عود الموسيقار العراقي أحمد مختار «يغرد» في المتحف البريطاني

حائز على جائزة الإبداع في الفنون التي ترعاها ملكة بريطانيا

الموسيقار العراقي أحمد مختار يعزف على العود في قصر الحمراء بغرناطة («الشرق الأوسط»)
TT

تحت عنوان «من أجل أن تكون البصرة عاصمة اقتصادية في الشرق الأوسط» وبرعاية شركة «بتروليوم» البريطانية، يقيم المتحف البريطاني احتفالية يتخللها عدد من الفعاليات الموسيقية، وسيكون العراق حاضرا من خلال آثاره النادرة وموسيقى عازف العود المنفرد أحمد مختار، حيث يقدم أمسية بعنوان «أصابع بابلية» وذلك في قلب مكتبة المتحف، سيقدم مختار مجموعة من مؤلفاته المستوحاة من حضارات العراق القديمة ومنها مقطوعة «جنائن معلقة» «وطور المحمداوي» بأداء جديد، حيث يعتقد أن هذا المقام الذي يؤدى في أهوار العراق اليوم هو امتداد للغناء السومري. ستقام الأمسية يوم الأربعاء المصادف الأول من ديسمبر (كانون الأول) 2010.

ويذكر أن هذه الدعوة الثالثة لمختار ليقدم موسيقاه في المتحف البريطاني، إذ سبق أن اختير مشرفا موسيقيا على احتفالية معرض بابل الذي استمر عاما كاملا.

من ناحية أخرى وبعد نجاح أمسيته الأولى هناك عام 2009 قدم الموسيقار أحمد مختار وللمرة الثانية أمسية على العود المنفرد في قصر الحمراء، قصر الخليفة الناصر بالله بمدينة غرناطة، وذلك في الأسبوع الماضي. تضمن برنامج الأمسية أعمالا موسيقية منها (سماعي بغداد - غياب - في الروضة - أغنية الغجر - صبا زمزم - أصابع بابلية - النهرين - رقصة البدوي - لمسات صوفية - دعاء - رثاء النخيل - إسبانيا - تقاسيم الروح). هيأ المنظمون مستلزمات العرض وأجواء العصر الأندلسي وديكوراته وملابسه الزاهية في إحدى زوايا القصر المزخرفة والتي تزين جدرانها آيات قرآنية وقصائد مكتوبة بالعربية تعود لشعراء مجهولين، لتضفي على الموسيقى أجواء ومناخات نقلت الحضور إلى ذلك العصر والزمان.

وقالت مندوبة وزارة الآثار الإسبانية مايا رافيل، إن الأمسية جزء من مشروع إحياء حفلات أخرى في أماكن أثرية عديد في إسبانيا، وأضافت: «أنا سعيدة بنجاح هذه الأمسية لعازف معروف كتبت عنه الصحافة العالمية بكثير من الإعجاب ويقدم تراث العود بأمانة مع شيء من المعاصرة، حيث دفعني استماعي لمختار ومتابعتي لأعماله، إلى أن أنسق من أجل استضافته وأن يكون قصر الحمراء المكان الأنسب لموسيقى العود، حيث كان ضيفا ليس بالغريب على المكان وعلى المدينة».

والجدير بالذكر أن أحمد مختار عازف عود ومؤلف موسيقي بدأ مشواره خارج العراق منذ 1990، حاصل على ماجستير في الموسيقى من جامعة لندن، إضافة إلى دراسته في العراق وسورية، ونال العديد من الجوائز آخرها جائزة الحمراء للإبداع في الفنون برعاية الملكة إليزابيث.

من جهة أخرى قررت شركة (أي آر سي) العالمية ومقرها باريس، إصدار طبعة ثانية لعام 2010 من اسطوانة الموسيقار أحمد مختار (إيقاعات بغداد) بحلة جديدة وتصميم غلاف جديد بعد أن نفدت الطبعة الأولى من الأسواق. اسطوانة (إيقاعات بغداد) صدرت في عام 2003 وهي تحتوي على قطع موسيقية وارتجاليات من وضع مختار الذي نفذ الإيقاعات المرافقة، بمشاركة عازف الإيقاع الفنان ستار الساعدي. يذكر أن الشركة توزع في 51 بلدا ولديها فروع في أنحاء عديدة من العالم، وقد حققت الاسطوانة مبيعات بأكثر من 40 ألف نسخة.

وفي السياق نفسه، اختارت شركة موسيقية أخرى هي «بروتون الكونية»، خمس قطع موسيقية من مؤلفات وعزف مختار، هي على التوالي: «ابتسامة – لحظة طفولة - رقصة الحرب – ارمها خلفك - شروق». الاختيارات جاءت ضمن سلسلة «موسيقى الشرق الأوسط»، حيث صدر حتى الآن لفنانين من إيران – تركيا - لبنان – أرمينيا، تحت عنوان «دراما الشرق الأوسط».