مشاورات بين الأطراف المعنية حول تكاليف زفاف الأمير وليام

اختفاء الفستان الذي ظهرت فيه كاثرين ميدلتون من المحلات بعد 24 ساعة من إعلان خطوبتهما

فستان ميدلتون من تصميم مصممة الأزياء البرازيلية دانيلا ايسا هيلايل ويباع بـ639 دولارا
TT

وسط الاحتفالات وسيل التهاني من أنحاء العالم، طرح أيضا زفاف الأمير وليام من كاثرين ميدلتون، الذي سيقام في ربيع أو صيف العام المقبل، سؤالا محرجا عمن ينبغي أن يتحمل كلفته. هذا السؤال شغل أعضاء البلاط الملكي بالفعل خصوصا مع ظروف التقشف الصعبة والأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

ولاقى الزفاف الذي تشير بعض التقديرات إلى أنه سيعزز الاقتصاد البريطاني بزهاء مليار جنيه استرليني ترحيبا واسع النطاق كفترة استراحة من تخفيضات الميزانية والتقشف.

وقال متحدث باسم الأمير وليام إنه وخطيبته كاثرين «سيراعيان الوضع الاقتصادي» في تصريح يهدف بوضوح إلى إظهار أن القصر ما زال متصلا بالشعب.

وبدأت في بريطانيا بعض المشاعر المناهضة لتحمل تكاليف الزواج بسبب الأزمة الاقتصادية تطل برأسها بالفعل. وقد اقترح رئيس بلدية لندن بوريس جونسون مازحا أن يقام الحفل في مقر البلدية وأنه مستعد أن يخفض لهما رسوم استئجار المكان.

لكن من الناحية الجدية فقد صرح متحدث باسم القصر قائلا إن العائلة تعي تماما ما تمر به البلاد، مضيفا أنها على استعداد تام لأن تتحمل جزءا من التكاليف. «الملكة إليزابيث الثانية (جدة العريس) وولي العهد الأمير تشارلز (والده) سيدفعان جزءا منها. هذا ما ستتحمله العائلة»، قال في تصريحات لصحيفة الديلي تلغراف. وقال إنه «إذا أقيم حفل الاستقبال في قصر باكنغهام فإن الملكة ستتحمل التكاليف».

وعلى الرغم من هذه التعهدات فإنه لم تتخذ أي قرارات بهذا الخصوص لحد الآن.

وصلت تكاليف زواج والدة الأمير وليام الأميرة ديانا من والده الأمير تشارلز عام 1981 إلى 30 مليون دولار، ليس فقط للمكان فقط وإنما لحفلات الاستقبال ودعوات الضيوف وإعداد أفراد الشرطة الذين سيوجدون من أجل إحلال النظام.

وبالنسبة لهذا الحفل فقالت بعض المصادر إنه حتى إذا استثنيت حالات البذخ فإن التكلفة الأمنية لوحدها قد تصل إلى 80 مليون جنيه إسترليني (120 مليون دولار) وقالت جماعة «الجمهورية» المناهضة للملكية إن دافعي الضرائب يجب أن لا يتحملوا نفقات الزفاف الذي ذكرت أنه ينبغي أن يكون «مناسبة خاصة».

واتهم ستيفن هيسلر أستاذ مادة الحكم بجامعة متروبوليتان في لندن المؤسسة البريطانية باستغلال المناسبة لإلهاء الرأي العام عن التراجع الاقتصادي. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية: «يرون في ذلك فرصة لإلهاء الناس عن طوابير البطالة المرتقبة».

ومنذ اندلاع الأزمة المالية قبل ما يقارب الثلاث سنوات والنقاش حامي الوطيس في الأوساط الحكومية حول تحمل مصاريف أبناء العائلة المالكة.

وكان قد صرخ أعضاء الحكومة البريطانية وضربوا بقبضاتهم على الطاولة معبرين عن فرحتهم بعد سماعهم خبر قرار نية زفاف الأمير وليام، والذي زف إليهم خلال اجتماع للحكومة البريطانية. وفي رئاسة الوزراء تسلم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ورقة من احد مساعديه من قصر باكنغهام تخبره بالقرار حسب البروتوكول المعمول، والذي ينظم العلاقة بين الملكية الدستورية والحكومة. كما عبر زعيم المعارضة اد مليباند عن سعادته هو الآخر بالإعلان. هذه العلاقة الدستورية تملي على الحكومة أن تتحمل بعض مصاريف العائلة المالكة، لكن الأخيرة تريد من جانبها أن تبين أنها تشارك الناس معاناتهم في الأزمة التي تمر بها البلاد.

