«السراب» يمثل المغرب في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش

حشد غير مسبوق من نجوم السينما العالميين يحضرون الدورة العاشرة للمهرجان

ملصق فيلم «السراب» لمخرجه المغربي طلال السلهامي
TT

اختير فيلم «السراب» لمخرجه طلال السلهامي لتمثيل المغرب في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته التاسعة التي ستنطلق في 3 ديسمبر (كانون الأول)، ضمن 15 فيلما ستتنافس للفوز بالجوائز الأربع للمهرجان، وهي: الجائزة الكبرى (النجمة الذهبية)، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل دور رجالي، وجائزة أفضل دور نسائي.

وبعد كل من المغرب (2004)، وإسبانيا (2005)، وإيطاليا (2006)، ومصر (2007)، وبريطانيا (2008)، وكوريا الجنوبية (2009)، ستكرم الدورة العاشرة للمهرجان السينما الفرنسية؛ حيث سيتم عرض مجموعة من الأعمال السينمائية الفرنسية، التي تؤرخ لمختلف مراحل الفن السابع في هذه الدولة الأوروبية، كما ينتظر أن يحل مجموعة من كبار السينمائيين الفرنسيين ضيوفا على المهرجان، يتقدمهم كاثرين دونوف وصوفي مارصو وكريستوف لامبير، برئاسة كوستا كافراس.

وسيتم تكريم السينما الفرنسية ليلة 4 ديسمبر، وسيرأس الحفل المخرج العالمي الأميركي مارتن سكورسيزي. وإلى المشاركة الفرنسية، التي تتميز بعرض 75 فيلما، تلخص لـ30 سنة من الإنتاج الفرنسي السينمائي، تعرف الدورة مشاركة حشد من نجوم هوليوود، يتقدمهم، إضافة إلى جون مالكوفيتش وإيفا منديس وسكورسيزي، الممثلة سيغورني ويفر، والممثلان جيمس كان وهارفي كيتل، فضلا عن المخرج ذائع الصيت فرانسيس فورد كوبولا. وستترأس سيغورني ويفر، التي كرمها المهرجان في دورة 2008، لجنة تحكيم الفيلم القصير، في نسختها الأولى، التي تبلغ قيمة جائزتها 300 ألف درهم (35 ألف دولار). وستعرف الدورة تكريم الممثلين الأميركيين جيمس كان وهارفي كيتل، إلى جانب المخرج الياباني كيوشي كيروساوا، والمخرج المغربي محمد عبد الرحمن التازي، فضلا عن الممثل المغربي الراحل العربي الدغمي.

ويتوزع طاقم «السراب» بين فرنسيين ومغاربة؛ حيث كتب السيناريو كريستوفر مورديلي، وقام بالتصوير محمد سلام وبالمونتاج نويمي مورو ووضع الموسيقى كزافيي كولي، بينما يلعب دور البطولة كل من عصام بوعلي (سعيد)، وكريم السعيدي (هشام)، وعمر لطفي (سمير)، ومريم الراوي (أسية)، ومصطفى الهواري (جمال)، وإريك سافان (ألكسندر جيرمان)، وتم التصوير بين الدار البيضاء ومنطقة ورزازات.

وسبق للسلهامي، الذي وُلد بفرنسا عام 1982، أن أخرج 4 أفلام قصيرة، آخرها فيلم «سنيسترا» (2006). ويحكي «السراب» قصة 5 أشخاص يتنافسون للظفر بفرصة عمل في شركة عالمية استقرت حديثا بالمغرب. وبعد سلسلة من الاختبارات الأولية التي أجراها الرئيس، المدير العام للشركة، لتحديد المرشح الفائز بالمنصب، سيجد المتنافسون الـ5 أنفسهم مطالبين بإجراء اختبار غريب يتمثل في السفر على متن حافلة بنوافذ من دون زجاج.

