ملكة بريطانيا تزيح الستار عن التصميم الخاص بمتحف زايد الوطني

يتمتع بخواص معمارية فريدة من خلال تقنية التبريد الطبيعي

الملكة إليزابيث تشارك في إزاحة الستار عن التصميم الخاص بمتحف «زايد الوطني» مع حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (رويترز)
TT

حظيت إزاحة الستار عن التصميم الخاص بمتحف «زايد الوطني» أمس في الإمارات باهتمام رسمي واسع ليس فقط لأن هذا المتحف سيكون منعطفا هاما في تاريخ البلاد الثقافي وإنما لأن إزاحة الستار تمت بأنامل ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية التي تزور الإمارات حاليا.

وظهرت الملكة التي لم تزر أبوظبي منذ 31 عاما وهي مرتدية ثوبا باللونين الأخضر والأبيض مزينا بالأزهار مع قبعة متناسقة. بينما اختارت رداء طويلا باللون الأصفر مع وشاح للرأس لدى زيارتها لمسجد الشيخ زايد.

وبعد الزيارة انضم إلى الملكة زوجها دوق أدنبرة الأمير فيليب وابنها الأمير أندرو دوق يورك حيث قاموا بجولة للقاء بعض البريطانيين المقيمين في الإمارات.

رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان اعتبر أن «متحف زايد الوطني» سيكون منارة إشعاع تبرز رؤية مؤسس الدولة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. فيما اعتبر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن المتحف يعكس الفكر الثاقب لمؤسس دولة الاتحاد، وأنه سيكون نافذة يطل منها زواره على تراث شعب الإمارات وإرثه الثقافي.-

ويعنى متحف زايد الوطني بتاريخ وسيرة مؤسس اتحاد الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والجهود التي قام بها لتوحيد الإمارات، كما يسلط المتحف الضوء على التاريخ الحافل للمنطقة وصلاتها الثقافية مع العالم، فيما سيصبح المتحف أحد أبرز الصروح المعمارية ومركزا للتعلم والحوار الثقافي.

ويشكل «متحف زايد الوطني» صرحا ثقافيا ومعماريا مميزا ضمن منشآت المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات إلى جانب كل من متحفي «جوجنهايم أبوظبي» و«اللوفر أبوظبي» وهو يشتمل على خمسة أجنحة عملاقة تحاكي في تصميمها «تفاصيل الريش الموجود أعلى قمة أجنحة الصقر» ويبلغ ارتفاعها الأقصى 124 مترا لتكون بمثابة تحفة فنية تطل مباشرة على مياه الخليج العربي.

وقد تم تصميم «متحف زايد الوطني» من قبل المعماري الإنجليزي اللورد نورمان فوستر الحائز على جائزة «برتزكر» العالمية لفنون العمارة وينسجم تصميمه مع مكونات البيئة المحيطة به.

كما يحتوي التصميم على العديد من المزايا البيئية التي وضعت المباني على نحو يتيح مرور الهواء عبر أروقة المتحف وترشيد الطاقة اللازمة لتبريدها بينما تم تصميم الأجنحة للاستفادة من أشعة الشمس مع فتحات خاصة تسمح بنفاذ الضوء الطبيعي لإنارة المساحات الداخلية بطريقة مبتكرة.

وسيحظى الزوار بتجربة مميزة تبدأ قبل دخولهم المتحف اعتبارا من لحظة مرورهم بحدائق المتحف الغنية بالمناظر الطبيعية الأخاذة والنباتات والأشجار التي تم وضعها بأسلوب تعكس من خلاله لحظات مهمة في حياة الشيخ زايد ومسيرة التطوير الحافلة التي جعلت أبوظبي ودولة الإمارات على ما هي عليه اليوم.

وتوفر ردهة المتحف المركزية تجربة غنية للزوار حيث تشكل نقطة انطلاق للتعرّف على حكاية مسيرة وطنية حافلة.

