فرقة «العاشقين» الفلسطينية تغني على بعد أمتار من القدس

بعد 33 عاما من انطلاقها في سورية

TT

اقترب حلم فرقة «العاشقين» بالغناء في القدس من أن يتحقق، وغنت مساء السبت على بعد مئات الأمتار منها، في مدرج جامعة القدس التي يفصلها عن المدينة المقدسة جدار إسمنتي يرتفع عدة أمتار، في حضور ما يقرب من ثلاثة آلاف متفرج. وقال خالد الهباش، أحد مؤسسي الفرقة في عام 1977 وعازف المجوز (المزمار) بعد الحفل، لوكالة «رويترز»: «في كل جولاتنا نحيي حفلنا ونقول يا رب الحفل القادم يكون في القدس، والحمد لله هذا الحفل بالنسبة لنا مقام في القدس، واعتبرنا هذه هي الانطلاقة الثانية للفرقة». وأضاف «وجودي بجانب القدس مؤلم أكثر. غنينا أمام القدس وعلى أرض القدس. وفرحتي زادت لأن أحد الشباب أحضر لي كيس تراب من القدس».

ووصف الهباش الحفل، الذي اختتمت به الفرقة (التي كانت بدايتها في سورية) عروضها في مدن الضفة الغربية، والتي بدأتها في رام الله بالمشاركة في إحياء الذكرى السادسة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بالصعب.. «حيث إنك تغني على بعد أمتار من القدس ولا تستطيع أن تدخل إليها».

وعملت الرئاسة الفلسطينية على تنسيق دخول الفرقة إلى الأراضي الفلسطينية، ورتبت لها جولة في مدن رام الله ونابلس وبيت لحم والخليل وأريحا والقدس. وقررت الفرقة أن يكون ريع حفلاتها دعما لصندوق «الرئيس محمود عباس لدعم الطلبة الفلسطينيين في لبنان» الذي تأسس قبل عدة أشهر لدفع مصاريف تعليم طلبة المخيمات الفلسطينية في لبنان. ويرى الهباش أن نجاح الفرقة في إحياء حفلات بالمدن الفلسطينية حلم تحقق.. وقال «بعد مرور 33 سنة وجدنا أنفسنا نحقق حلمنا الذي طالما راودنا.. أن نغني على تراب الوطن». وأضاف «سيكون ريع هذه الحفلات لمساعدة الطلبة الفلسطينيين في لبنان، ونحن على استعداد أن نخصص ريع حفلات أخرى من أجل ذلك». وتفاعل الجمهور الفلسطيني من مختلف الأعمار مع أغاني الفرقة التي طالما رددها في المناسبات الوطنية المتعددة، ومنها «من سجن عكا وطلعت جنازة» و«اشهد علينا يا عالم وعلى بيروت وعلى الحرب الشعبية»، وغيرهما من الأغاني التي عرفت بها فرقة «العاشقين» التي بدأت مشوارها تحت اسم «مجموعة أغاني العاشقين»، قبل أن يصبح اسمها فرقة «العاشقين»، وتضم بين صفوفها فنانين من جنسيات عربية مختلفة. وبدا الهباش فخورا بنجاح الفرقة واستمرارها كل هذه السنوات، وقال «أنا أقول دائما إننا نحن الفرقة والجماهير هم العاشقون.. الجميل أنك تجد الأطفال يغنون أغاني (العاشقين)، وهناك جيل كامل لم يكن حاضرا من بدايات (العاشقين) لكنه حافظ لكل أغانيها». وأضاف «هناك سبب مهم لوجود هذا الجمهور واستمرارية فرقة (العاشقين) نفسها في أذهان الناس وذاكرتهم. والسبب الأهم أن أغاني العاشقين لم تأخذ أغاني مرحلة، لكنها وثقت التاريخ، وهذا سبب استمراريتها».