ويظهر من لائحة الأفلام المشاركة، في المسابقة الرسمية، أن الدورة العاشرة للمهرجان، التي ستنظم في الفترة ما بين 3 و11 ديسمبر المقبل، اختارت توجه الاحتفاء بـ«سينما الغد»، من خلال اختيار 10 أفلام هي الأولى لمخرجيها، ويتعلق الأمر بـ«مملكة الحيوان» لديفيد ميشود (أستراليا)، و«غيوم» لأليخاندرو جيربر بيسيشي (المكسيك)، و«ما وراء السهوب» لفانخا دالكنتارا (بلجيكا)، و«جاك يقود القارب» لفيليب سيمور هوفمان (الولايات المتحدة الأميركية)، و«ماريكي ماريكي» لصوفي سشتكينز (بلجيكا)، و«السراب» لطلال السلهامي (المغرب)، و«طريق شيمن رقم 89» لهالون شو (الصين)، و«روزا مورينا» لكارلوس أوغوستو دو أوليفيرا (الدنمارك)، و«مذكرات ميوزن» لبارك جونغبوم (كوريا الجنوبية)، و«عندما نرحل» لفيو ألاداك (ألمانيا)، و3 أفلام هي الأعمال الثانية لمخرجيها، ويتعلق الأمر بـ«حياة هادئة» لكلوديو كوبليني (إيطاليا) و«نهاية» للوي سامبييري (إسبانيا)، و«كارما» لبراسانا جايكودي (سريلانكا)، بينما يعتبر فيلما «المانحة» لمارك ميلي (الفلبين) و«الحافة» لأليكسي أوشيتيل (روسيا)، على التوالي، الرابع والسادس في فيلموغرافيا مخرجيهما.

ويرأس الممثل الأميركي جون مالكوفيتش لجنة تحكيم الدورة العاشرة. وتتكون اللجنة، إضافة إلى مالكوفيتش، من الممثل والمخرج وكاتب السيناريو فوزي بنسعيدي (المغرب)، والممثل والمنتج وكاتب السيناريو غابرييل بيرن (آيرلندا)، والممثلة ماغي تشونغ (هونغ كونغ)، والممثل والمنتج والمخرج غايل غارسيا بيرنال (المكسيك)، والمخرج وكاتب السيناريو بونوا جاكو (فرنسا)، والممثلة إيفا منديس (الولايات المتحدة الأميركية)، والممثل ريكاردو سكمارتشيو (إيطاليا)، والممثلة يسرا (مصر).

ويشارك المغرب، أيضا، في فقرة عروض الأفلام بتقنية الوصف السمعي لفائدة المكفوفين وضعاف البصر، بفيلم «السيمفونية المغربية»، للمخرج كمال كمال، بطولة يونس ميكري وعبد الله العمراني وماجدولين الإدريسي ورفيق بوبكر. ويحكي الفيلم قصة البطل حميد، الذي يشعر، بعد مشاركته في حرب لبنان، بالذنب لإقدامه على القتل. وللتكفير عن فعلته يقرر، رفقة مجموعة من المشردين، أداء معزوفة «السيمفونية المغربية»، وهي مقطوعة موسيقية ألفها أستاذ رفضه المجتمع. وبهذه الفقرة، التي توظف تقنية الوصف السمعي، سيتمكن المكفوفون وضعاف البصر، للسنة الثالثة على التوالي، من أن يشاهدوا أفلاما سينمائية. ويشدد المنظمون على أن الهدف من برمجة فقرة خاصة بالمكفوفين وضعاف البصر هو التأكيد أن الإعاقة البصرية لم تكن، في يوم من الأيام، عقبة في وجه الاندماج الكامل في الحياة المجتمعية والثقافية والاقتصادية، وأنه بفضل تقنية الوصف السمعي، التي تتوخى النهوض بسينما المكفوفين وضعاف البصر، ستتمكن هذه الشريحة من التمتع بحقها في الثقافة والترفيه والحلم والمعرفة التي توفرها السينما، هذا الفن الذي بدا، بالنسبة للكثيرين، كما لو أنه باب موصد، إلى ما لا نهاية، أمام المكفوفين والمعاقين بصريا.