ومن خلال سلسلة من الأفلام والتسجيلات الصوتية والوسائط المتعددة إلى جانب عرض قطع أثرية تعود إلى مجموعة مقتنيات متنوعة من أبوظبي ومن بقاع مختلفة في الإمارات والعالم، يتم عرض «حياة وعهد الشيخ زايد» في قلب المتحف، وتسلط صالة العرض الثانية «الصيد بالصقور والمحافظة على الموارد الطبيعية» الضوء على تقدير الشيخ زايد واهتمامه بالحياة الطبيعية وضرورة المحافظة عليها وصونها وشغفه برياضة الصيد بالصقور.

وفي حين تسلط معارض الطابق السفلي الضوء على الخطوط العريضة لسيرة الشيخ زايد يتم إيضاح مزيد من التفاصيل ضمن صالات العرض في الطابق العلوي التي تتضمن خمسة معارض هي معرض «البيئة عطاء الأرض» ومعرض «التراث جوهر المستقبل» ومعرض «مدن وحضارات» ومعرض «العلم والحضارة» ومعرض «الإسلام والإنسانية».

ويحتوي معرض «البيئة عطاء الأرض» على مواد تاريخية وأثرية ويقدم عروضا تفاعلية توضح الأساليب التي انتهجها سكان المنطقة قديما لاستخدام وتطوير الموارد المتوفرة أما معرض «مدن وحضارات» فيركز على الاكتشافات الأثرية الكبرى والتي تكشف عن صورة جديدة كليا لتاريخ المنطقة وصلاتها بأجزاء العالم الأخرى ويهدف معرض «العلم والحضارة» إلى تعريف الجمهور بالاهتمام الكبير الذي أولاه الشيخ زايد للتعليم والذي شكل حافزا له ليمضي قدما في تحويل مجتمع تقليدي يعتمد على المعارف المتوارثة إلى دولة حديثة.

ويتميز «متحف زايد الوطني» بخواص معمارية فريدة، وحرص مصممو المتحف على إيلاء الجانب العملي للمبنى عناية لا تقل عن عنايتهم بالجانب الفني فلجأوا إلى تزويده بآلية تكييف طبيعية تعتمد على إدخال الهواء الطبيعي المنعش من الخارج مما يسهم في ترشيد كميات كبيرة من الطاقة التي كان سيتم استهلاكها لو كان الاعتماد كليا على التكييف الصناعي.

وتعمل الأجنحة كأنظمة لإخراج الهواء وتجميع الطاقة الشمسية حيث ترفع الهواء المستهلك للأعلى وإلى الخارج عبر الواجهة بمساعدة الضغط السلبي على السطح وهو ما يتكفل بالحفاظ على دفق هوائي مستمر.

وتستند الهياكل الفولاذية للأجنحة على أعمدة من الاسمنت البارز فيما تتوزع صالات العرض فيه على مساحات بيضاوية الشكل ويتم الدخول إليها من خلال ردهة مضاءة من الأعلى بشكل مميز وغائرة في التلة الصناعية الموجودة في الطابق الأرضي.

كما ستوفر ردهة المتحف المركزية ذات السقف المرتفع تجربة غنية للزوار حيث تتيح لهم التمعن في ماضي وحاضر دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال المواد المستخدمة والمعروضات والتي تمثل جميعها نقطة انطلاق للتعرف على حكاية مسيرة وطنية حافلة.

وتنسجم الردهة الرئيسية بفخامتها مع المستوى المتوقع لصرح وطني عملاق من هذا الطراز وستضم متجرا للكتب ومكتبا للاستعلامات وقاعات مخصصة للاجتماعات بالإضافة إلى مجلس مخصص لاستقبال الشخصيات المهمة فضلا عن عدد من المرافق التعليمية وقاعات للمؤتمرات ومكتبة ومقهى ومطعم من الطراز الرفيع.