وأضيفت تكاليف أخرى لدافعي الضرائب بعد الإعلان عن انضمامها للعائلة المالكة، إذ حصلت كاثرين ميدلتون على مزايا إضافية بمجرد إعلان خطبتها من الأمير وليام، حسب ما قال بعض خبراء الشؤون الملكية.

وقال الألماني رولف زيلمان ايغبرت الذي يعد من أشهر خبراء الشؤون الملكية إن ميدلتون أصبحت رسميا ضمن العائلة الملكية بمجرد إعلان الخطبة مما يعني أن القصر الملكي سيمدها بسيارة بسائق وحارس شخصي، كما سيصبح من الصعب جدا على المصورين الفضوليين (الباباراتزي) مضايقتها.

كما اهتمت وسائل الإعلام الدولية أيضا بالجانب الاقتصادي. فقد أشارت صحيفة «ديلي تليغراف» الاسترالية إلى أن التقشف المبالغ فيه في تلك المناسبة سيؤدي إلى «شعور بالمرارة». لكنها أضافت: «في مملكة مجبرة على التقشف يمكن أن يساهم زواج ملكي نموذجي في رفع المعنويات على المستوى الوطني ويتيح فرصة للرعايا لتركيز اهتمامهم على حدث براق بدلا من إجراءات تقليص الإنفاق التي تنفذها حكومة بريطانيا الائتلافية».

وقالت صحيفة «ناشيونال بوست» الكندية إن المؤشرات تدل على أن الجمهور البريطاني يريد أن تتحمل الملكة نفقات الزفاف.

ولم يكشف وليام وكيت اللذان يبلغان من العمر 28 عاما إلا عن أن الزفاف سيقام إما في ربيع أو صيف العام المقبل بينما ترجح مكاتب المراهنات شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب).

وذكر قصر باكنغهام أن الأمير وليام وخطيبته كاثرين سيلتقيان بمستشاري الأسرة الملكية للاتفاق على التفاصيل لكنهما متكتمان جدا بخصوص التاريخ المحتمل للزفاف وما إذا كان سيقام في أحد المقار الملكية المهيئة التي شهدت زواج والد وليام وجدته.

وتزوجت الملكة في كنيسة وستمنستر بينما تزوج تشارلز وديانا في كنيسة سانت بول.

لكن شركة «فرديكت» المتخصصة في أبحاث تجارة التجزئة قالت أول من أمس إن الزفاف قد يحقق عائدا يبلغ 620 مليون جنيه استرليني (مليار دولار) سواء من بيع التذكارات أو من تأثير «الشعور الطيب» لدى المستهلكين.

ومن جانب آخر نفد الفستان الأزرق الياقوتي الذي كانت ترتديه كيت ميدلتون أثناء إعلان خطبتها على الأمير ويليام سريعا من البوتيكات والمحال التجارية الكبيرة في لندن.

وذكرت صحيفة «تايمز» أمس الخميس أن هذا الفستان وهو من تصميم مصممة الأزياء البرازيلية دانيلا ايسا هيلايل طرح للبيع بسعر 399 جنيها إسترلينيا (639 دولارا). ويعد الفستان من أهم تصميمات الفساتين التي تحمل علامة «ايسا» التجارية واسعة الانتشار في أوساط المشاهير مثل مادونا وكيت موس وكيلي مينوغ وسكارلت يوهانسن.

وفي حالة ميدلتون، كان الفستان منسجما مع خاتم الخطبة الماسى ذي اللون الأزرق الياقوتي الذي قدمه لها الأمير وليام وهذا الخاتم يعود لوالدته الراحلة الأميرة ديانا. وبعد يومين من إعلانهما أنهما سيتزوجان العام القادم تسارعت بالفعل وتيرة صناعة التذكارات.

وازدادت مبيعات الخواتم من طراز خاتم الخطوبة وهو يباع بـ35 جنيها إسترلينيا بعد منتصف الليل في الوقت الذي كان يجري فيه إنتاج الأكواب والأطباق التذكارية على قدم وساق حتى قبل موعد الزفاف الذي لم يحدد بعد.