه، بينما قد تتجاوز مبيعات المنتجات المرتبطة بالزفاف 26 مليون جنيه.

غير أن الدفعة الحقيقية للاقتصاد قد تأتي من تحسن معنويات المستهلكين التي كانت متقلبة خلال العام؛ نظرا لأداء المنتخب الإنجليزي السيئ في بطولة كأس العالم لكرة القدم.

وقال نيل سوندرز، الاستشاري في «فيرديكت»، في تصريحات لوكالة «رويترز»: «إذا كانت مناسبة ضخمة كما هو متوقع فإنها قد تخلب ألباب البلاد وتعطي دفعة لقطاع التجزئة».

وتتوقع «فيرديكت» أن تستفيد متاجر الأغذية والبقالة بما قيمته 360 مليون جنيه مع إقبال الناس على شراء هدايا لشرب نخب الزوجين السعيدين وقد تنتعش إيرادات السفر والسياحة بما قيمته 216 مليون جنيه.

وعلى الصعيد السياسي، قال عضو مجلس النواب الأسترالي ستيوارت روبرت أمس الأربعاء: إن خطبة الأمير وليام للأسترالية كيت ميدلتون تعتبر مناسبة للاحتفاء بارتباط أستراليا بالملكية البريطانية.

غير أن بوب براون، زعيم حزب الخضر وهو جمهوري متشدد، قال: إنه يتعين أن تكون الخطبة حافزا للتمسك بالنظام الجمهوري. وأضاف: «يجب أن تنصتوا للأنباء.. الأمر كله بريطاني محض.. لا شيء يتعلق بأستراليا».

كانت مسألة تدعيم آخر رابط بين أستراليا والقوة الاستعمارية السابقة، قد طرحت في استفتاء عام 1999، عندما مني الجمهوريون بخسارة كبيرة.

يُذكر أن رئيسة الوزراء الأسترالية، جوليا غيلارد، وجهت إهانة للأسرة الملكية في بريطانيا في وقت سابق من العام الحالي عندما قالت: إن وفاة الملكة إليزابيث الثانية ستكون «مناسبة ملائمة لهذه الأمة كي تتحرك لتصبح جمهورية».

لكن زيارة الأمير وليام لأستراليا في يناير (كانون الثاني) الماضي حققت نجاحا كيرا، وقالت صحيفة «ذي إيدج» الأسترالية إنها «أعاقت قضية الجمهوريين أكثر من أي شيء آخر منذ استفتاء 1999».