تونس: مهرجان لمسرحيات «ألوان مان شو»

يقدم 7 مسرحيات باللغة العربية ومسرحية وحيدة باللغة الفرنسية

TT

لم يكن مسرح الممثل الواحد محبوبا ومنتشرا في تونس خلال أكثر من ثلاثة عقود، إلا أن السنوات الأخيرة جعلت هذه النوعية من المسرح تكتسح الساحة الفنية بعد نجاح جماهيري لبعض الأعمال المسرحية التي قدمها مسرحيون ضمن فئة الممثل الواحد، وهو ما أثر على بقية المسرحيين التونسيين الذين حذوا حذو بعضهم، وأصبح لهذه النوعية من مسرح «ألوان مان شو» مما يلقبونه «مسرح الممثل الواحد»، الكثير من الأحباء والمتابعين، وبدت المغامرة طاغية على كثير من الممثلين الذين دخلوا التجربة، البعض منهم من الباب الكبير، مرتكزا في ذلك على تاريخه الفني الطويل، والبعض الآخر عول على نجاحات بعض أعماله الفنية التلفزيونية على وجه الخصوص وقرر خوض التجربة.

طغيان التجارب المسرحية المعتمدة على الممثل الواحد جعلت دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة التونسية تنظم مهرجان «ألوان مان شو» لأول مرة في تونس، وقد جعلت لهذا الغرض ثماني مسرحيات ذات الممثل الواحد، انطلقت في عرضهم يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، على أن تتواصل العروض إلى غاية يوم 27 من الشهر نفسه.

المسرحي التونسي حمادي المزي، مدير دار الثقافة ابن رشيق ومدير المهرجان، قال في تقديم التظاهرة «(المونولوغ المسرحي أو المونودراما – السوليلوك) وكذلك (ألوان مان شو) كلها أنماط تعتمد على خطاب الممثل الواحد فوق خشبة المسرح، هكذا كانت منطلقات المسرح قديما، حيث كان الخطاب المسرحي يعتمد الممثل الواحد».

مهرجان «ألوان مان شو» سيقدم سبع مسرحيات باللغة العربية ومسرحية وحيدة باللغة الفرنسية... حول هذه التظاهرة المسرحية، قال إكرام عزوز، مخرج عرض «ايجا وحدك» الذي تمثله التونسية ريم الزريبي، إن مجرد الإعلان عن مهرجان لعروض «ألوان مان شو» من قبل مؤسسة ثقافية عمومية يعتبر خطوة مهمة نحو الخروج بعروض «ألوان مان شو» من خانة المسرح التجاري إلى مسرح له كذلك رسالة ثقافية مثل بقية أنماط المسرح... أما عن عرض «ايجا وحدك»، فقد أشار عزوز إلى أن موضوعه الأساسي هو عرض تفاصيل المعاناة اليومية للمرأة التونسية الموزعة بين العمل الشاق خارج المنزل والعمل المضني داخل البيت وتربية الأبناء.. العرض فيه تلميح بغياب جزئي للرجل عن هذه المغامرة اليومية دون الوصول إلى حد التجني على الرجل على حد تعبير مخرج مسرحية «ايجا وحدك». أما الممثل التونسي محمود عبد النبي الذي يؤدي مشاهد مسرحية «مجنون المرآة»، فقد أشار إلى نجاح عروض مسرحيته التي أنتجها منذ قرابة 12 سنة، وهي التي تنطق باللغتين العربية والفرنسية وتعرض أشعارا للشاعر الفرنسي شارل بودلير و«راسين» وغيرهم من المثقفين الغربيين والعرب...عبد النبي أكد أن المسرحية قد جابت فضاءات الجامعات التونسية ومجموعة مهمة من دور الثقافة في تونس، وهي تمثل انتفاضة ضد الثقافة التي لا تؤدي إلى السعادة.