تحويل قصر «الأمير عمر طوسون» إلى مقر لـ«السينماتيك» ومتحف للسينما المصرية

ينفذ في إطار التعاون السينمائي بين الجانبين المصري والفرنسي

قصر «الأمير عمر طوسون» من الخارج بالقاهرة
TT

قررت وزارة الثقافة المصرية تحويل قصر «الأمير عمر طوسون» بالقاهرة، إلى مقر لـ«السينماتيك» ومتحف للسينما المصرية، لما يتميز به من طراز معماري فريد وعراقة يتجاوز عمرها المائة عام، وذلك في إطار تنفيذ المشروع القومي لإنشاء الأرشيف القومي للسينما المصرية.

وزير الثقافة المصري فاروق حسني، أعلن أن هناك تعاونا مصريا -فرنسيا لتنفيذ المشروع، وأن هناك توافقا تاما بين الجانبين بشأن اختيار قصر «الأمير عمر طوسون»، موضحا أن التعاون المصري - الفرنسي في هذا المجال سيتضمن بحث أوجه التنسيق المشترك بشأن التراث السينمائي النادر والمقتنيات السينمائية الموجودة في كلا البلدين وكيفية الاستفادة منه في المشروع، الذي يتم تنفيذه في إطار اتفاقية التعاون السينمائي بين الجانبين المصري ممثلا في المركز القومي للسينما، والفرنسي ممثلا في المركز الوطني للسينما، التي تم توقيعها على هامش فعاليات مهرجان «كان» السينمائي خلال دورته الماضية بفرنسا، وبالتعاون مع السفارة الفرنسية والمركز الثقافي الفرنسي في القاهرة.

ويعد قصر «الأمير عمر طوسون» تحفة معمارية فريدة من نوعها بمنطقة روض الفرج بحي شبرا (شمال القاهرة)، الذي كان من أرقى وأفضل أحياء القاهرة، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1869، عندما بناه الأمير عمر باشا بن طوسون بن الخديوي سعيد بن محمد علي الكبير، وهو مؤرخ باحث من أمراء أسرة محمد علي باشا السابقين بمصر، تلقى تعليمه بسويسرا وشغف بالرياضة والصيد والسياحة، وله مؤلفات كثيرة عن تاريخ مصر الحديث وآثارها، واهتم بتدوين تاريخ الجيش المصري في عصر محمد علي باشا.

تبلغ مساحة القصر 3200 متر مربع، وقد وضع الأمير بنفسه تصميمه، واهتم الخديوي إسماعيل بهذا القصر اهتماما بالغا. أما عن مكونات القصر، فهو يتكون من طابقين بالإضافة إلى البدروم، يتطابق الطابق الأول والثاني في التخطيط، حيث يتكون كل منهما من بهو رئيسي يفتح على كل بهو أربعة أجنحة تتكون من قاعات وحجرات ودهاليز وممرات، ويغطي القصر سقف مسطح مزخرف بوحدات من الحشوات الغائرة، والجدران مبينة بالريش والمون الجيرية مع وضع كتل خشبية طولية وعرضية.

وتحول القصر إلى مدرسة شبرا الثانوية في وقت من الأوقات‏ بعد قيام ثورة يوليو عام 1952، وقد رحلت عنه المدرسة بعد تسجيله في عداد الآثار الإسلامية عام 1984.

كان المجلس الأعلى للآثار قد وافق على تخصيص القصر ليكون مقرا لـ«السينماتيك» ومتحف السينما، والمشاركة في الإشراف على عمليات الترميم اللازمة التي سوف تتم بالقصر، مع الأخذ في الاعتبار الملاحظات الفنية للجانب الفرنسي، بحيث يتم الحفاظ على الطابع الأثري والمعماري التاريخي للقصر.

وقد أعلنت وزارة الثقافة عن تكوين لجنة تضم عددا من كبار الخبراء الهندسيين والاستشاريين المعماريين المصريين بالإضافة إلى الخبير الفرنسي ألان بيس، عضو اللجنة العليا للصوت والصورة لـ«السينماتيك» الفرنسي وأحد أهم الخبراء الفرنسيين المختصين في التجهيزات والتقنيات الحديثة الخاصة بـ«السينماتيك» والمتاحف، ليقوم بدراسة استطلاعية لقصر «الأمير عمر طوسون»، ليضع مع الخبراء الفنيين بوزارة الثقافة المصرية التصورات كافة عن التجهيزات والتقنيات المطلوبة أثناء تنفيذ هذا المشروع القومي.

ويشير فاروق عبد السلام، المشرف على مشروع الأرشيف، إلى أن وزارة الثقافة سوف تقوم بتكليف أحد المكاتب الاستشارية المختصة لإعداد مشروع متكامل للأرشيف السينمائي ومتحف السينما و«السينماتيك»، ليكون من أهم المشروعات القومية التي سيتم تنفيذها لتليق بالتراث السينمائي المصري والمحافظة عليه، ضمن منظومة متكاملة تنتهجها وزارة الثقافة للحفاظ على التراث السينمائي المصري وحمايته.