نجمات فرنسا يبعن ملابسهن في مزاد «يوم التنورة»

لمساعدة النساء المضروبات.. والرجال يزايدون عليهن

TT

ما العلاقة بين تنورة ارتدتها الممثلة الفرنسية كارول بوكيه، وامرأة يضربها زوجها؟ الجواب هو أن تلك التنورة قد تساعد المضروبة على الاحتماء مما يسمى بالعنف الزوجي. كيف؟ من خلال مزاد علني جرى في باريس، مساء أول من أمس، على 15 تنورة تعود لعدد من نجمات السينما والتلفزيون والغناء، لصالح جمعية تساعد النساء من ضحايا العنف.

وتم تحديد سعر 500 يورو لكل تنورة، لكن الأسعار ارتفعت أثناء المزايدة التي جرت في متحف الفن الحديث «باليه طوكيو»، ووصلت إلى 1500 يورو مقابل تنورة زرقاء تصلح لطالبات المدارس، من تصميم «برادا»، كانت الممثلة صوفي مارسو قد ارتدتها في إحدى المناسبات.

وبيعت تنورة سوداء منسابة عائدة للممثلة إيزابيل إدجاني، عرابة جمعية «لا غانيات ولا خاضعات» التي أشرفت على تنظيم المزاد، بمبلغ 1000 يورو، وكذلك تنورة ربيعية لكارول بوكيه، وثالثة رصاصية فاتحة من ممتلكات نجمة الأخبار في القناة الأُولى الفرنسية كلير شازال. وكان المزايدون، في الغالب، من الرجال.

جاء المزاد بمناسبة مظاهرة «يوم التنورة» التي نظمتها الجمعية، ودعت فيها الشابات إلى النزول إلى جامعاتهن وأعمالهن وهن يرتدين التنورات، في بادرة رمزية للتعبير عن حق المرأة في الظهور بالمظهر الذي يبرز جمالها. والهدف من الدعوة، أيضا، التمرد على السروال المفروض على الفتيات في الضواحي والأحياء التي تقطنها نسبة عالية من العمال المهاجرين وذوي الدخل المحدود. وكانت ناشطات الجمعية قد لاحظن أن الشابات القاطنات في تلك الأحياء لا يجرؤن على ارتداء التنورة خشية التعرض للتحرش أو حتى الاعتداء.

وتأسست جمعية «لا غانيات ولا خاضعات» قبل سبع سنوات على يد مجموعة من الشابات العربيات الأصل بهدف الدفاع عن النساء، وبالأخص بنات المهاجرين، ممن تتعرضن لسوء المعاملة في البيت والشارع. وسرعان ما لقيت الجمعية تجاوبا واسعا لأنها اختطت مفهوما جديدا للنضال النسوي «الشعبي» يختلف عن الخط الذي تسير عليه حركات تحرير المرأة في الغرب. وافتتحت الجمعية فروعا لها في المدن الكبرى، وبلغ من نجاحها أن أوصلت رئيستها فضيلة عمارة إلى منصب وزاري في الحكومة السابقة.

أما الرئيسة الحالية سهام حبشي فقد قادت «مزاد التنورة»، وقالت إن الهدف، في زمننا الراهن، ليس تحرير المرأة بل تحرير الرجل من عنفه المتأصل فيه والتفكير في الوسائل التي تساعده على الخروج من تلك الحلقة.